"سليم عياش".. يد "حزب الله" لاغتيال رفيق الحريري
15 عامًا مرت على اغتيال الرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري، مرت القضية بخطوات عديدة في التحقيقات لإثبات تهمة اغتياله بمخطط من حزب الله، بسبب معارضة الحريري للنظام السوري السابق الموالي لإيران.
اليوم، أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جلستها المنعقدة، حكمًا بإدانة أحد المسؤولين العسكريين بحزب الله، ويدعى سليم جميل عياش، في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري و 21 شخصًا آخرين والتي وقعت في شهر فبراير 2005، في حين برأت المحكمة المتهمين الثلاثة الآخرين في القضية.
مسؤول عسكري في حزب الله
سليم عياش يبلغ من العمر 56 عاماً، قائد عسكري في حزب الله جاء في مذكرة توقيفه أنه المسؤول عن الخلية التي نفذت عملية الاغتيال، وأنه شارك شخصيًّا في التنفيذ.
كما وجهت له المحكمة الدولية تهم وضع مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجرة، وقتل الحريري و21 شخصا آخرين عمدًا باستعمال مواد متفجرة، ومحاولة قتل 226 شخصًا.
التهم الموجهة إليه
ووجهت إليه المحكمة اتهامات بقيادة العملية باعتباره مسؤولًا عسكريًّا في حزب الله، حيث جاء في مذكرة توقيفه أنه المسؤول عن الخلية التي نفذت الاغتيال بل وشارك شخصيًّا في التنفيذ.
وتشمل التهم الموجهة إليه، وفق موقع المحكمة الدولية، أولًا وضع مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي، وثانيًا ارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجرة، وثالثًا قتل الحريري و21 شخصاً آخرين عمداً باستعمال مواد متفجرة، ومحاولة قتل 226 شخصاً.
لم تقتصر الاتهامات الموجهة لعياش في اغتيال الحريري فقط، بل إنه وفي عام 2019، وجهت المحكمة الدولية له تهمتي الإرهاب والقتل، لمشاركته في ثلاث هجمات أخرى استهدفت سياسيين بين 2004 و2005.
حيث استهدف الهجوم الأول في العام 2004 الوزير السابق مروان حمادة ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة، فيما نفذ هجوم في عام 2005، قتل على إثره الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، بينما استهدف الهجوم الأخير إصابة وزير الدفاع آنذاك إلياس المر.
والجدير ذكره وفق المحكمة، أنّ سليم جميل عياش لا يزال طليقاً، وفى 1 فبراير 2012، قرّرت غرفة الدرجة الأولى محاكمة سليم جميل عياش وثلاثة آخرين في غيابهم".
تداعيات اغتيال الحريري
أشعل اغتيال الحريري "ثورة الأرز" ونُظمت احتجاجات شعبية على الوجود السوري في لبنان، وتحت ضغط دولي متزايد سحبت سوريا قواتها في أبريل، أي بعد شهرين من اغتيال الحريري وتغير شكل البلد.
قاد سعد نجل رفيق الحريري ائتلافًا من الأحزاب المناهضة لسوريا عرف باسم 14 آذار، ودعمته دول غربية وعربية، وتجمع حلفاء سوريا اللبنانيون ومنهم حزب الله في تحالف منافس أطلق عليه اسم 8 آذار، وظهر انقسام طائفي بشكل قوي.
ورجع زعيما الطائفة المسيحية المارونية الرئيسيان في لبنان ميشال عون وسمير جعجع إلى الحياة السياسية، حيث عاد عون من المنفى بينما خرج جعجع من السجن.
وفاز تحالف 14 آذار بأغلبية برلمانية في يونيو من العام ذاته.
وتلا ذلك صراع سياسي استمر عدة سنوات بين التكتلين، تركز جانب كبير منه على قضية سلاح حزب الله، وكانت المحكمة التي تشكلت لنظر قضية اغتيال الحريري نقطة خلاف أيضًا.
وبلغ التوتر ذروته في تفجر قصير للنزاع المسلح عام 2008، سيطر خلاله حزب الله على بيروت.