الجزائر.. لا إرهاب بعد اليوم.. الجيش يوقف 16 عنصرًا من الإرهابيين
الجزائر.. لا إرهاب بعد اليوم.. الجيش يوقف 16 عنصرًا من الإرهابيين
رسائل قوية أرسلها الجيش الجزائري بمحاربة الإرهاب وعدم عدوته للبلاد من جديد بعد سنوات عجاف شهدت فيها الجزائر إرهاب مدمر، والذى شهدت الجزائر من خلاله حرب أهلية أو ما سمي وقتها بالعشرية السوداء، إذ عاشت البلاد صراعًا مسلحًا قام بين النظام الجزائري وفصائل متعددة تتبنى أفكارًا موالية للجبهة الإسلامية والإسلام السياسي.
واليوم، ومع كشف حقائق العالم باتت الجزائر نموذجًا مميز في محاربة الإرهاب، وبات الجيش الجزائري يرفض تواجد الإرهاب ويحاربه من وقت لآخر، حيث ينجح بعمليات ضد الإرهابيين من منبعهم، وشهر يوليو الحالي شهدت الجزائر تصعيداً من القوات ضد الإرهابين.
وقد نجح مؤخرًا الجيش الجزائري، في الفترة ما بين 10 و16 يوليو الجاري، من توقيف 16 عنصر دعم للجماعات الإرهابية في عمليات متفرقة عبر التراب الوطني، وبحسب البيان الصادر عن الجيش الجزائري، فقد نفذت وحدات ومفارز للجيش الوطني الشعبي، خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 16 يوليو 2024، عديد العمليات التي أسفرت عن نتائج نوعية تعكس مدى الاحترافية العالية واليقظة والاستعداد الدائمين لقواتنا المسلحة في كامل التراب الوطني.
وقال البيان: وفي إطار مكافحة الإرهاب، فقد أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي 16 عنصر دعم للجماعات الإرهابية خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني".
محاربة الإرهابيين وتجار المخدرات
وأضاف البيان: أما فيما يتعلق بمحاربة الجريمة المنظمة ومواصلة للجهود الحثيثة الهادفة إلى التصدي لآفة الاتجار بالمخدرات بالجزائر، فقد أوقفت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي، بالتنسيق مع مختلف مصالح الأمن خلال عمليات عبر النواحي العسكرية، 57 تاجر مخدرات، وأحبطت محاولات إدخال 5 قناطير و96 كيلوغرام من الكيف المعالج عبر الحدود مع المغرب، فيما تم ضبط 21.6 كيلوجرام من مادة الكوكايين و449727 قرص مهلوس".
والقت مفارز لجيش الجزائري القبض علي 24 شخصًا بجانب ضبط 26 مركبة و93 مولدا كهربائيا و57 مطرقة ضغط، بالإضافة إلى كميات من خليط خام الذهب والحجارة والمتفجرات ومعدات تفجير وتجهيزات تستعمل في عمليات التنقيب غير المشروع عن الذهب"، كما أوقفت، في السياق ذاته، 11 شخصًا آخر، مع ضبط مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف و04 بنادق صيد ومسدسين آليين و10874 لتر من الوقود و59 طن من المواد الغذائية الموجهة للتهريب والمضاربة و104 قنطار من مادة التبغ.
كما تمكن حراس السواحل من إحباط محاولات هجرة غير شرعية بالسواحل الوطنية لـ 399 شخصا كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع، فيما تم توقيف 433 مهاجر غير شرعي من جنسيات مختلفة عبر التراب الوطني".
ويقول أستاذ العلوم السياسية الجزائري، إدريس عطية: إن الجهود المتواصلة المبذولة في مكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة بكل أشكالها، نفذت وحدات الجيش الوطني العديد من العمليات التي أسفرت عن نتائج نوعية تعكس مدى الاحترافية العالية واليقظة والاستعداد الدائمين لقواتنا المسلحة في كامل التراب الوطني، والهدف هو عدم عودة الإرهاب من جديد للبلاد والقضاء عليه سريعاً.
وأضاف إدريس عطية - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن على الرغم من انتشار التهديدات الإرهابية العابرة للحدود في شمال إفريقيا، لم تشهد الجزائر عمليات إرهابية كبري منذ حادثة اختطاف الرهائن في عين أميناس عام 2013، حيث تمكنت الجزائر من ترسيخ حالة السلم الأهلي، وتطبيق نموذج ناجح للمصالحة الوطنية، وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، ونظم مراقبة الحدود مع دول الجوار، بالإضافة إلى ميراث المأساة الوطنية، حيث تحولت العشرية الحمراء إلى رادع سيكولوجي يثني الشباب والمراهقين عن مجرد التفكير في ذلك.
وقد أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، البروفيسور عبد الحق بن سعدي، أن الجزائر لديها استراتيجية جديدة تدعى "تفكيك التطرف ومحاربة الإرهاب"، حيث تتضمن عدة تدابير، منها سياسية، وأمنية، واقتصادية، واجتماعية وتهدف للحفاظ على النظام العام وحماية الأشخاص والممتلكات وتقوم باتخاذ عدة خطوات لمراجعة المحتوى الإرهابي المتداول في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وإصلاح مناهج التربية، ومحاربة التطرف بشكل كبير.
وأضاف عبد بن السعدي، في تصريحات خاصة، أن الجزائر بادرت باتخاذ مجموعة من التدابير لإعادة تأهيل الإرهابيين الراغبين في التوبة وإلقاء السلاح والعودة إلى أحضان المجتمع. ويؤكد البعض أن هذه القوانين قد ساهمت بطريقة فعالة في استتابة بعض الإرهابيين، وبعض عناصر الجماعات التكفيرية، ولذلك نرى من السهل حاليًا القبض وتوقيف العناصر الإرهابية التي تسعى لعرقلة مسيرة البلاد.