ما وراء الدعم القطري لأوكرانيا.. يد أميركا والسيطرة على سوق الغاز
يظهر الدعم القطري لأوكرانيا جليا في محاولة السيطرة علي الغاز
تلعب قطر دورا غامضا في الأزمة الروسية الأوكرانية، فهي تدعم بشكل كبير هذه الحرب، على عكس باقي دول منطقة الشرق الأوسط التي دعت كافة أطراف الأزمة لوقف إطلاق النار وضبط النفس واللجوء للحوار الدبلوماسي.
ويعد الغاز السر وراء دعم قطر للغزو الروسي لأوكرانيا، حتى يتوقف مشروع نورد ستريم 2 الذي يمتد من روسيا لأوروبا والذي في حال نجاحه كان سيهز عرش قطر في سوق الغاز، لذلك طالما ما عملت قطر على إفشال هذا المشروع، لذلك كان قرار الحرب فرصة ذهبية يخدم مشروع قطر.
وبالفعل قررت ألمانيا وقف إجراءات الموافقة على المشروع.
كما أن قطر تسعى لإثبات أنها جندي وذراع الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، تنفذ كافة أوامرها وأجندتها.
الغزو الروسي وأسواق الطاقة
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في ارتفاع كبير في أسعار النفط والغاز، وتعد قطر هي المستفيد الرئيسي من هذه التقلبات، حيث تعمل على زيادة قدرتها التصديرية من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، وبالتالي فإن منتجي الطاقة الاحتياطية الحقيقية في كل من الغاز الطبيعي المسال والنفط سيكونون في قطر.
فعلى المدى القصير لم يكن أمام قطر أي حلول أخرى لاختراق السوق الأوروبية، حيث تصدر قطر الغاز الطبيعي المسال بالقرب من قدرتها.
ووفقا للوكالة الفرنسية، فإن الحرب الروسية على أوكرانيا جعلت أسواق الطاقة تواجه خطرًا مباشرًا في أوروبا الغربية فيما يتعلق بالإمدادات، لكن الغاز الروسي يستمر في التدفق عبر أوكرانيا إلى أوروبا، ولم تكن صادرات النفط الروسية بعد هدفًا للعقوبات الأميركية والأوروبية.
ومع ذلك، فقد تأثرت شركات النفط والغاز الروسية سلبًا في قيم حصصها وينبغي أن ترى بعض التردد من المستثمرين وشركاء شركات الطاقة الدولية في أي مشاريع مخطط لها أو مشاريع استثمار رأسمالية جديدة.
فعلى سبيل المثال، تبذل شركة BP البريطانية جهودًا لسحب الاستثمارات من الشراكات مع روزنيفت الروسية، وتعد ألمانيا وإيطاليا الأكثر تعرضًا للخطر، حيث تستوردان ما يقرب من نصف إمدادات الغاز من روسيا، وتعد هذه فرصة كبيرة لقطر للاستحواذ على الجزء الأكبر من الأسواق الأوروبية.
مخططات قطر
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإنه على المدى القصير، يستعد مصدرو النفط والغاز القطريون للاستفادة من ارتفاع عائدات الصادرات، وليس فقط النفط والغاز.
وتسعى قطر لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الأزمة، ويتوقع الخبراء أنه في حال نجحت قطر في مخططها قد لا تسجل أي عجز مالي في عام 2022، فمع تزايد مخاوف أوروبا من غزو روسيا لأوكرانيا، اقتربت أسعار الغاز الطبيعي من ضعف المستوى الذي تم تداوله في أواخر عام 2020.
وبالتزامن مع الحرب وتداعياتها، استغلت قطر الفرصة لصالحها وعقدت قمة لمصدري الغاز الطبيعي، لبحث كيفية اختراق الأسواق الأوروبية وتلبية الطلب العالمي المتزايد.
ووفقا للوكالة الفرنسية، فقد شرعت قطر، المنتج الرئيسي للغاز الطبيعي المسال، في مشروع ضخم لزيادة الإنتاج بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2027.
ويرى مراقبون أن دعوة قطر لمثل هذا المؤتمر رسالة منها للعالم بأنها الضمان الوحيد لأوروبا لتأمين إمدادات الغاز إذا ما توقفت روسيا عن عملها.
وسيط زائف
وبحسب أندرياس كريج، المتخصص الأمني في كينجز كوليدج لندن، فإنه بسبب الاستثمار الضخم المطلوب، تريد قطر زيادة الإيرادات إلى الحد الأقصى وضمان سوق طويل الأجل لسلعة الغاز لديها.
وتابع في تصريحات نقلها موقع "المونيتور" الأميركي: إن قطر سعت بشكل متزايد إلى تعزيز نفوذها الدبلوماسي كوسيط وميسر، لذلك يمكن أيضًا مناقشة الأزمة الأوكرانية.
وأضاف كريج: "ستكون فرصة كبيرة لو استغلت قطر المنتدى لتقديم مساعيها الحميدة للولايات المتحدة للتوسط بينها وبين روسيا".
فشل مخططات قطر
وبحسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، فإن قطر لن تستطيع تلبية المتطلبات الأوروبية وتغطية العجز الذي ستتركه روسيا.
وأكدت الوكالة أن قطر لا تمتلك نفس القدرات الروسية أو إنتاجها الضخم حتى تستطيع تأمين متطلبات أوروبا.