إخواني منشق: شبكات التمويل الإخوانية في أفريقيا تشكل تهديدًا للأمن والاستقرار
إخواني منشق: شبكات التمويل الإخوانية في أفريقيا تشكل تهديدًا للأمن والاستقرار

تواصل جماعة الإخوان في أفريقيا تعزيز شبكاتها المالية في العديد من الدول، حيث تعتبر هذه الشبكات جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الجماعة في المنطقة. تهدف هذه الشبكات إلى جمع التمويلات لدعم الأنشطة السياسية والدعوية، فضلاً عن تمويل العمليات المتعلقة بتنظيم الجماعة وتعزيز نفوذها في دول مختلفة.
وتسعى جماعة الإخوان عبر هذه الشبكات إلى توسيع وجودها في قارة أفريقيا من خلال العمل على إنشاء مؤسسات خيرية وتجارية يبدو أنها تهدف إلى تحسين الصورة العامة للجماعة.
في الوقت نفسه، يتم استغلال هذه الشبكات لتمويل الأنشطة المشبوهة التي تشمل دعم الجماعات المتطرفة، وتوفير منصة لتوزيع الأموال على الأنشطة السياسية التي تدعم الأيديولوجية الإخوانية.
وبحسب مصادر أمنية، فإن هذه الشبكات المالية تعمل من خلال مجموعة من المؤسسات غير الربحية، والمنظمات الإنسانية، والشركات التجارية التي يتم تأسيسها في العديد من الدول الأفريقية مثل السودان، ليبيا، تونس، ومصر. يقدّر المسؤولون الأمنيون، أن هذه الشبكات تعتمد على أموال إيرادات مشروعة وغير مشروعة، بما في ذلك التبرعات الأجنبية، والصناديق الخاصة، وتحويلات من أفراد وكيانات تدعم إيديولوجية الجماعة.
وفي هذا السياق، أشار خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة، أن "الإخوان" في أفريقيا يسعون إلى توسيع نفوذهم من خلال استخدام هذه الشبكات كوسيلة لتمويل حملاتهم الدعائية والنشاطات السياسية الموجهة نحو تعزيز نفوذ الجماعة في الحكم المحلي على المدى الطويل.
ورغم أن هذه الشبكات قد تُظهر في ظاهرها الأهداف الإنسانية والخيرية، إلا أن هناك تقارير أمنية تكشف عن دورها في تمويل الأنشطة السياسية التي تهدف إلى تقويض الاستقرار السياسي في بعض الدول.
وتعتبر الحكومات الغربية والعديد من الدول العربية هذه الشبكات بمثابة تهديد للأمن القومي، حيث تحذر من استخدامها في عمليات تبييض الأموال وتمويل أنشطة مشبوهة في ظل الأوضاع السياسية المتقلبة في بعض دول القارة الأفريقية.
إلى جانب ذلك، تبذل العديد من الدول الأفريقية جهودًا متواصلة لكشف هذه الشبكات ووقف التمويلات غير القانونية، بينما يظل التحدي الأكبر في مواجهة هذا النوع من النشاطات هو توجيه اتهامات قانونية ذات مصداقية وقوية ضد الأفراد والمنظمات التي تشرف على هذه الشبكات.
في تعليق على نشاطات جماعة الإخوان المسلمين المالية في قارة أفريقيا، حذر الدكتور طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق، من المخاطر التي تشكلها شبكات التمويل الإخوانية على الأمن القومي والاستقرار السياسي في العديد من دول المنطقة.
وأوضح الدكتور البشبيشي - في تصريح خاص للعرب مباشر-، أن "الإخوان يواصلون توسيع شبكاتهم المالية في أفريقيا عبر مؤسسات خيرية وتجارية؛ مما يعزز قدرتهم على نشر الأيديولوجية الخاصة بهم في دول مثل السودان وليبيا ومصر".
وأضاف: أن هذه الشبكات تستخدم أموالًا مشبوهة، بما في ذلك التبرعات الأجنبية، لتوفير التمويل اللازم لدعم الأنشطة السياسية والدعوية للجماعة، بالإضافة إلى دعم الجماعات المتطرفة.
وأكد البشبيشي، أن "الأمن في المنطقة يواجه تهديدات حقيقية نتيجة لهذه الشبكات التي تسعى إلى تقويض الاستقرار السياسي، وزعزعة الأنظمة الحاكمة في بعض الدول". كما أشار أن هذه الأنشطة "تتطلب استجابة عاجلة من الحكومات الأفريقية والمجتمع الدولي، وذلك من خلال تعزيز التشريعات القانونية لمكافحة تبييض الأموال وملاحقة المنظمات التي تساهم في دعم هذه الشبكات".
وختم الدكتور البشبيشي، بأن مواجهة هذه الشبكات يتطلب "تعاونًا وثيقًا بين الدول الأفريقية والمؤسسات الدولية لمكافحة الإرهاب، وتضييق الخناق على الأنشطة المالية المشبوهة التي تمول الفكر المتطرف في المنطقة".