أكد موقع  "أكسيوس" الأمريكي، أن موجة الاغتيالات الإسرائيلية في إيران ولبنان تسببت في جعل الشرق الأوسط أقرب إلى حرب إقليمية مدمرة أكثر من أي وقت مضى منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر.

دوامة تصعيدية

وتابع أن دوامة التصعيد الخطيرة قد تجر الولايات المتحدة إلى عمق الأزمة الإقليمية وتؤدي إلى معاناة جماعية تتجاوز غزة، حيث تتلاشى الآمال في وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن بعد أشهر من المفاوضات الدقيقة.

وأضاف أنه بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تعهد باستخدام الأشهر المتبقية له في منصبه لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس وإعادة الرهائن إلى الوطن، فإن المخاطر تحدد إرثه.

أكد بايدن التزامه بأمن إسرائيل في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الخميس، حيث ناقش الطرفان "عمليات نشر عسكرية جديدة" لحماية إسرائيل من إيران.

 جبهات عدة للحرب

وبحسب الموقع، فإنه منذ 10 أشهر، تسببت الحرب بين إسرائيل وحماس في اندلاع موجات من العنف في أماكن أخرى من الشرق الأوسط. وتهدد التوترات الأخيرة بالتصعيد إلى حرب شاملة عبر جبهات متعددة، تشمل:

إيران: إدارة بايدن مقتنعة بأن إيران ستهاجم إسرائيل في غضون أيام ردًا على اغتيال الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في وقت سابق من هذا الأسبوع.

لبنان: تعهد زعيم حزب الله حسن نصر الله بالانتقام يوم الخميس لاغتيال إسرائيل للقائد العسكري الكبير فؤاد شكر في بيروت، وقال نصر الله في جنازة شكر: "لم نعد نتحدث عن جبهات منفصلة"، محذرًا من "مرحلة جديدة" من الحرب.

اليمن: تعهد زعيم الحوثيين المدعومين من إيران بـ"رد عسكري" الخميس ردًا على اغتيال إسرائيل لهنية، كما أنه قبل أسبوعين، ضربت إسرائيل اليمن لأول مرة ردًا على أكثر من 200 هجوم حوثي ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك غارة بطائرة بدون طيار على تل أبيب.

العراق: بعد أشهر من "وقف إطلاق النار" غير الرسمي، استأنفت الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق هجماتها على القوات الأمريكية في المنطقة، وضربت الولايات المتحدة قاعدة للميليشيات في جنوب العراق هذا الأسبوع ردًا على التهديد المتزايد.

إحباط أمريكي

وأكد الموقع أن المسؤولين في الولايات المتحدة لديهم تخوفات أن تكون أحداث الأيام والأسابيع الأخيرة قد خلقت سلسلة من الحسابات المفتوحة التي تعتزم إيران ووكلاؤها في المنطقة تسويتها.

وتابع أن وراء الكواليس يشعر بايدن وكبار مساعديه بالإحباط الشديد إزاء الوضع الحالي، حيث أسفرت الاغتيالات الإسرائيلية إلى تعثر مفاوضات تحرير الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، بعد أن اعتقد المسؤولون الأمريكيون أنهم يحرزون تقدمًا نحو التوصل إلى اتفاق بشأن احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.

ثم قتلت إسرائيل هنية، الذي مثل حماس في تلك المحادثات، دون استشارة واشنطن، ما يعني أن إصرار الإدارة على أن وقف إطلاق النار لا يزال في متناول اليد يبدو بعيد المنال.

وأضاف الموقع أن بايدن أكد لنتنياهو أن الاغتيالات الإسرائيلية لن تجعل الدول العربية تعمل على صد هجمات إيران كما حدث في المرة الماضية، حيث عبر العرب عن غضب كبير من الممارسات الإسرائيلية.

مكاسب نتنياهو

وتابع الموقع، أنه من ناحية أخرى، يشعر نتنياهو بالجرأة. من حيث بقائه السياسي، كان هذا أفضل أسبوع لرئيس الوزراء منذ 7 أكتوبر.

وأضاف أن نتنياهو نقل أخبارًا سارة في الغالب للشعب الإسرائيلي، مقتل هنية وشُكر وتأكيد وفاة الزعيم العسكري لحماس محمد ضيف في غارة إسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر.

في مكالمة وصفها مسؤولان أمريكيان بأنها "صعبة"، أخبر بايدن نتنياهو أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم إيراني جديد - لكنه أكد أن خفض التصعيد يجب أن يكون الأولوية.