19 قتيلًا في غارات إسرائيلية على غزة وحماس تبث فيديو جديدًا للرهائن
19 قتيلًا في غارات إسرائيلية على غزة وحماس تبث فيديو جديدًا للرهائن

أعلنت هيئة الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم الجمعة، أن ما لا يقل عن 19 شخصًا قُتلوا جراء سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع متفرقة في مدينة غزة ومحيطها.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد جاء ذلك فيما يستعد الجيش الإسرائيلي لشن عملية عسكرية واسعة تهدف إلى السيطرة على أكبر مدن القطاع، بينما أصدرت حركة حماس شريط فيديو جديدًا يظهر اثنين من الرهائن المحتجزين لديها.
ضحايا وتدمير واسع
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بسام أن الغارات استهدفت مباني وأماكن تؤوي نازحين في أحياء مختلفة وعلى أطراف المدينة، حيث يعيش أكثر من مليون شخص تحت خطر المجاعة وفق تقارير الأمم المتحدة.
وأضاف أن القصف ألحق دمارًا واسعًا وأدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين النازحين الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.
استعدادات إسرائيلية لاقتحام غزة
تزامنًا مع القصف، صعّدت إسرائيل عملياتها ضد مدينة غزة، مؤكدة أنها ستطلق هجومًا شاملًا للسيطرة عليها، من دون تحديد موعد رسمي حفاظًا على عنصر المفاجأة، بحسب ما صرح به المتحدث العسكري ناداف شوشاني.
وفي المقابل، أعلن متحدث آخر باسم الجيش، إيفي ديفرين، أن القوات الإسرائيلية تسيطر بالفعل على نحو 40% من مساحة المدينة.
وتتوقع إسرائيل أن تؤدي هذه العملية إلى تهجير قرابة مليون شخص إضافي نحو جنوب القطاع، مما يزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية المستمرة منذ أشهر.
فيديو جديد للرهائن
وعلى الصعيد الميداني، بثّت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، شريط فيديو يظهر اثنين من الرهائن الذين أُسروا خلال هجوم 7 أكتوبر 2023.
ويظهر في المقطع أحد الرهائن، ويدعى غاي جلبوع دلال وفق وسائل إعلام إسرائيلية، وهو داخل سيارة تتنقل في حي مدمّر بغزة، موجهًا رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطالبه بعدم تنفيذ العملية العسكرية المرتقبة ضد مدينة غزة.
وأكد الرهينة أن تصوير الفيديو تم في 28 أغسطس 2025.
في نهاية المقطع، ظهر رهينة آخر رفضت عائلته الكشف عن هويته، فيما لم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من صحة التسجيل أو تاريخه بدقة.
وكانت حماس قد نشرت في فبراير الماضي تسجيلًا آخر يظهر دلال مع أسير إسرائيلي ثانٍ خلال فترة هدنة قصيرة، حيث بدا الأسيران يشاهدان مراسم تبادل للأسرى.
أزمة الرهائن تضغط على الحكومة الإسرائيلية
ولا يزال ملف الرهائن يشكل أحد أبرز الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية.
فمن أصل 251 شخصًا تم أسرهم في هجوم السابع من أكتوبر، تُؤكد إسرائيل أن 47 لا يزالون محتجزين في غزة، بينهم 25 على الأقل تقول إنهم قضوا داخل الأسر.
وتُواصل عائلات الأسرى في الداخل الإسرائيلي، إلى جانب حركات مناهضة للحرب، الدعوات لوقف العمليات العسكرية والتوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عن ذويهم. في المقابل، أعلنت حماس الشهر الماضي موافقتها على مقترح جديد للهدنة يتضمن الإفراج التدريجي عن الرهائن، إلا أن إسرائيل لم تقدم ردًا رسميًا حتى الآن، بينما شدد نتنياهو على أن الحرب لن تتوقف إلا بشروط تفرضها تل أبيب، مؤكدًا المضي قدمًا في خطط السيطرة على غزة.
مشهد قاتم ومستقبل غامض
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية من أن أي هجوم واسع على مدينة غزة قد يتسبب في كارثة إنسانية أكبر، مع تكدس مئات الآلاف من النازحين ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.
ومع غياب مؤشرات على تقدم سياسي أو استجابة إسرائيلية للمبادرات المطروحة، يظل المشهد مفتوحًا على مزيد من التصعيد العسكري، مما ينذر بمرحلة أشد قسوة من الحرب المستمرة منذ نحو عامين.