العد التنازلي لعُزلة إسرائيل الكبرى.. أوروبا تدير ظهرها لـ تل أبيب

العد التنازلي لعُزلة إسرائيل الكبرى.. أوروبا تدير ظهرها لـ تل أبيب

العد التنازلي لعُزلة إسرائيل الكبرى.. أوروبا تدير ظهرها لـ تل أبيب
عزلة إسرائيل

بدأت عزلة إسرائيل الدولية تتفاقم بصورة غير مسبوقة، بعدما أقدمت حكومتها برئاسة بنيامين نتنياهو على مواصلة قصفها الكثيف لقطاع غزة، مع فرض حصار خانق شمل تجميد إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية من غذاء وماء ودواء؛ وهو ما أدى إلى انقطاع الدعم العلني من جانب عدد من أقرب حلفاء إسرائيل على الساحة الدولية.

من الدعم إلى العزلة


وأكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أنه في أعقاب هجمات 7 أكتوبر، حظي نتنياهو بدعم دولي غير مسبوق في حملته العسكرية ضد حركة حماس، إلا أن استمرار الحرب، وتعاظم آثارها الإنسانية، جعلا هذا الدعم يتآكل تدريجيًا، ليتحول في الأسابيع الأخيرة إلى ما يشبه العاصفة الدبلوماسية ضده.

وتابع، أنه خلال الشهرين الماضيين، فقد نتنياهو دعم معظم الدول الغربية الكبرى، باستثناء الولايات المتحدة، خاصة بعدما قررت إسرائيل في مارس إنهاء وقف إطلاق النار، وفرضت حظرًا كاملاً على دخول الإمدادات الإنسانية إلى غزة، في وقت تتفاقم فيه الأزمة المعيشية والإنسانية لسكان القطاع.

تصعيد عسكري يثير غضب العواصم الغربية


تصاعد الغضب الدولي مؤخرًا مع انطلاق العملية العسكرية الجديدة التي تهدف إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتسويته بالأرض، بدلاً من القبول باتفاق محتمل ينهي الحرب ويقود إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

وبينما فضل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إبقاء تحفظاته طي الكتمان، اكتفت إدارته بالإشارة إلى ضرورة إنهاء الحرب والسماح بوصول المساعدات. أما بقية قادة الغرب، فقد خرجوا عن صمتهم.

في 19 مايو، أصدر كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بيانًا مشتركًا أعربوا فيه عن استيائهم الشديد، جاء فيه: لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه التصرفات الفاضحة، إذا لم تتوقف إسرائيل عن هجومها العسكري وتُرفع القيود عن المساعدات الإنسانية، فسنقوم باتخاذ إجراءات ملموسة إضافية.

تحركات غربية تتجاوز التصريحات

وأشار الموقع الأمريكي، أن العزلة التي تواجهها إسرائيل لم تعد تقتصر على التصريحات السياسية، بل بدأت تتجسد بخطوات ملموسة. 

وأعلنت بريطانيا، يوم الخميس، تعليق مفاوضات التجارة مع إسرائيل، كما فرضت عقوبات جديدة على مستوطنين إسرائيليين متورطين في اعتداءات عنيفة ضد الفلسطينيين.

أما فرنسا، فتستعد لعقد مؤتمر دولي مشترك مع السعودية الشهر المقبل لدفع حل الدولتين، ويُتوقع أن تعلن باريس اعترافها الرسمي بدولة فلسطينية.

وكانت إسبانيا قد بادرت إلى هذا الاعتراف العام الماضي، إلى جانب النرويج وإيرلندا، وصرّح رئيس وزرائها بيدرو سانشيز الأسبوع الماضي، أن إسرائيل أصبحت دولة ترتكب إبادة جماعية، داعيًا إلى طردها من مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن".

وفي خطوة لافتة، أيد 17 من أصل 27 وزير خارجية في الاتحاد الأوروبي اقتراحًا مقدمًا من هولندا -وهي من الحلفاء التقليديين لإسرائيل- يدعو إلى إعادة النظر في اتفاق الشراكة والتعاون التجاري بين الاتحاد وإسرائيل.

تحذيرات وتخوفات إسرائيلية


كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة، أن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر كان قد حذر نتنياهو في سلسلة اجتماعات لمجلس الأمن القومي في مارس من أن منع المساعدات الإنسانية لن يضعف حماس، بل سيدفع الحلفاء الدوليين إلى الابتعاد عن إسرائيل.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع: إن هذا بالضبط ما حدث، وإن القرار كان خطأً فادحًا ارتُكب لأسباب سياسية داخلية بحتة، وهو ما انعكس سلبًا على موقع إسرائيل الدولي.

على الرغم من الضغوط المتزايدة، يبدو أن حكومة نتنياهو ماضية في مشروعها الخاص بإحداث تغيير ديموغرافي شامل في غزة. 

فبعدما تراجع ترامب عن خطته السابقة بترحيل سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة إلى الخارج لبناء ما أسماه "الريفيرا الجديدة"، عاد نتنياهو ليعلن الأسبوع الماضي أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تنفيذ هذه الخطة.

لكن تنفيذ هذه الخطة، والتي تتطلب عمليًا تدمير غالبية قطاع غزة، من شأنه أن يدفع إسرائيل إلى عزلة دولية خانقة قد تتجاوز كل ما شهدته سابقًا.