دعم إنساني ودعوات للسلام.. الإمارات و 14 دولة ينددون بالمجاعة في السودان جراء الحرب
دعم إنساني ودعوات للسلام.. الإمارات و14 دولة ينددون بالمجاعة في السودان جراء الحرب
حرب دخلت عاماها الثاني مخلفة المزيد من الضحايا في السودان، والحياة العامة باتت بشكل عام حياة غير صالحة للإنسانية، الحرب ما بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي خلفت 755 ألف شخص يعانون أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي في أكبر أزمة جوع في العالم، حسبما حذر برنامج الأغذية العالمي.
الجوع بات هو السمة الأساسية في السودان - وفق رؤية عالمية تجاه القضية-، حيث أن أنظار العالم تتجه نحو روسيا وأوكرانيا، أو ما يحدث في قطاع غزة دون النظر للمواطنين، إلا إن الإمارات من أوائل الدول التي تهتم بالمحافظة على هدوء السودان والبحث عن مخرج للأزمة الغذائية في السودان بالدعم المادي والمعنوي.
تخوف 14 دولة من مجاعة كبرى بالسودان
وقد أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة، والمغرب، والأردن، وموريتانيا، وتشاد، وجزر القمر، وغينيا بيساو، وسيشل، والسنغال، وبنين، وكينيا، وسيراليون، وأوغندا، وموزمبيق ونيجيريا بيانًا مشتركًا، بشأن حالة الأمن الغذائي المثيرة للقلق وخطر المجاعة في السودان.
حيث قال البيان المشترك: "نعرب عن بالغ قلقنا إزاء ما خلص إليه تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، المنشور بتاريخ 27 يونيو 2024، والذي يشير إلى أنه "بعد 14 شهرًا من الصراع، يواجه السودان أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد التي سجلها التصنيف على الإطلاق في البلاد". وأضاف: "تكشف النتائج المثيرة للقلق في التقرير عن مستوى غير مسبوق من انعدام الأمن الغذائي في السودان، ما يترك 25.6 مليون شخص في مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد و14 منطقة معرضةً لخطر المجاعة".
شعور بالقلق للتدهور الصارخ
نشعر بالقلق بشكل خاص إزاء إفصاح التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي عن "التدهور الصارخ والسريع"، في حالة الأمن الغذائي والتأثيرات الوخيمة للوضع المتدهور على سلامة المدنيين ورفاهيتهم، بما في ذلك عدة آلاف من الأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، كما نعرب عن قلقنا العميق إزاء تداعيات إطالة أمد الصراع على السودان ودول الجوار.
ندرك بشكل خاص أن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في السودان يمثل تحديًا إنسانيًا كبيرًا، مع تداعيات محتملة على النزوح واللاجئين وديناميكيات الهجرة، مما يؤكد أهمية وجود استجابة دولية منسقة للتعامل مع الأزمة، وفيما يثير جزعنا تفاقم الأزمة الإنسانية والعواقب المأساوية التي يخلفها الصراع على الشعب السوداني، فإننا: نذكر بطلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من الأطراف المتحاربة السماح وتسهيل المرور السريع والآمن والمستدام ومن دون عوائق للإغاثة الإنسانية للمدنيين المحتاجين، بما في ذلك عن طريق إزالة العوائق البيروقراطية وغيرها من العوائق.
وندعو الأطراف المتحاربة في السودان إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، واحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، والامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ونكرر دعوتنا لجميع الجهات الأجنبية إلى التوقف عن تقديم الدعم المسلح أو المواد للأطراف المتحاربة والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يزيد التوترات ويؤجج الصراع.
ويجب على المجتمع الدولي زيادة مساعداته الإنسانية، ودعم توصيات التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي لزيادة التدخلات الخاصة بالتغذية، واستعادة النظم الإنتاجية، وتحسين جمع البيانات.
ويقول الباحث السياسي السوداني، مجدي عبد العزيز: ما يقال على الورق إنه يواجه الشعب السوداني أكثر من نصف سكان البلاد، أو حوالي 26 مليون شخص، انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي ما يزيد بمقدار 14 مليون شخص عما كان عليه قبل الصراع، من بين هذا العدد، يكافح نحو 8.5 مليون شخص عند مستوى "الطوارئ"، وهو المستوى الرابع، وقبل الأخير من التصنيف المرحلي للأمن الغذائي، وهو المقياس العالمية للجوع، إلا أن الأوضاع الحقيقية أكثر من ذلك بكثير.
وأضاف عبد العزيز - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن هناك ثناء كبير على الإمارات بدعمها السودان عبر منظمة الغذاء العالمية، وكذلك طائرات المساعدات التي تحمل على متنها أطنان من الإمدادات الغذائية لتوفير الاحتياجات الإنسانية الضرورية للاجئين السودانيين في دول الجوار، وكذلك الرؤية الواضحة للحفاظ علي الإنسانية التي تتبعها مع الشعب السوداني.
وأكد الباحث السياسي محمد إلياس، أن دولة الإمارات بذلت منذ بداية الحرب جهودًا إنسانية مكثفة لمتابعة الوضع الإنساني للشعب السوداني عبر تدشين جسر جوي مع جمهورية السودان وجمهورية تشاد في إطار جهودها الإنسانية المتواصلة لدعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار، وخاصة الفئات الأكثر احتياجًا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.
واستطرد إلياس: أن الإمارات تقدم كافة أشكال الدعم والمساندة للشعب السوداني.