لتحقيق أطماعه الاستعمارية "أردوغان" يُكوِّن جيشًا سريًّا من فقراء سوريا
تدخل "أردوغان" في كل صراع إقليمي يكشف أجندته العثمانية يومًا بعد يوم، إلا أن عصيان جنرالات الجيش لأوامره والخوف من انقلاب جديد عليه دفعه لاستغلال فقر السوريين وضعفهم وجندهم في عدد من الميليشيات لاستخدامهم في كافة المعارك الإقليمية.
"أردوغان" يستغل احتياج السوريين للمال لتكوين جيشه
تعد سوريا من أكثر دول منطقة الشرق الأوسط المتضررة من الحروب والاضطرابات الأهلية وارتفعت فيها نسبة الفقراء بصورة كبيرة بجانب التضخم لتعيش الأسر السورية مأساة إنسانية كبرى، لم يتركها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" دون أن يستغلها، وفقًا لما قاله المحلل "سيث فرانتزمان" في مقاله بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وقال المحلل في مقاله: إن الأموال هي أداة أردوغان لاستمالة الأسر السورية الفقيرة وتحديدا الشباب لتجنيدهم في جيشه السري لخوض الحروب في سوريا وليبيا والآن "ناغورنو كاراباخ" على الحدود الأرمينية الأذربيجانية.
وتابع "أردوغان استهدف فقراء سوريا والضعفاء لتجنيدهم والإفلات من أي عقاب دولي أو أوروبي لتدخله في الأزمات الإقليمية وتجنب الغضب الشعبي من تورط الجيش التركي في معارك لا حصر لها".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، والمرصد الحربي، أن شركات الأمن التركية نقلت نحو 900 مرتزقة سوري إلى أذربيجان منذ اندلاع الصراع بين أذربيجان وأرمينيا الأحد الماضي حول منطقة "ناغورنو كاراباخ" الانفصالية.
وقال المحلل: إن تركيا بدأت باستخدام السوريين للقتال ظاهريًا في بلادهم ، مشيرًا إلى أن المجموعة، أعادت تشكيلها كجزء من الجيش السوري الحر الإرهابي المدعوم من تركيا، ثم أعيدت تسميتها لاحقًا باسم الجيش الوطني السوري (SNA) ، وغالبًا ما تم تمكينها من قِبل أنقرة وارتكبت انتهاكات متعددة ضد الأكراد والمسيحيين والأقليات الأخرى في الدولة المجاورة التي مزقتها الحرب.
وأضاف أن الآلاف من أعضاء الجماعات المدعومة من تركيا مثل حمزة وجيش الإسلام وأحرار الشرقية وسلطان مراد ولواء سليمان شاه ذهبوا إلى ليبيا ، حيث تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني.
وأوضح "فرانتزمان" أنه لا يزال من غير الواضح سبب عدم قيام تركيا بإنشاء طريقة أكثر تنظيمًا للتجنيد واستمرارها في الاستعانة بمصادر خارجية والاعتماد على وحدات مختلفة في هذه النزاعات ، مما يشير إلى أن أنقرة ربما تتغذى من أمثلة العهد العثماني للمقاولين والمرتزقة.
وقال فرانتزمان: "السؤال هو ما إذا كانت تركيا ستنشئ وحدات دائمة ، كما فعلت إيران مع الوكلاء الأجانب، أو تأمل أن تحل هذه الوحدات نفسها وتختفي".