وصلت آخر طائراتهم.. تفاصيل عملية تبادل الأسرى الأكبر باليمن
بعد مباحثات ضخمة امتدت لأشهر، خلال الساعات الماضية شهدت اليمن أكبر عملية تبادل أسرى منذ بداية النزاع المروع فيها قبل 6 أعوام، والتي انتهت منذ قليل بوصول آخر دفعة من الأسرى المحررين إلى عدن على متن طائرة قادمة من صنعاء.
آخر طائرة أسرى
وفي صباح اليوم، وصل 75 من أصل 151 أسيرا محررا تابعا للحكومة اليمنية، إلى عدن، في طائرة خاصة تابعة للصليب الأحمر الدولي، ضمن اتفاق لتبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي.
ومن المنتظر استكمال الإجراءات الخاصة بـ201 أسير حوثي بعد نقلهم على متن حافلات إلى مطار عدن، استعدادا لنقلهم بطائرة الصليب الأحمر إلى صنعاء.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن بعض الطائرات أقلعت، وذلك بعدما اتفق التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وميليشيات الحوثي الشهر الماضي في سويسرا على تبادل 1081 سجينا، في أكبر تبادل منذ محادثات السلام في ديسمبر 2018 والتي توقفت منذ ذلك الحين.
تفاصيل العملية الأكبر
منذ أمس الخميس، أقلعت طائرات تحمل مئات السجناء من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين وأخرى للحكومة، حيث تحط في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين قادمة من سيئون على متنها 108 من المحتجزين، والأخرى من مطار صنعاء باتجاه مدينة سيئون الخاضعة لسيطرة الحكومة في وسط اليمن، مع مئات السجناء في صفوف الحوثيين باتجاه صنعاء، وكذلك مطار أبها في جنوب السعودية.
وتتم تلك العملية الضخمة لتبادل الأسرى برعاية الأمم المتحدة وتنظيم لوجستي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث تشمل نحو 1080 أسيرا من بينهم سعوديون وسودانيون كانوا محتجزين لدى الحوثيين، بينهم 15 جنديا سعوديا و4 سودانيين، في إجراء لبناء الثقة يهدف إلى تنشيط محادثات السلام.
وجاء ذلك الاتفاق بعد محادثات واسعة في سويسرا الشهر الماضي، والتي تعتبر الأكبر منذ بداية الصراع الدامي على السلطة اليمنية، ووافق الجانبان بمشاورات مسبقا في السويد في ديسمبر العام 2018 على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق.
وتعتبر اللجنة الدولية للصيب الأحمر هي الوسيط المحايد فيها، وتتولى تنفيذ العملية بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني والهلال الأحمر السعودي، معتبرة أن التبادل بارقة أمل في النزاع في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وفي ظل العملية، أكدت وسائل إعلام رسمية أن المسلحين الحوثيين في اليمن أطلقوا سراح مواطنين أميركيين اثنين، بينما أرسلت عمان رحلتين جويتين إلى صنعاء لإعادة 250 يمنيا من السلطنة ومن الخارج، امتثالا للتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق.
بينما رحب مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين بإفراج الحوثيين عن المواطنين الأميركيين ساندرا لولي وميكايل جيدادا وقال إنه سيتم أيضا إعادة جثمان بلال فطين.
وسبق أن طالب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بسرعة "المضي قدما على الفور في إطلاق سراح الأسرى وعدم ادخار أي جهد في البناء على هذا الزخم من أجل الاتفاق سريعا على الإفراج عن مزيد من المحتجزين".
وقال غريفيث: إن الإفراج عن الأسرى سيمثل إنجازا مهما، ويظهر إمكانية نجاح المفاوضات مستقبلا، معربا عن شكره للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن على جهوده.