خبيرة دولية تكشف طرق مواجهة الإخوان في الدول الأوروبية
خبيرة دولية تكشف طرق مواجهة الإخوان في الدول الأوروبية
لا تزال فرنسا تخوض معركتها المحمومة ضد تغلغل قوى الإسلام السياسي في المجتمع، حيث تقوض شبكاتها التنظيمية المعقدة قيم "الجمهورية"، وخاصة من خلال جيوب عدة تتمثل في المدارس والمؤسسات الثقافية والمراكز التعليمية والدينية الدعوية. وهذه الشبكات تتمكن من عزل الأفراد وتقليل فرص اندماجهم، وتحويلهم إلى وسائط لنقل الأفكار المتشددة والمؤدلجة، وتدشين مجتمعات موازية.
مؤامرت الإرهاب
ويومًا تلو الآخر تتكشف جهات ومؤسسات عديدة في أوروبا تضطلع بهذا الدور المشبوه الذي يكاد يصبح مصنعًا جاهزًا لولادة العنف والإرهاب، وتتفاقم الأوضاع مع وفرة الموارد المالية، ومن أبرز الأماكن التي تتغلغل فيها جماعة الإخوان مدرسة ابن سينا في فرنسا باعتبارها ضمن المؤسسات التعليمية لجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في عدد من البلدان العربية.
خطر الإخوان
تقول الدكتورة عقيلة دبيشي، المحللة في الشئون الدولية ومدير المركز الفرنسي للدراسات الدولية، تعكس محاولات الإخوان "تأثيرهم المتنوع في أوروبا"، وخاصة في فرنسا وألمانيا، ويختلف تأثيرهم بـ"اختلاف السياقات والظروف المحلية"، "فيتعاملون بشكل خاص مع الجاليات المسلمة عبر تقديم خدمات وبرامج متنوعة، خاصة للطلاب وطبقات أخرى". كما أنّ توفير الخدمات يُعدّ وسيلة لتوسيع نطاق تأثيرهم وكسب تأييد أوسع في المجتمعات الإسلامية. فيهدفون إلى تحقيق أجنداتهم الدينية والسياسية بتأثير تدريجي داخل هذه المجتمعات. ويُعتبر هذا التفاعل تحديًا للحكومات التي قد تتفاعل بطرق متنوعة في محاولة لمواجهة الأمور السياسية والأمنية.
وأضافت - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن فرنسا لجأت إلى مستويات عدة تصدت فيها لمحاولات تهديد المخاطر الإخوان الإرهابية أفكار التطرف، منها العمل على تطويق أيديولوجيا الكراهية لدى الإخوان في أوروبا من خلال حظر التنظيمات المتطرفة المحسوبة على حركة "الإخوان" المتطرفة داخل فرنسا، في مسعى إلى تطريق خطاب الكراهية الذي تروجه.
طرق المواجهة
وتابعت أن مواجهة خطر هذه الجماعات المتطرفة في أوروبا امتد على محاصرة الشبكات الإرهابية وكل المسؤولين عنها بالإضافة إلى تحرير المساجد والمدارس من التأثيرات الأجنبية، والتخلص تدريجيًا من الأئمة المبعوثين، في الوقت نفسه رفع عدد الأئمة المدربين في فرنسا، بالإضافة إلى مراقبة التبرعات المالية، وأيضًا مكافحة محاولات الانفصال عن المجتمع الفرنسي، مثل مناطق الاستحمام في حمامات السباحة العامة وساعات الصلاة في النوادي الرياضية وانتهاكات قانون المساواة بين الفتيات والفتيان، وأيضًا الاهتمام في الأحياء الفرنسية الفقيرة، من خلال تعزيز العروض الاجتماعية والثقافية والرياضية، والرعاية الصحية، وتأهيل المناطق السكنية المهملة.