محلل : النزوح والتشريد المستمر أصبح مشهدًا مألوفًا يعيشه السودانيون
محلل : النزوح والتشريد المستمر أصبح مشهدًا مألوفًا يعيشه السودانيون
أعلن السودان رسميًا عن تفشي وباء "الكوليرا" في نصف ولايات البلاد التي تبلغ 18 ولاية، ما ينذر بكارثة إنسانية أخرى في البلاد التي تعاني من تراكم الأزمات نتيجة الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من العام ونصف.
تحركات دولية
وحثت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي على تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمعالجة الأزمة ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن أكثر من 25 مليون شخص في السودان- أي ما يقرب من نصف السكان- مهددون بالجوع بشكل حاد.
وتدعو منظمات الإغاثة منذ شهور أطراف الصراع إلى توفير الوصول إلى المحتاجين. ولا يمكن لإمدادات المساعدات، وخاصة في منطقة دارفور، الوصول إلا عبر تشاد.
أصدرت مصر والإمارات والولايات المتحدة وسويسرا والسعودية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بيانًا مشتركًا، بشأن الأزمة في السودان، مؤكدين على اتخاذ خطوات فورية لضمان توفير الحماية لدخول مجموعات الإغاثة عبر حدود أدري، وتسهيل نقلهم للمساعدات الإنسانية دون قيود.
كما دعا البيان المشترك الجميع لاتخاذ خطوات عاجلة لنقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور، وعبر كافة الأراضي السودانية، مع توفير ممر آمن ودون عوائق.
أزمات خطيرة
في هذا الصدد، يقول الكاتب الصحفي السوداني محمد الطيب، يعاني السودان من أزمات إنسانية خطيرة، منذ بدء الحرب في 15 أبريل 2023، بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، حيث تواجه البلاد المجاعة، بينما نزح أكثر من عشرة ملايين شخص بسبب القتال والقصف.
وأضاف - في تصريح للعرب مباشر-، أن هناك أحداث ضخمة حدثت وتم تدمير مؤسسات عديدة، فما تأثر به المواطن السوداني كبير وهو الأهم، مؤكدًا أن أكثر من 11 مليار دولار هو حجم التخريب في القطاع الصحي من أدوية ومصانع الأدوية والمستشفيات مما كان له أثره وانعكاسه على المواطن، وخاصة على الذين كانوا يتلقون الأدوية المنقذة للحياة.
ولفت أن 50 مليار دولار تم في القطاع الصناعي، والذي يعمل فيه الملايين من المواطنين من الجنسين، وفقدوا وظائفهم سواء في القطاعين الخاص والعام، كما أن سلاسل الإمداد هي الأخرى فقدت، مما كان له أثره في التهجير والإفقار للأسر.
وأكد، أنه أصبح النزوح والتشريد المستمر مشهدًا مألوفًا يعيشه السودانيون نتيجة استمرار الحرب التي شتت شمل العديد من الأسر، وتبدلت أحوالهم المعيشية ليتحولوا من مواطنين إلى لاجئين داخل بلادهم وخارجها.
وتتصاعد دوامة العنف والفوضى في السودان بين قوات الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023، ما خلف أزمة إنسانية وخسائر مروعة يعاني ويلاتها المدنيين في مدن السودان.