عقب دخولها العام الثاني.. جهود إماراتية فرنسية لإنهاء الأزمة في السودان

جهود إماراتية فرنسية لإنهاء الأزمة في السودان

عقب دخولها العام الثاني.. جهود إماراتية فرنسية لإنهاء الأزمة في السودان
صورة أرشيفية

مر أكثر من عامٍ على الحرب السودانية التي بدأت في منتصف إبريل الماضي ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان؛ مما خلق حالة من الدمار في البلاد وأصبحت عبارة عن مدينة يسكنها الأشباح في ظل المزيد من القتلى واللاجئين.  

ومنذ اليوم الأول للحرب في السودان وتقوم الإمارات بمحاولات عديدة تهدف لإيقاف نزيف الحرب والعدوة نحو المسار السياسي، وكذلك دعم المواطنين مادياً ومعنوياً وخاصة اللاجئين في الدول المجاورة.

حث إماراتي - فرنسي لإنهاء نزيف الحرب  

وقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة اتصالاً هاتفيا من إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا حثا خلاله علاقات الصداقة ومسارات التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات في إطار الشراكة الإستراتيجية التي تجمع البلدين. 

كما تناول الجانبان - خلال الاتصال- مخرجات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس، والذي يهدف إلى تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لدفع مساعي السلام الخاصة بالسودان. 

مؤكدين في هذا السياق أهمية العودة إلى المسار السياسي والوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وإنهاء الأزمة بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للشعب السوداني ويلبي تطلعاته نحو التنمية والازدهار. 


 
تعهد بدعم مالي إماراتي للسودان  

موقف دولة الإمارات الداعي إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة، من خلال العودة إلى المسار السياسي، وتغليب صوت الحكمة والعقل، وحثها على تكثيف العمل الجماعي والجهود المشتركة للدفع نحو وقف الصراع وإنهاء الأزمة بما يعزز أمن واستقرار السودان كان واضحاً حينما تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم 100 مليون دولار دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار والتي بها ما يقرب من 8 ملايين نازح.

وأشاد وزير الدولة الإماراتي، الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، خلال مشاركته في اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان التي جرت في العاصمة الفرنسية "باريس" والتي عقدت بتنظيم مشترك من قبل فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وبمشاركة عدد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، والهادفة إلى دفع مبادرات السلام الخاصة بالسودان قدماً، بالجهود الحثيثة الرامية إلى إنهاء الأزمة التي عانى بسببها الشعب السوداني أشد المعاناة. 

ويقول الباحث السياسي السوداني محمد إلياس: إن الدعم التي تقدمه الإمارات له أثر ملموس في قلوب الشعب السوداني، وعلى المجتمع الدولي، أن يولي تركيزه للاستجابة للأوضاع الإنسانية بشكل عاجل مثلما تفعل الإمارات التي لم تتخل يومًا عن شعب السودان في محنته.

وأضاف إلياس - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن ما تقوم به الإمارات "منطقي" من تكثيف المساعدات الإغاثية للشعب السوداني والتخفيف من محنته، بما في ذلك بحث كافة السبل لتعزيز التنسيق والتعاون لإنهاء الصراع الذي دخل عامه الثاني مع وجود ملايين النازحين والألاف من القتلى نتيجة للحرب.  

بينما يقول الباحث السياسي الإماراتي ضرار بالهول: إن الإمارات تعلم مدى ما يعيشه الشعب السوداني نتيجة للحرب وعدم توافق طرفي النزاع ولذلك تحث الجميع على إنهاء المعاناة للشعب السوداني وهو ليس جديداً على إدارة الدولة التي تهتم بكل التفاصيل الصغيرة لحماية الشعوب العربية، ودليلاً على ذلك فقامت الإمارات بدعم الشعب السوداني من اللاجئين في تشاد عن طريق بناس مستشفي لحمايتهم، وهي رؤية الإمارات المستدامة نحو الحفاظ على الشعوب العربية والغربية.  

وأضاف بالهول - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن من المشجع للدول الإمارات في هذا الإطار الجهود الإنسانية التي تبذلها لتيسير إيصال المساعدات الإنسانية، في سياق التقارير التي تفيد بتوقف بعض الأنشطة الإنسانية وتدمير ونهبْ المرافق الإنسانية بسبب انعدام الأمن في بعض المناطق، والإمارات تواصل تضامنها مع الشعب السوداني الشقيق في محنته، مجددة الالتزام في تقديم المساعدات الإغاثية، ودعم جميع المساعي الدبلوماسية لإنهاء الأزمة.