مفاوضات القاهرة مجددًا.. وفد التفاوض الإسرائيلي ناقش في القاهرة مسألة إنشاء حاجز تحت الأرض مع غزة
مفاوضات القاهرة مجددًا.. وفد التفاوض الإسرائيلي ناقش في القاهرة مسألة إنشاء حاجز تحت الأرض مع غزة
منذ بدأ الحرب في السابع من أكتوبر الماضي توترت العلاقات بين القاهرة وإسرائيل بعد تصريحات رسمية إسرائيلية تتهم القاهرة بتهريب الأسلحة إلى حركة حماس، وهو ما نفته القاهرة مرارًا، وكذلك أيضًا القاهرة هي عضو فعال في الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة، ودومًا ما تريد القاهرة وقف الحرب التي بدورها تهدد منطقة الشرق الأوسط، كما أن مصر هي المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم عبر معبر رفح البري الذي قام الجانب الإسرائيلي بغلقه.
ومؤخرًا ومع عزل قطاع غزة وبشكل خاص مدينة رفح من قبل إسرائيل بعد حربٍ هي الأطول في التاريخ بين حماس وإسرائيل، تسعى الأخيرة لإقامة منطقة عازلة بدون أنفاق بين مصر وقطاع غزة عن طريق إنشاء "خرسانة" ومناطق حاجزة بين مصر وقطاع غزة بهدف منع التهريب لقطاع غزة.
وفد إسرائيل يصل إلى القاهرة
وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن وفد التفاوض الإسرائيلي ناقش في القاهرة مسألة إنشاء حاجز تحت الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة، حيث لفت إلى أن إسرائيل "تعتزم تسليم السيطرة المدنية على معبر رفح ومحور فيلادلفيا إلى مصر، حال إتمام اتفاق بشأن غزة"، وقالت: إن إسرائيل تعتقد أن الحاجز "سيمنع تهريب الأسلحة وحفر الأنفاق".
وغادر رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار إلى القاهرة، الإثنين، على رأس وفد أمني لعقد اجتماعات مع مسؤولين مصريين.
وأشارت الهيئة إلى أن المطالب جاءت بأن "يكون الجدار مزودًا بوسائل تكنولوجية، ويمتد تحت الأرض من أجل القضاء على الأنفاق تحت الخط الحدودي"، وأضافت: أن "الأميركيين يضغطون على مصر للبدء في تشييده"، وأن إدارة بايدن "خصصت حوالي 200 مليون دولار لمثل هذا المشروع".
أزمات نتنياهو المستمرة مع مصر
وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من أن يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أضر بالعلاقات المتوترة بالفعل مع مصر بتصريحاته الأخيرة، وحدد نتنياهو الخطوط الحمراء لإسرائيل في المفاوضات مع حماس، ومن بينها أن إسرائيل ستمنع تهريب الأسلحة لحماس عبر الحدود مع مصر.
وقال المسؤولون: إن تعليقات نتنياهو كانت ضارة بالمحادثات بين إسرائيل والمصريين، وربما يكون لها بالفعل تأثيرًا سلبيًا على فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن.
ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية طارق فهمي: إن الجانب المصري لن يوافق على المقترح الإسرائيلي لإنشاء حواجز تمنع دخول المساعدات لقطاع غزة سوى بموافقة إسرائيلية، حيث ترفض القاهرة في الأساس تواجد إسرائيل بقطاع غزة، والمقترح الإسرائيلي بدوره هو سعي للسيطرة واحتلال قطاع غزة، وبالتالي سيتم رفض المقترح من قبل القاهرة.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: أن الوضع الحالي من استفزاز يقوم به نتنياهو ومعه الوزراء المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية تجاه مصر لن يتم الرد عليه، خاصة وأن القاهرة لن ترد بالمثل وموقفها ثابت دومًا، والقضية الفلسطينية قضية أمن قومي مصري، وبالتالي لن تكترث القاهرة بتصريحات نتنياهو التي يسعى من خلالها إلى جر مصر نحو حرب كلامية.
بينما يرى الباحث السياسي عادل الزعنون، أن منذ سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر في مايو الماضي، بعد الإعلان عن بدء عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوبي غزة، وهي الخطوة التي لاقت تنديدًا من القاهرة، ودفعتها إلى إغلاق المعبر ومنع دخول أي مساعدات من خلاله، في إشارة واضحة لرفض القاهرة احتلال قطاع غزة.
وأكد الزعنون - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن مصر تشدد على موقفها الثابت والقائم على عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه، والجانب المصري أعلن بشكل واضح من قبل رفض مصر بناء حاجز جديد على الحدود مع قطاع غزة.