تحذيرات أميركية من فتح جبهات إسرائيلية مع حزب الله.. لماذا؟
تحذيرات أميركية من فتح جبهات إسرائيلية مع حزب الله
منذ بداية الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وكانت هناك مناوشات يومية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى تزايد القلق من فتح المزيد من الجبهات وتفاقم الأوضاع والتوترات في الصراع.
ويشعر البعض في إدارة بايدن بالقلق من أن إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله وخلق ذريعة لحرب أوسع في لبنان يمكن أن تجر الولايات المتحدة ودولا أخرى إلى مزيد من الصراع.
وقد قُتل أكثر من 60 مقاتلاً من حزب الله وما لا يقل عن 14 مدنياً في جنوب لبنان منذ 7 أكتوبر، عندما بدأت إسرائيل قصف غزة، كما ورد أن العديد من الجنود الإسرائيليين لقوا حتفهم أو أصيبوا بجروح في لبنان، وفر عشرات الآلاف من منازلهم في جنوب البلاد.
تحذيرات أميركية من فتح جبهات مع حزب الله
أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن قلقه لنظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، بشأن دور إسرائيل في تصعيد التوترات على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، وفقًا لثلاثة مصادر إسرائيلية وأميركية مطلعة على المكالمة.
كما عكست رسالة أوستن إلى جالانت القلق المتزايد في البيت الأبيض من أن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان يؤدي إلى تفاقم التوترات على طول الحدود، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية.
وكان قد أطلق حزب الله صواريخ مضادة للدبابات على مواقع استيطانية إسرائيلية على طول الحدود، وشنت إسرائيل غارات جوية على مواقع حزب الله، وأطلق حزب الله صواريخ من لبنان على بلدات في شمال إسرائيل.
وقد قُتل عشرة جنود ومدنيين إسرائيليين، كما قُتل أكثر من 60 من عناصر حزب الله والعديد من المدنيين اللبنانيين.
وقامت إسرائيل بإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين من القرى والبلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود كإجراء احترازي تحسبا لهجوم محتمل لحزب الله مثل الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر.
في السياق ذاته، قال مصدر أميركي: إن البيت الأبيض طلب من أوستن التعبير عن قلقه لجالانت بشأن تصاعد العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان.
و"شدد على ضرورة احتواء الصراع في غزة وتجنب التصعيد الإقليمي" دون ذكر لبنان على وجه التحديد، فضلا عن وجه التحديد للمخاوف بشأن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان.
وقال مصدر إسرائيلي: إن أوستن طلب من جالانت توضيحات بشأن الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان وطلب من إسرائيل تجنب الخطوات التي قد تؤدي إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
وقال المصدر الإسرائيلي: إن جالانت أبلغ أوستن أن السياسة الإسرائيلية تقضي بعدم فتح جبهة ثانية في لبنان، وأكد أنه لا يعتقد أن مثل هذا السيناريو سيحدث.
تحذيرات لحزب الله
وقال مصدر مطلع على القضية: إن كبير مستشاري الرئيس بايدن، عاموس هوشستاين، سافر إلى لبنان الأسبوع الماضي ووجه تحذيرًا قويًا لحزب الله عبر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ومسؤولين لبنانيين آخرين بعدم تصعيد الوضع.
خلال الزيارة، أكد هوشستاين أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصراع في غزة يمتد إلى لبنان، وأن استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية يجب أن تكون الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل.
وقال مصدران مطلعان على الوضع: إن الانطباع الذي حصلت عليه إدارة بايدن أثناء وبعد زيارة هوشستاين هو أن الحكومة اللبنانية والرأي العام وكذلك حزب الله غير مهتمين بحرب مع إسرائيل.
وفي غصون ذلك، فقد دعا العديد من المسؤولين والنواب في الداخل اللبناني حزب الله بعدم فتح جبهات للحرب مع إسرائيل، ومن بينهم النائب الأسبق فارس سعيد الذي قال: نرجو عدم تدخل حزب الله في حرب غزة.
ومن جانبه، أكد وليد جنبلاط على دعم حركة حماس في حربها ضد إسرائيل، وكتب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن أهم شيء عدم توريط اللبنانيين بتحمل ما ليس بطاقتِهم، بعد كل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.
فتح الجبهات سيؤدي إلى فتح قوى كابحة
ويقول طوني حبيب الباحث السياسي اللبناني: منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة انخرطت جماعة حزب الله القوية المدعومة من إيران في اشتباكات عبر الحدود مع الجيش الإسرائيلي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أنه على الرغم من أن القتال اقتصر في معظمه على المنطقة الحدودية، فقد كانت هناك حالات انتهكت فيها إسرائيل ما يسمى بـ"قواعد الاشتباك" بقصفها شمال نهر الليطاني، حيث لا تعمل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وأوضح: لو رأى المتشددون في إيران فوائد في فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل، فإن التحفظ بين حلفائها من الميليشيات والضغوط التي تمارسها روسيا والصين يمكن أن يكون بمثابة قوى كابحة.