واشنطن تايمز : زلزال أردوغان الثاني.. تركيا تسير بخطى ثابتة نحو الديكتاتورية
تسير تركيا تسير بخطى ثابتة نحو الديكتاتورية
قالت صحيفة "واشنطن تايمز": إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصل إلى السلطة قبل 20 عامًا بعد أن تسببت الزلازل في موجة من الاستياء الشعبي لفشل أسلافه في التعامل مع الكوارث بعد زلزال 1990 المدمر، ورأت الصحيفة أنه يمكن طرد السيد أردوغان من منصبه لبعض الأسباب نفسها في انتخابات مايو المرتقبة، لأنه يحول تركيا إلى ديكتاتورية.
زلزال 6 فبراير
وتسببت الزلازل التي ضربت جنوب تركيا وشمال غربي سوريا يوم 6 فبراير في مقتل ما لا يقل عن 40 ألف شخص في تركيا وأكثر من 5000 شخص في سوريا، ربما لن يُحسب عدد القتلى السوريين أبدًا لأن الديكتاتور السوري بشار الأسد لا يهتم إلا بجيشه وليس بالسكان المدنيين في سوريا، حسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة: "يُشار إلى السيد أردوغان بشكل ملطف على أنه مستبد، وهي كلمة مرادفة لكلمة دكتاتور، والتسمية الأخيرة أوضح وأكثر صحة بالنسبة له".
ديمقراطية الترام
واستطردت الصحيفة أنه عندما كان رئيس بلدية إسطنبول في منتصف التسعينيات، قال أردوغان: "الديمقراطية مثل الترام، أنت تركبها حتى تصل إلى وجهتك، ثم تنطلق"، ولكن منذ وصوله إلى السلطة عام 2003، نزل أردوغان من الترام ولم يصل وجهته، فقد تسبب أردوغان في فوضى كبيرة في اقتصاد بلاده، وسيزيد الزلزال من إضعافه، فقد بلغ معدل التضخم في تركيا 64.3% في ديسمبر، وشهد انخفاضًا من أكثر من 84% في نوفمبر.
سياسات اقتصادية جنونية
كما ذكرت مجلة الإيكونوميست، فقد فرض أردوغان سياسة نقدية على البنك المركزي المستقل سابقًا والتي كانت "جنونية بشكل قاطع"، ويمضي تقرير الإيكونوميست ليقول إن "معتقداته المتزايدة الانحراف أصبحت بسرعة سياسة عامة"، فالاضطرابات الاقتصادية واستجابة حكومته البطيئة وغير المنظمة للزلزال هي أكبر التهديدات لإعادة انتخابه.
الإسلام السياسي
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ بداية رئاسته، كان أردوغان يقلب الحكومة العلمانية التركية إلى الإسلام السياسي، فقد كانت تركيا دائمًا دولة إسلامية، لكن الحكومة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك عام 1920 كانت علمانية، وكان الجيش التركي، حسب التقليد الذي أسسه أتاتورك هو حارس العلمانية.
أسلمة الجيش التركي
لكن أردوغان أزال العلمانيين من الجيش التركي والحكومة، وهكذا، أصبحت تركيا إسلامية أكثر من كونها دولة إسلامية علمانية، وتم تنظيم محاولة الانقلاب الفاشلة ضد حكومته عام 2016 من قبل ضباط عسكريين ساخطين وهُزمت بعد مقتل أكثر من 240 شخصًا، وتم إلقاء اللوم في محاولة الانقلاب جزئيًا على الجيش - حيث تم اعتقال مئات الضباط - وجزئيًا على فتح الله غولن، وهو واعظ ورجل أعمال يعيش في الولايات المتحدة، وتم طرد عشرات الآلاف من "أتباع غولن" المزعومين من وظائفهم، وتم سجن البعض، وطالب السيد أردوغان بتسليم السيد غولن إلى تركيا، ونفت الولايات المتحدة تسليمه.
ديكتاتورية فجة
في وقت محاولة الانقلاب، قطع السيد أردوغان الطاقة الكهربائية التجارية في قاعدة إنجرليك الجوية المهمة وأغلق المجال الجوي فوقها لأكثر من يوم، واعتقل قادة عسكريين أتراك في القاعدة واتهمهم بمساعدة الانقلاب.
منذ ذلك الحين، دفع أردوغان بثبات تركيا نحو الديكتاتورية، لقد حوّل وسائل الإعلام إلى متحدثين باسم دعاية الدولة، وأدى إلى تآكل الضوابط والتوازنات على سلطته لدرجة أنها أصبحت غير فعالة، كما قوض استقلال القضاء، حسب "واشنطن تايمز".
وأكدت الصحيفة على أن أردوغان يواجه انتخابات رئاسية وبرلمانية في 14 مايو، وهو مصمم على الفوز بطريقة أو بأخرى، حيث حُكم على خصمه الأقوى، عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو بالسجن ومُنع من ممارسة السياسة.
الزلزال والانتخابات
والزلزال الأخير جاء ليزيد متاعب أردوغان السياسية، فقد تضررت آلاف المباني أو دمرت في زلزال هذا الشهر على الرغم من قوانين البناء التي كان من المتوقع أن توفر الأمن ضد مثل هذه الأضرار، وأصدر نظام أردوغان أكثر من 110 مذكرات توقيف بحق معماريين ومقاولين ومهندسين يريد إلقاء اللوم عليهم في الدمار، وبحسب ما ورد لم يتم إصدار أوامر اعتقال ضد العديد من المفتشين الحكوميين، وربما الفاسدين، المسؤولين عن إنفاذ قوانين البناء.
ويتم إلقاء اللوم على نظام السيد أردوغان بسبب استجابته البطيئة للأضرار، ويتدفق عمال الإنقاذ وأموال المساعدات إلى تركيا من دول أخرى، لكن حكومة أردوغان تتعرض لانتقادات شديدة بسبب بطء جهود الإغاثة التي تبذلها، ومن المؤكد أن هذا سيؤثر على احتمالات انتخابه.
ورأت الصحيفة أنه سوف يتم تدمير الديمقراطية في تركيا بالكامل إذا فاز أردوغان في انتخابات مايو بأمانة أو من خلال فرض نتيجة ووصفها بأنها انتخابات "ديمقراطية" وهو الاحتمال الأكثر ترجيحاً.