الاغتيالات.. رصاصة الميليشيات لإرباك المشهد السياسي في العراق
تسعي الميلشيات في العراق إلي إرباك المشهد السياسي
يومًا بعد يوم تتصاعد وتيرة الاغتيالات التي تطال العديد من الإعلاميين والنشطاء السياسيين في العراق، والتي كان آخرهم إيهاب الوزني، بعدما قام مسلحون مجهولون باغتياله بالقرب من منزله.
ظروف استثنائية
وتعرض عشرات النشطاء خلال السنوات الأخيرة، لعمليات اختطاف واغتيال غامضة، والتي تأتي في ظروف استثنائية يمر بها العراق، وخاصة المناهضين للفساد وسوء إدارة الدولة والمنادية بالحد من نفوذ إيران والجماعات المسلحة.
الاغتيالات ملف سياسي بحت
كما يعد ملف الاغتيالات في العراق ملفًا سياسيًا، حيث إن الاغتيالات التي تشهدها ليست حوادث متفرقة أو فردية بل أنشطة سياسية منظمة، تهدف لتقويض الانتفاضة الشعبية القائمة عن طريق التصفيات الجسدية للقيادات الشابة النشطة فيها وبث الرعب في نفوس الآخرين.
ظاهرة الاغتيالات
وبالتزامن مع كل انتفاضة شعبية تنطلق في العراق، تبرز ظاهرة الاغتيالات لتصبح علامة مميزة، حيث تستهدف الاغتيالات كل من يكشف محاولات تلصص الدولة واختراق أجهزتها الأمنية والسيطرة على مفاصل الدولة.
ورغم انتشار ظاهرة الاغتيالات في العراق، إلا أنه لا يجرؤ أحد على فتح هذا الملف، حيث إن التطرق إليه يعني الدخول بمواجهة مباشرة مع الدولة العميقة، التي تتحكم في الشأن العراقي.
اغتيال 70 ناشطًا منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية
وتعرض أكثر من 70 ناشطًا لمحاولة أو عملية اغتيال، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق، منذ أكتوبر / تشرين الأول عام 2019، حيث تتبع الميليشيات المسلحة بالعراق أسلوب الجبناء من أجل النيل من أمن الوطن وسلامته.
وقال الدكتور رائد العزاوي المحلل السياسي العراقي وأستاذ العلاقات الدولية: إن محاولات استهداف واغتيال بعض النشطاء العراقيين، تأتي ضمن مساعي الميليشيات التي تحمل السلاح خارج إطار الدولة.
إرباك المشهد السياسي
وأضاف "العزاوي"، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن تلك الميليشيات تحاول إرباك المشهد السياسي في العراق، قبيل انطلاق الانتخابات البرلمانية القادمة، المزمع عقدها في العاشر من أكتوبر / تشرين الأول القادم.
الميليشيات أدركت عدم عودتها عبر الانتخابات للبرلمان
وأوضح أن الميليشيات المسلحة أدركت جيدًا أنها لن تنجح في العودة مرة أخرى إلى البرلمان المقبل، بسبب وعي جميع العراقيين بأهمية المرحلة الحرجة التي يمر بها البلاد، ولذلك حاولت تلك الميليشيات العودة بالوجه القبيح الذي يحمل السلاح؛ مستغلا الأوضاع الأمنية المضطربة.
حكومة الكاظمي حققت طموحات العراقيين
واختتم المحلل السياسي العراقي، أن حكومة مصطفى الكاظمي نجحت في تحقيق طموحات العراقيين والذهاب إلى استحقاق الانتخابات البرلمانية الديمقراطية، مؤكدًا أنها ستدافع حتى آخر لحظة على إجرائها في موعدها رغم كل التحديات التي تعيقها.
وفي سياق آخر، قال أحمد فاروق الباحث في الشؤون الإيرانية: إن السلطات الإيرانية معنية بعدم التصعيد على الساحة العراقية في ظل الأوضاع الراهنة بالتزامن مع احتدام مباحثات فيينا لحلحلة الاتفاق النووي.
وأضاف فاروق، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن اغتيال الناشط إيهاب الوزني وما تبعه من اشتعال التظاهرات في كربلاء والاعتداء على القنصلية الإيرانية في النجف، نستنتج أن هناك طرفاً آخر يعمل على تقويض مصداقية الوساطة العراقية.