خلاف تركيّ قطريّ على كعكة "الوفاق الوطني" في ليبيا بعد رحيل "السراج"
قد لا تكون العلاقات التركية القطرية قوية كما تبدو للعالم، فلكل منهما أجندة مختلفة، "أردوغان" يرغب في احتلال الأراضي وسرقة موارد الدول تحت شعار الإسلام، أما قطر فتسعى لتمكين الإخوان حتى يكون لها ثقل على الساحة السياسية الدولية وتسيطر على الدول العربية وقد تعارضت أهداف أردوغان وتميم في ليبيا منذ إعلان "السراج" استقالته.
خلافات وانقسامات حادة داخل "الوفاق الوطني"
كشف موقع "المونيتور" الأميركي، تفاصيل الخلافات والانقسامات داخل حكومة الوفاق الوطني الليبية عقب استقالة "فايز السراج" من منصبه.
وقال الموقع في تقريره: إن الخلاف الداخلي وصل إلى ذروته في 29 أغسطس عندما قام "السراج" بإيقاف وزير الداخلية "فتحي باشاغا" ، الذي يتولى قيادة ميليشيا مصراتة المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني ، بينما كان "باشاغا" يزور تركيا، الداعم الأجنبي الرئيسي لحكومة الوفاق الوطني، إلى جانب "خالد المشري" ، رئيس المجلس الأعلى للدولة.
ويُعتقد أن لقاء "مشري" الذي استمر قرابة ثلاث ساعات مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" واجتماع "باشاغا" مع وزير الدفاع التركي "خلوصي آكار" أثار حفيظة رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني.
وأوقف السراج "باشاغا" عن العمل، وحمله مسؤولية قمع الاحتجاجات الشعبية في حين أثارت موجة من النشاط العسكري في طرابلس ومصراتة الحديث عن انقلاب محتمل ضد السراج.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن الأمور بدت وكأنها تهدأ عندما أعيد "باشاغا" إلى منصبه في أوائل سبتمبر ، أظهر الصراع على السلطة مدى هشاشة حكومة "الوفاق الوطني".
وقالت مصادر تركية للمونيتور: إن أردوغان حاول جاهداً إقناع السراج بالتخلي عن فكرة الاستقالة ، إلا أن السراج تمسك بموقفه، قائلاً إنه متعب ويريد التركيز على شركته الخاصة وعائلته.
ولم يؤدِّ قرار "السراج" بالاستقالة وتصميمه الواضح عليها إلا إلى تأجيج الصراع على السلطة بين فصائل حكومة الوفاق الوطني، وتم طرح عدد من الأسماء كخلفاء محتملين، وينظر إلى بعضهم على أنهم مرشحون أقوياء بسبب الدعم الذي يتلقونه من القوى الأجنبية وعلى رأسها قطر.
تنافس تركي قطري على قائد "الوفاق الوطني" المقبل
وأكد الموقع أن تركيا تسيطر بشكل شِبه كامل على الوضع في حكومة الوفاق الوطني، وتحاول ترشيح شخصية تابعة لها لتولي المسؤولية حتى لا يخسر أردوغان كل شيء.
وتابع أن "باشاغا" ، من مواليد مصراتة ، له جذور تركية، وينحدر من أحفاد الإنكشاريين العثمانيين الذين استقروا في ليبيا.
ويُعرف نسل الأتراك في ليبيا باسم "كولوغلو" أو "أبناء الخدم" وغالبًا ما يُشار إليهم باسم كولوغليس، ويتركزون في مصراتة والمناطق المحيطة بها ، ويمثلون قاعدة القوة العسكرية والسياسية الرئيسية لباشاغا فضلاً عن علاقته القوية والشخصية مع أردوغان.
وأوضح الموقع أن "باشاغا" هو رجل أردوغان الحقيقي في طرابلس ويتطلع لقيادة الحكومة خلفًا للسراج.
وتابع أن هناك منافسًا آخر وهو أحمد معيتيق، نائب رئيس المجلس الأعلى للدولة، مرشح بارز آخر ليحل محل السراج، مثل "باشاغا"، هو من مصراتة من مجتمع "كولوغلو" الذي صقل القوة السياسية والتجارية خلال الصراع الليبي، ويتمتع بصلات اقتصادية وثيقة مع تركيا، وبرز باعتباره الشخصية الوحيدة في حكومة الوفاق الوطني التي تربطها علاقات جيدة بكل من أنقرة وموسكو.
ومع ذلك، فإن وضعه غالبًا ما أوقعه في مشكلة. في يونيو، على سبيل المثال، أثار غضب زملائه أعضاء حكومة الوفاق الوطني لحثهم قوات حكومة الوفاق الوطني على وقف هجوم على سرت لأنها كانت خطًّا أحمر لموسكو.
وهناك أيضا الإخواني "خالد مشري" ، رئيس المجلس الأعلى للدولة، ومن المعروف أنه على علاقة جيدة بأردوغان.
منذ التدخل التركي أواخر عام 2018 ، ركز على الدبلوماسية، وعقد اجتماعات مع إيطاليا والمغرب وروسيا بالإضافة إلى ممثلين عن القوات الشرقية. وأعرب خلال محادثات في المغرب بين الجانبين الليبيين في وقت سابق من الشهر الجاري، عن استعداده للقاء حفتر بحضور مسؤولين مغاربة.
ويرى البعض أن "مشري" يتطلع إلى دور نشط في محادثات جنيف المرتقبة في محاولة لاستعادة نفوذ الإخوان المسلمين في حكومة الوفاق الوطني، مستغلاً علاقته القوية مع قطر، ولكنه ليس المفضل لأردوغان.
وأكد الموقع أنه في حال تولي معيتيق أو مشري رئاسة الوزراء ، فإن ذلك سيعني زيادة النفوذ الروسي في محادثات جنيف واحتمال اعتراف حكومة الوفاق الوطني بعقيلة صالح ، رئيس البرلمان في طبرق، كشخصية سياسية.
وإذا تولى "باشاغا" ، المفضل لدى أنقرة، المنصب ، فقد يستأنف القتال مع قوات حفتر، رغم أن ذلك سيكون بدعوة من أنقرة. وستواجه حكومة بقيادة "باشاغا" معارضة قوية من السلفيين المدخلين وأنصار الإخوان المسلمين وأنصار السراج.