تمرد سياسي في قلب حكومة الاحتلال.. سموتريتش يتوعد ونتنياهو في مرمى النيران

تمرد سياسي في قلب حكومة الاحتلال.. سموتريتش يتوعد ونتنياهو في مرمى النيران

تمرد سياسي في قلب حكومة الاحتلال.. سموتريتش يتوعد ونتنياهو في مرمى النيران
نتنياهو

شهد الاجتماع الأخير للكابينيت السياسي- الأمني الإسرائيلي، الذي عُقد في وقت متأخر أمس الثلاثاء، أجواء مشحونة وتراشقًا حادًا بين الوزراء وكبار قادة المؤسسة الأمنية، في ظل تزايد الخلافات حول كيفية إدارة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة ومنع وصولها إلى حركة حماس. 

وأكدت القناة الـ 12 الإسرائيلية، أن التوتر تصاعد بشكل غير مسبوق، لا سيما بعد رفض رئيس هيئة الأركان الجديد تولي الجيش مهمة توزيع المساعدات؛ ما دفع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى توجيه اتهامات قاسية إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وتهديده بالانسحاب من الحكومة في حال لم يُعتمد نهجه في إدارة الوضع في غزة.

هجوم لاذع 


وتابعت القناة العبرية، أنه في أعقاب المواجهة الحادة التي نشبت بينه وبين رئيس الأركان خلال الاجتماع، خرج الوزير سموتريتش، صباح الأربعاء، بتصريحات إضافية، هاجم فيها المؤسسة العسكرية قائلاً: إن الجيش لا يملك صلاحية اختيار مهامه، وإن عليه تنفيذ قرارات المستوى السياسي. 

وأضاف: إذا كنتم غير قادرين على تنفيذ المهام، فسنجد من يستطيع. وشدد على أن استمرار الوضع القائم سيقود إلى فشل حتمي في تحقيق أهداف الحرب.

وأكد سموتريتش، أن إدارة المساعدات الإنسانية في غزة بطريقة تمنع وصولها إلى حماس هي العنصر الأهم في حسم المعركة والانتصار على الحركة، معتبرًا أن هذه المسألة تفوق في أهميتها أي تعزيز عسكري ميداني. 

وأضاف: أنه طالب بهذا النهج منذ سنة ونصف، وتم تضمينه في قرار حكومي واضح قُبيل المصادقة على الصفقة الأخيرة المتعلقة بالأسرى.

تهديد صريح بالانسحاب من الحكومة

وأضافت القناة العبرية، أنه على الرغم من حدّة انتقاداته، قال سموتريتش: إنه لا يوجه اللوم إلى رئيس الأركان، بل إلى رئيس الحكومة نتنياهو، الذي اتهمه بعدم فرض تنفيذ سياسة المستوى السياسي على الجيش. 

وأكد أنه لن يكون شريكًا في حكومة تسمح بإدخال مساعدات إنسانية تصل إلى حماس، قائلاً: إن هذا الأمر غير مقبول نهائيًا. 

وأضاف: أن مواصلة حالة التردد العسكري وإدخال المساعدات في ظل استمرار احتجاز الأسرى الإسرائيليين داخل غزة هو خيار مرفوض.

ودعا سموتريتش إلى إطلاق حملة عسكرية شاملة تهدف إلى إسقاط حكم حماس في القطاع، واحتلال غزة، وفرض إدارة عسكرية مؤقتة حتى يتم التوصل إلى حل دائم، إضافة إلى استعادة الأسرى وتفعيل خطة ترامب. وقال: إن الحكومة الحالية ستفقد شرعيتها إن لم تتحرك في هذا الاتجاه.

اشتباك مع رئيس الشاباك 


وخلال الاجتماع، وقعت مواجهة بين الوزير سموتريتش ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، حيث غادر الوزير الجلسة عندما بدأ بار الحديث، معلنًا أنه ذاهب إلى دورة المياه. 

وعندما عاد بار للحديث، صرخ سموتريتش غاضبًا: ما هذا؟ أليس هناك ترتيب للمتحدثين؟ لقد استمعنا إلى رئيس الأركان، ولا داعي لأن يتحدث الجميع. سيكون لديك ثلاث دقائق لاحقًا للتحدث تحت إشراف المحكمة العليا.

ومن جانبه، وجّه زعيم المعارضة يائير لابيد انتقادات شديدة للحكومة قائلاً: إن وزراءها يهاجمون حتى رئيس الأركان الجديد الذي اختاروه بأنفسهم، ويحولون اجتماعات الكابينيت إلى ساحة صراعات داخلية. 

وأضاف: أن هذه الحكومة أثبتت أنها غير قادرة على تحقيق النصر في الحرب، رغم أنها حظيت بدعم أمريكي كامل ودعم من المعارضة على مدى عام ونصف.

وتابع لابيد قائلاً: إنه لا يمكن لحكومة تشجع على التهرب من الخدمة العسكرية أن تحظى بثقة الجنود المقاتلين، مضيفًا: أن الحكومة الحالية تفتقر إلى استراتيجية لليوم التالي في غزة. 

وشدد على أن هزيمة حماس لن تتحقق إلا في ظل حكومة جديدة، داعيًا الحكومة الحالية إلى التوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين والعمل على استعادة الأسرى.

انتقادات من داخل الكنيست

كما هاجم عضو الكنيست أودد فورير من حزب "إسرائيل بيتنا" سلوك الوزراء خلال الاجتماع، قائلاً: إن الحكومة حولت الكابينيت إلى ساحة صراع أناني وتنافس على النفوذ. 

وأضاف: أن من غير المقبول أن يتصرف وزير كبير بغطرسة وانفصال عن الواقع خلال مناقشات أمنية مصيرية، وعبّر عن استغرابه من عدم تدخل رئيس الحكومة لفرض النظام. 

وختم بالقول: "لتعلم كل أم إسرائيلية من أوكلت إليه مصير أبنائها: حكومة متخبطة، متعجرفة ومنفصلة عن الواقع".