حادث نادر يثير الجدل.. المستوطنون يستهدفون جنديتين إسرائيليتين في الضفة.. توترات داخلية

حادث نادر يثير الجدل.. المستوطنون يستهدفون جنديتين إسرائيليتين في الضفة.. توترات داخلية

حادث نادر يثير الجدل.. المستوطنون يستهدفون جنديتين إسرائيليتين في الضفة.. توترات داخلية
الجيش الإسرائيلي

في حادثة نادرة أثارت الكثير من الجدل، هاجم مستوطنون إسرائيليون جنديتين تابعتين للجيش الإسرائيلي في موقع استيطاني بالضفة الغربية المحتلة، الحادث الذي وقع يوم الاثنين، يعد غير مألوف في الصراع المستمر، إذ عادة ما تستهدف هجمات المستوطنين الفلسطينيين، ولكن هذه المرة كان الجيش الإسرائيلي نفسه هو الضحية، تعرضت الجنديتان لهجوم عنيف أثناء تواجدهما في موقع الحراسة، وتلقتا الرعاية الطبية في الموقع بينما لاذ المهاجمون بالفرار.

*تصاعد العنف داخل المستوطنات*


الجيش الإسرائيلي استنكر الهجوم بشدة، مشيرًا أن العنف ضد جنوده مرفوض تمامًا وسيتم التعامل معه بصرامة، هذا التصعيد غير المعتاد داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه يسلط الضوء على التوترات المتزايدة بين المستوطنين والجيش.


على الرغم من تكرار الهجمات التي يشنها المستوطنون على الفلسطينيين تحت حماية الجيش، فإن استهداف الجنود هو أمر نادر جدًا. ما يثير التساؤلات حول طبيعة هذا العنف والأسباب الكامنة وراءه.


من جانبه، أعرب الجيش الإسرائيلي عن استنكاره الشديد لأي نوع من أنواع العنف ضد جنوده، مؤكدًا - في بيان له-، أن الجيش سيواصل بذل الجهود لحفظ النظام في الضفة الغربية، وهو ما يثير الجدل في ظل تزايد هجمات المستوطنين على الفلسطينيين بشكل عام.

*التصعيد الدولي ورد الفعل الأميركي*


في ظل هذا التصعيد الداخلي، جاءت دعوات دولية لمواجهة العنف المتزايد من قبل المستوطنين في الضفة الغربية، الولايات المتحدة كانت من بين الدول التي أعربت عن قلقها العميق إزاء الأحداث الأخيرة، مطالبةً إسرائيل باتخاذ إجراءات فورية لكبح جماح المستوطنين المتطرفين.


الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، قال في مؤتمر صحفي: "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بتزايد العنف في الضفة الغربية"، مشيرًا إلى الحادث الأخير الذي شهد إحراق نحو 20 سيارة في مدينة البيرة قرب رام الله على يد المستوطنين.


كما أضاف ميلر، أن هذا العنف لم يتوقف عند إتلاف الممتلكات، بل وصل إلى هجمات على منازل الفلسطينيين، قتل مواشيهم، وعرقلة موسم قطف الزيتون الذي يمثل مصدر رزق رئيسي للعديد من العائلات الفلسطينية.

*المطالبات باتخاذ إجراءات عاجلة*


الولايات المتحدة أدانت بشدة هذا التصعيد ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى التحرك السريع لردع المستوطنين المتطرفين. وأكدت أن حماية المدنيين من كل الأطراف يجب أن تكون أولوية قصوى، بغض النظر عن الخلفيات الإثنية أو الدينية للجناة والضحايا.


"من الضروري أن تقوم حكومة إسرائيل بردع عنف المستوطنين واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية جميع المجتمعات، سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين"، هكذا شدد ميلر في بيانه، محذرًا من أن استمرار هذا العنف قد يؤدي إلى مزيد من التوترات ويزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.


كما شدد المتحدث على أن السلطات الإسرائيلية ملزمة دوليًا بالتصدي للعنف ومحاسبة المسؤولين عنه.


وأضاف: "تشمل هذه الإجراءات التدخل المبكر لمنع العنف من البداية، بالإضافة إلى محاسبة مرتكبي هذه الجرائم على قدم المساواة، بغض النظر عن انتمائهم."


*تصعيد متوقع*


من جهته، خبير الشؤون الإسرائيلية د.أحمد شديد، أن هذه الحادثة تمثل تصعيدًا داخليًا نادرًا ولكنه ليس مفاجئًا، مضيفًا، المستوطنون باتوا يشعرون بأنهم فوق القانون،


وأضاف شديد في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن العديد من المستوطنين يعتبرون الجيش الإسرائيلي أداة للحفاظ على الأمن فقط، ولكنه عندما يتعارض مع أهدافهم، يصبح هدفًا مشروعًا لهم.

ويضيف: "الحكومة الإسرائيلية تواجه تحديًا كبيرًا في كبح جماح المستوطنين المتطرفين دون أن تفقد دعم القاعدة الانتخابية في اليمين."


في السياق ذاته، يقول فايز عباس خبير الشؤون الإسرائيلية، الحادثة تسلط الضوء على هشاشة العلاقة بين الجيش والمستوطنين، مضيفًا: "العنف الذي يمارسه المستوطنون لا يفرق بين فلسطيني وإسرائيلي عندما يتعلق الأمر بتحقيق مصالحهم".


وأضاف عباس - في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، أن هذه الحادثة قد تؤدي إلى تصاعد التوترات داخل إسرائيل نفسها إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات حاسمة لوقف هذا العنف.