مغازلة وتملق.. تميم بن حمد يحاول إرضاء أردوغان من جديد؟
يبدو أن حالة السخط العربي والقطري تجاه علاقة أنقرة والدوحة، مخالفة تماماً لدى الأمير تميم بن حمد آل ثاني، ففي الوقت الذي يتصاعد الغضب من استنزاف الخزائن القطرية لصالح قطر وتدبير المخططات الإرهابية، لم يكن ذلك الشعور لدى النظام الحاكم على الإطلاق.
أردوغان مثل أبي
وفي تصريح صادم، جاء في أوج الغضب من التقارب القطري التركي، حاول أمير الدوحة تميم بن حمد آل ثاني، التودد للرئيس رجب طيب أردوغان، بطريقة فجة أثارت جدلاً واسعاً بين القطريين ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقال تميم، في لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نقلتها صحيفة "يني شفق" التركية، إن أردوغان له مكانة كبيرة لديه ولن يتخلى عنه مهما حدث، متجاهلاً أنه بنفسه سبق أن انقلب على أبيه حمد بن خليفة للاستيلاء على حكم قطر.
وأضاف الأمير القطري في حديثه لماكرون دون خجل: "إن أردوغان يعد بمثابة والدي، ويظل هكذا حتى الممات، وهو الشخص الوحيد الذي وقف بجانبي في محاولة التخلص مني في يونيو 2017".
وجاء ذلك الرد القطري، بعد استنكار الرئيس الفرنسي ماكرون ذلك التقارب بين البلدين، مشيراً إلى أن اقتصاد تركيا كان سينهار لولا مساعدة الدوحة وأنقذته.
زيارات وإهانات متبادلة
وقبل أسابيع قليلة، أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجدل، خلال زيارته الأخيرة إلى قطر، خاصة لانحنائه أمام تميم بن حمد آل ثاني، وهو ما سخر منه رئيس حزب الشعب الجمهوري، زعيم المعارضة التركية، كمال كليتشدار أوغلو.
وفي مقطع فيديو نشره الحساب الرسمي لحزب الشعب الجمهوري، قال كليتشدار أوغلو: "لقد شاهدت اليوم صورة للرئيس أردوغان في الصحف وهو ينحني أمام أمير قطر. لماذا ينحني بهذا القدر؟ هل ينحني من أجل المال؟ نعم إنه منافسي السياسي ولكن لا يجب أن ينحني هكذا أمام رئيس دولة أخرى. لقد صعقني هذا المشهد".
وفي الوقت نفسه، تعمد أردوغان توجيه إهانات للمسؤولين القطريين، حيث إنه أثناء أداء التحية العسكرية من الضباط القطريين، لم يبدِ لهم الرئيس التركي اهتماماً، وفقاً لما أظهرته الصور المنتشرة، فضلاً عن سير وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، خلف الرئيس التركي.
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يستهين فيها أردوغان بالقطريين، حيث إنه خلال زيارته السابقة في يوليو الماضي، انتشر مقطع فيديو له وهو يأمر فيه وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن أن يعدل جلسته، أثناء اللقاء مع تميم بن حمد، ما يثبت أن زيارات أردوغان وتصرفاته الاستفزازية تثبت مدى النفوذ العسكري التركي على الدوحة التي باتت تعتبر ولاية تابعة لأنقرة.
تفريغ خزائن قطر
ويتعمد أردوغان تفريغ خزائن قطر والاستيلاء على الأموال لديها لإنقاذ اقتصاده المنهار بسبب قراراته الخاطئة، فضلاً عن خوض حروبه الاستعمارية خارج أراضيه، من سوريا لليبيا للبحر المتوسط وحتى أذربيجان حالياً.
بينما تواصل الليرة التركية الوصول إلى القاع كاملاً والذوبان مثل الثلج لتكسر الأرقام القياسية أمام العملات الأجنبية، وسجل الدولار الأميركي رقماً قياسياً جديداً، حيث وصل سعر الصرف 7.88 أمام الليرة التركية، بعد أن كان 7.86 نهاية الأسبوع الماضي، كما بلغ اليورو 9.27 أمامها، في حين وصل سعر صرف الجنيه الإسترليني إلى 10.15 ليرة تركية، لتفقد الليرة منذ مطلع العام 25% من قيمتها.
وتأتي تلك الزيارة بعد أن سجلت الليرة التركية أضعف مستوياتها في أسبوع، بسبب وجود مخاوف من احتمال فرض عقوبات، بعد أن نشرت وكالة "بلومبيرغ" أن أنقرة ستختبر قريباً منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400 التي اشترتها، وما يبدو أنه تصاعد للتوترات مع الاتحاد الأوروبي.
واعترف البنك المركزي التركي بأن معدلات التضخم مرتفعة في أنقرة، نتيجة زيادة أسعار العملات الأجنبية أمام الليرة، وأن معدلات التضخم سجلت زيادة شهرية بنحو 2.65%؛ ما أسفر عن ارتفاع مؤشر تضخم المنتج إلى 14.33% على الصعيد السنوي، مؤكداً أن مؤشر العملات الأجنبية أمام الليرة يلعب دوراً واضحاً في هذه الزيادة.
وتابع: إن التطورات التي شهدها مؤشر العملات الأجنبية أمام الليرة لعبت دوراً مؤثراً في هذه الزيادة المنعكسة إلى أسعار المنتجين، مشيراً إلى ارتفاع المؤشر الموسمي لأسعار الصناعات التحويلية باستثناء النفط والمعادن الأساسية بنسبة بسيطة خلال تلك الفترة، وأن الحديد ومنتجات البلاستيك والمواد الكيماوية الأساسية ومنتجات الورق والمنسوجات تصدرت زيادة الأسعار التي شهدتها السلع الفرعية.