شريان حياة أم مُسكِّن مؤقت.. كيف يرى اليمنيون الهدنة مع الحوثيين؟
شرحت مصادر كيف يرى اليمنيون الهدنة مع الحوثيين
حالة من القلق يعيشها الشعب اليمني بعد انتهاء الهدنة أمس آملين أن يتم تمديدها لفترة أخرى، ورغم انتهاكات الحوثي المستمرة للهدنة إلا أن الشعب اليمني لمس تغيُّرًا للأفضل خلال فترة الهدنة التي نجحت في تقليل عنف الحوثي إلى حد كبير.
مخاوف اليمنيين
الحرب الكارثية بدأت في عام 2015 وأعلنت الهدنة الأولى في إبريل من هذا العام، بفضل الجهود الدبلوماسية للأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وقف إطلاق النار كان سببًا في ارتياح وطمأنة ملايين المواطنين، إلا أن حالة الارتياح تحولت لقلق شديد خوفًا من فشل الدبلوماسية في تمديد الهدنة التي انتهت أمس، خاصة أن الشعب اليمني سئم من الحروب والأزمات، وأصبح الحلم الجماعي للمواطنين الآن هو وقفًا دائمًا للقتال، فعلى مدى الأشهر الأربعة الماضية، شعر ملايين الأشخاص في اليمن بالنتائج الملموسة لوقف القتال بشكل جزئي ورغم انتهاكات ميليشيات الحوثي المتكررة إلا أن الهدنة ضمنت تقليل الاشتباكات والمخاطر إلى حد كبير - حسب موقع "المونيتور" الأميركي.
وأشارت تقارير أممية إلى انخفاض عدد الضحايا في اليمن منذ بدء الهدنة، كما تحسنت حركة الناس من مقاطعة إلى أخرى، وتمت معالجة أزمة الوقود، ومع ذلك، ستختفي كل هذه النعم إذا فشلت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والقوى الدولية والإقليمية الأخرى في الضغط على ميليشيا الحوثي من أجل وقف إطلاق نار آخر، ففي الشهر الماضي ، قال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته إلى جدة إن المملكة العربية السعودية وافقت على تمديد وقف إطلاق النار في اليمن، كانت هذه علامة تبعث على الأمل لملايين اليمنيين، وخاصة النازحين داخليًا، وآلاف المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج في الخارج والمواطنين اليمنيين العالقين في الخارج أيضا، ووفقًا للموقع الأميركي، فإنه خلال الأسبوع الماضي، زار المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ الرياض وعمان لإجراء محادثات ركزت على "توسيع وتمديد وتجديد اتفاقية الهدنة الحالية التي تعزز الفوائد الملموسة التي وصلت بالفعل إلى اليمنيين والبناء نحو عملية سلام أكثر شمولية ووقف دائم لإطلاق النار"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.
شريان حياة
تقول ليلى صالح، مدرسة في صنعاء تبلغ من العمر 32 عامًا: لا أستطيع إخفاء قلقي من عودة المواجهات المسلحة المدمرة وفشل تمديد وقف إطلاق النار، مضيفة: "إن انتهاء الهدنة - بدون تجديد - يعني حرفياً تصاعُد العنف وتعميق الجوع والعذاب، أدعو الله أن يتم تمديد وقف إطلاق النار مرارًا وتكرارًا "، وتعيش صالح في صنعاء منذ 10 سنوات، وهي تعرف جيدًا الأجواء القاسية عندما تهيمن الحرب على المشهد في البلاد، وقالت "إذا استؤنفت الحرب، سيكون من النادر العثور على ثلاث احتياجات أساسية، وهي غاز الطهي والبنزين والديزل، سيكون هذا كافيًا لجعل الحياة جحيمًا، سترتفع أسعار جميع السلع الغذائية، وسترتفع رسوم النقل وترتفع معدلات البطالة".
وأبدى محمد فؤاد (24 عاما)، عامل بناء في صنعاء، قلقا مماثلا، حيث يتوقع أن تستمر الحرب المميتة في اليمن ما لم تجدد الهدنة، قائلاً "نحن الضحايا أصواتنا لا تهم المقاتلين المتعطشين لمزيد من المعارك، ربما تكون الهدنة قد أزعجتهم، لكنها كانت شريان الحياة بالنسبة لنا، وشرح فؤاد مدى صعوبة حياته إذا انتهت الهدنة واندلعت الأعمال العدائية، قائلاً: "أنا عامل بأجر يومي في مجال البناء، في ظل عدم الاستقرار تتقلص مشاريع البناء بشكل كبير، مما يؤثر على فرص عملي وفرص الآلاف من العمال الآخرين".
مسكن لا علاج
موقع "المونيتور" الأميركي، أشار إلى أن الجميع في اليمن لا يتشاركون في وجهة نظر واحدة، بل إن بعضهم يفضل حربًا حاسمة تؤدي إلى حل نهائي، حيث يشبه نايف، وهو جندي يمني موالٍ للحكومة في مأرب، الهدنة بمسكن للألم، وقال "يمكن للقوة العسكرية - وليس الدبلوماسية المتعثرة - أن ترسي أسس السلام في جميع أنحاء اليمن، حتى لو أمضت الحكومة قرنًا في التفاوض مع جماعة الحوثي، فلن يتم التوصل إلى توافق في الآراء، لذلك، القوة أمر حاسم للسلام، والهدنة هي مجرد وقف لقتال سيعود إنْ آجلاً أو عاجلًا".
وقال عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، وهو منظمة بحثية يمنية غير ربحية: "إن الصراع في اليمن لم يقترب من نهايته، مضيفًا، حتى لو استمرت الهدنة ووجدت إمكانية إنهاء النزاع فإن الفتنة لن تتوقف؛ لأن الملف اليمني مرتبط بملفات إقليمية أخرى، الحرب ليست بين خصوم يمنيين فقط، بل هي أيضًا بين العرب وإيران".