قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين: إن روسيا تبذل جهوداً مستمرة لإنهاء الحرب في اليمن من خلال دعوة  كافة الأطراف اليمنية للجلوس إلى طاولة مفاوضات تفضي إلى وقف الحرب وإنهاء معاناة الشعب اليمني.

وأشار فيرشينين خلال لقاء جمعة بقائد المقاومة الوطنية  اليمنية ورئيس المكتب السياسي العميد الركن طارق عبدالله صالح أن روسيا  تجري اتصالاتها مع القوى الفاعلة من أجل بلورة الحلول  المناسبة للخروج من الأزمة اليمنية بما يرتضيه اليمنيون ويعيد للمنطقة استقرارها. 

والتقى سيرغي فيرشينين بالعميد الركن طارق عبدالله صالح  أمس  بمقر الخارجية الروسية بالعاصمة موسكو بعد دعوة رسمية وجهتها لصالح . كما ضم اللقاء كلاً من الشيخ ناصر باجيل عضو مجلس النواب، والعميد عبدالجبار زحزوح قائد قوة خفر السواحل قطاع البحر الأحمر، وحامد غالب مسؤول العلاقات الخارجية بالمكتب السياسي.

المفاوضات السياسية هي الحل 

ومن جانبه أكد  "صالح " أن وجهات نظر المكتب السياسي تتطابق مع رؤية روسيا حول أن المفاوضات السياسية هي الحل لإنهاء الحرب، وضمان نجاحها هو التوافق على مخرجاتها ليتم البدء في مناقشة ملفات ما بعد وقف الحرب على المستويات السياسية والاقتصادية.

 وتطرق اللقاء لبحث عدة ملفات أبرزها العقوبات الدولية المفروضة على الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ونجله السفير أحمد علي عبدالله صالح، كما تناول ملف الأسرى والمعتقلين وضرورة العمل على إنجاز تبادل ينهي هذا الملف الإنساني الهام على قاعدة "الكل مقابل الكل".

وأكد الجانبان على ضرورة تكرار هذه اللقاءات لبلورة رؤى مشتركة للعمل السياسي خلال المرحلة القادمة.

ركيزة للدفاع عن استقرار اليمن

الدكتور يحيى العابد، الإعلامي والمحلل السياسي اليمني، قال: إن العميد طارق عبدالله صالح يمثل إحدى مرتكزات القوى الحريصة على اليمن واستقرارها وعودتها إلى الاستقرار  خاصة في ظل انتشار الجرائم الإرهابية التي يرتكبها جناحا الطرف في اليمن وفي مقدمتهم الحوثيون.

وأضاف "العابد" في تصريح خاص لـ "العرب مباشر" أن زيارة المكتب السياسي للمقاومة الوطنية الذي شكل مؤخرًا يعكس حجم أهمية هذا الجناح السياسي في المقاومة الوطنية الذي سبق له أن أجرى لقاءات وحوارات عبر الزوم مع سفراء عدد من الدول منها بريطانيا وفرنسا والسويد.

تحقيق السلام العادل

وأشار الإعلامي والمحلل السياسي اليمني، إلى مساعي  العميد طارق صالح، إلى السلام العادل والحلول المتكاملة التي لا تتيح أي مجال لاختراق  هو ما يأمله الشعب اليمني من هذا السلام، ولا يريد أن يكون هناك أنصاف حلول، لافتًا إلى أهمية دعم  روسيا كعضو  دائم  في مجلس الأمن  لقضايا المقاومة  الوطنية  التي تخص الشعب اليمني.

خروقات الحوثيين في مقدمة الملفات

وأشار الإعلامي والمحلل السياسي اليمني إلى أن ملف  الناقلة صافر من أبرز ما ناقشه المكتب السياسي على طاولة الروس  لتهديد الحوثيين الواضح في المياه الإقليمية ومنطقة البحر الأحمر والدول التي تطل عليها بشكل عام،  بجانب مناقشة موضوع الألغام واستهداف المدنيين وخروقات الحوثيين. 

قبول شعبي كبير

وأكد "العابد" طارق صالح يحظى بقبول شعبي كبير مشيرا إلى  أن موقفه واضح ومعلن للشعب اليمني، المقاومة الوطنية والمكتب السياسي لم يكن تشكيله لمناهضة أي طرف بقدر ما هو تأكيد على أنه هناك حقوق ومطالب غفلها الكثير من القوى السياسية في الساحة اليمنية.

وتطلع العايد إلى أن تلبي هذه الزيارة تطلعات أبناء الشعب اليمني وما يتمناه من تحريك ملفات، وأهمها ملف إلغاء العقوبات على السفير أحمد علي، وملف إسقاط اتفاق ستوكهولم.

 ردود فعل إخوانية 

شن الإخوان هجوما على العميد طارق صالح  من خلال  أذرعهم الإعلامية وبمشاركة لجانهم الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بالتزامن مع زيارته لروسيا  وهو ما اعتبره "عابد" أن الإخوان يحاولون تعكير مساعي طارق صالح  ووصف محاولاتهم بالبائسة قائلا: كل الشعب اليمني يعرف قيمة هذا الرجل ويعرف مواقفه على امتداد السنوات الماضية منذ عهد الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله الصالح.

أما نورا الجروي، القيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام، فقالت: إن الإخوان مثلهم مثل الحوثي يدركون أنه في حال عادت الدولة اليمنية ستقلص صلاحيتهم سيعود المسار لصالح الدولة، لافتة إلى أن إيرادات الغاز والنفط في الوقت الحالي تورد وتقسم بين الإخوان والحوثيين، مشيرة أن زيارة العميد طارق صالح إلى روسيا مهمة جدًا ولها دور كبير في حلحلة الوضع العسكري خاصة وأن روسيا دولة قوية لها دور كبير ولها مكانتها، كما أن العميد طارق صالح من الشخصيات المتزنة التي لها قاعدة شعبية كبيرة، وشخصية ذكية وقوية استطاع أن يصنع في الساحل الغربي ما لم تستطع الحكومة أن تصنعه خلال 7 سنوات.

والدكتور أنور الأشول، الإعلامي والمحلل السياسي اليمني يرى، يرى أن صالح تمكن من النجاح رغم مساعي البعض لإحباط  استمراره وكبح جماح المقاومين، مؤكدًا أن الإخوان باليمن  يعملون على عرقلة أي جهود لإنقاذ اليمن موضحا أن الإخوان والحوثي وجهان لعملة واحدة.

واعتبر "الأشول" أن الزيارة جاءت تعزيزا لموقف المقاومة الوطنية وتأكيدًا على أهميتها وفتح آفاق لمرحلة مقبلة مع المعنيين باستحقاقات في مستقبل اليمن، مشيرًا إلى أن الدعوة الروسية والحوار مع قائد المقاومة واختياره في هذا التوقيت معناه إعادة التدخل الروسي ربما إيجابا في الملف اليمني من بوابة الساحل الغربي لليمن وهو ما سيثير حفيظة إخوان اليمن ويعمق جراح الغيرة لديهم من موقف روسي كهذا وتحديدا مع العميد طارق الذي يرون فيه كاشف عوراتهم وإخفاقاتهم أمام العالم.

فيما قال الإعلامي عادل اليافعي، في تصريح خاص لـ "العرب مباشر": إن الزيارة محاولة روسية جادة لسماع الأصوات الوطنية المتزنة باليمن مشيرا إلى دور صالح في عملية التحرير أكسبه شعبية واسعة تتزايد يوما بعد يوم في حين يواجه الإصلاح نفورا وفشلا داخل المجتمع اليمني.