بعد مطالبة مؤتمر باريس بإخراج المرتزقة من ليبيا.. ماذا أغضب أنقرة؟

طالب مؤتمر باريس تركيا بإخراج المرتزقة من ليبيا

بعد مطالبة مؤتمر باريس بإخراج المرتزقة من ليبيا.. ماذا أغضب أنقرة؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

على مدار الفترات الماضية دأبت تركيا على التدخل في ليبيا بشكل سافر، منتهكة القرارات الدولية بمنع إمداد ليبيا بالسلاح، وذلك لتنفيذ مخططات الجماعات الإرهابية في المنطقة.

وأكد البيان الختامي لمؤتمر باريس ضرورة سحب جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوى الأجنبية من البلاد، وهو ما أغضب تركيا وجعلها تعترض على تلك القرارات، وادعى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن حضور بلاده في ليبيا يمثل "قوة استقرار"، وذلك غداة مطالبة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تركيا وروسيا بسحب مرتزقتهما وقواتهما من هذا البلد بدون تأخير.

اختراق القوانين الدولية 

وذكر العديد من التقارير أنه ترفض أنقرة الانصياع إلى المجتمع الدولي الذي يطالب بخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، لتسهيل الانتقال السياسي الذي يؤمل أن يكلل بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية أواخر العام الجاري.

بينما يبدو التدخل التركي في ليبيا عسكريا، فإن شحنات الأسلحة والطائرات المسيرة التي تنقل بين البلدين وتنتهك القرارات الدولية، تخفي وراءها أطماع أنقرة المادية في البلد الإفريقي الغني بالثروات الطبيعية.

مكاسب أنقرة 

وتسعى أنقرة لتحقيق العديد من المكاسب من تدخلها في الأزمة الليبية خلال الفترة الأخيرة، حيث إنه في الفترة من يناير إلى يونيو من العام الماضي، بلغت الصادرات من تركيا إلى ليبيا قرابة 1.2 مليار دولار، بزيادة 72.3 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وخلال عامي 2019 و2018، بلغ حجم الصادرات التركية إلى ليبيا 1.7 مليار دولار و2.1 مليار دولار على الترتيب.

تركيا راعي الإرهاب 

فيما كشف الدكتور محمد ربيع الديهي، الباحث المتخصص في الشؤون التركية، أن لتركيا مطامع عديدة في ليبيا وأن أنقرة غاضبة من تلك التحركات الأخيرة التي أعلنت في مؤتمر باريس بسحب المرتزقة من الأراضي الليبية.

وأضاف الخبير في الشؤون التركية لـ"العرب مباشر"، أن أنقرة هي الراعي الرسمي للجماعات المتطرفة والإرهابية في ليبيا بل والمنطقة كلها، وأن هناك جهودًا كبيرة مبذولة من أجل حماية واستقرار ليبيا وهو ما يغضب أنقرة بشكل كبير.