معاناة النازحين في اليمن .. الأوبئة تكدر حياتهم
ما زالت ميليشيات الحوثيين تخلف آثارها من معاناة على الشعب اليمني، لتزيد الوضع سوءا بوجود أكثر من ثلاثة ملايين يمني نازح على أطراف الوطن، ليعيشوا مخاطر انتشار الأوبئة وفيروس كورونا المستجد، دون أن تصلهم مساعدات غذائية وطبية كافية، ما يجعل الرعب والخوف من الغد صاحبهم الوحيد.
الخوف يضاعف أزمة النازحين باليمن
ومن ناحيته قال بلال برهان، 39 عاما، مواطن يمني في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن الآباء لا يستطيعون النوم ولا بوسع الأطفال الذهاب إلى المدارس دون خوف، لافتا أنه لا يوجد عمل وتستمر حالة إغلاق الطرق وأزمة انقطاع الكهرباء فإن الوضع يزداد سوءا مع استمرار الاشتباكات والقصف المتقطع، إلى جانب انتشار وباء كورونا المستجد الذي بات يفتك بنا، مشيرا أنه رغم اتفاق انسحاب القوات الحوثية الذي مضى عليه عام لم تنجل عن بلدتنا.
خطر الحوثيين والأوبئة يضرب الشعب اليمني
وقال ترك جناد، 41 عاما، نازح من بلدة صعدة، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن مخيمات النازحين جراء القصف الحوثي لا تلقى دعما، وإن الأوضاع تزداد قسوة علينا، والطائرات تحلق فوق رؤوسنا، فقد فقدنا بيوتنا وأمننا وسط تلك العاصفة الحوثية التي دمرت الوطن.
وتابع جناد، أننا لا نلقى علاجا من الأمراض، ورغم انتشار وباء كورونا إلا أننا لا نجد من يلتفت لنا، وتتصاعد الأمراض بيننا نتيجة لفقر منطقة النازحين.
مخيمات النازحين بؤرة انتشار الأوبئة باليمن
ومن جانبه قال مسؤول بوزارة الصحة اليمنية، رافضا الإفصاح عن اسمه، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن مخيمات النازحين لا تلقى مساعدات غذائية كافية، لافتا أن المخيمات باتت مكتظة بمئات الأسر النازحة جراء القصف الحوثي، وتفتقر لخدمات الصرف الصحي والعناية الطبية والنظافة ما يجعلها بيئة حاضنة للأوبئة، والأمراض المعدية، وهو ما أدى لانتشار وباء الكوليرا الذي تسبب في وفاة 18 ألف يمني ومن بعده حمى الضنك التي ما تزال تتمدد في أكثر من منطقة.
الأمم المتحدة: 1120 أسرة نازحة نتيجة القصف الحوثي
وفي ظل هذه المأساة يواصل النازحون تدفقهم على أطراف اليمن ، حيث يقطن المئات في الصحراء لا يمتلكون شيئا هربا من القتال، وهو ما أكدته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي ذكرت أن نحو 1120 أسرة نزحت منذ أيام من مديرية خب والشعف" بمحافظة الجوف جراء القتال.
ومن جانبها بدأت الحكومة الشرعية التنسيق مع منظمة الصحة واليونسيف والهجرة الدولية ومفوضية شؤون اللاجئين، والذين وعدوا ببذل المزيد من الجهود في إطار خطة مشتركة تخص مخيمات النازحين، وكذلك اللاجئون القادمون من القرن الإفريقي.