محادثات وقف مستمر.. هل يوافق نتنياهو على صفقة الأسرى؟
محادثات وقف مستمر.. هل يوافق نتنياهو على صفقة الأسرى؟
يبدو أن أزمات الداخل الإسرائيلي تؤثر بشكل كبير على الهدنة التي من المقرر أن تكون على رأس الأزمات في الوقت الحالي، خاصة وإن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى بشكل واضح لأن تنهي أزمة ملف قطاع غزة قبيل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل كورقة رابحة في الانتخابات للرئيس الحالي جو بايدن.
وتضغط الولايات المتحدة وعدد من القوى السياسية في إسرائيل علي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتواصل مع حركة حماس والبدء في المفاوضات التي بدورها تنهي الصراع وتعيد الرهائن بعد ما يقرب من 10 أشهر على الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر.
إبرام صفقة مع حماس برعاية واشنطن
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وقادة الأمن والجيش يؤيدون إبرام صفقة مع حركة حماس، ويرون أن الظروف نضجت وقد تكون آخر فرصة لذلك، وفي ذات السياق، كشف استطلاع رأي للقناة الـ 12 الإسرائيلية، أن 66% من الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى صفقة مع حركة حماس، فيما ما نسبته 54% من الإسرائيليين يعتقدون أن على نتنياهو عدم السفر لواشنطن والبقاء لإبرام صفقة.
فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو متردد بشأن التصديق على الصفقة مع حماس قبل سفره إلى واشنطن هذا الأسبوع، وأضافت الهيئة، أن نتنياهو لم يأذن بعد لوفد المفاوضات باستئنافها ووضع اللمسات الأخيرة على الصفقة المرتقبة.
وقد قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره بين إسرائيل وحماس أصبح "يلوح في الأفق"، مضيفًا أن المفاوضين "يتجهون صوب الهدف النهائي".
تصعيد حاد في القطاع
وقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أنها أحصت 38919 قتيلاً منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل، وقالت الوزارة - في بيان-، في اليوم 288 للحرب على غزة، إن 71 شخصًا على الأقل قتلوا خلال 48 ساعة حتى صباح السبت.
وشهدت الساعات الماضية تصعيداً مثيراً حيث قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي حي تل الهوى، جنوب غربي مدينة غزة، ونقل مسعفون من الهلال الأحمر 6 قتلى جراء استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين في محيط كلية المجتمع بالحي، إلى مستشفى المعمداني.
كما إن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت منزلا مأهولا بالسكان يعود لعائلة أبو سدرة بالنصيرات مخيم 2، في محيط مسجد مراد الطلاع وسط قطاع غزة؛ ما أدى لمقتل وإصابة عدد من المواطنين، فيما ما يزال البحث جار عن مفقودين.
ويقول الباحث السياسي الدكتور هاني المصري: إن نتنياهو متردد بشأن التصديق على الصفقة مع حماس قبل سفره إلى واشنطن هذا الأسبوع، ويريد الذهاب الي الكونجرس الأمريكي أولاً ومن ثم البدء في تقرير مصير الحرب حتى يكسب نتنياهو الوقت، وكذلك السعي نحو استكمال الحرب التي بدورها فرصة ذهبية له لعدم ملاحقته قانونياً بتهم تتعلق بالفساد، وكذلك التخاذل نحو عملية طوفان الأقصى.
وأضاف المصري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن نتنياهو قرر إنهاء اجتماع دعا إليه بسبب رئيس أركان جيش الاحتلال هارتسي هاليفي، الذي قال خلال الاجتماع الذي دعا إليه نتنياهو، إنه يجب التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى الآن، حيث يرى قادة الجيش الإسرائيلي أن الفرصة السانحة من خلال المفاوضات الجارية، هي الأكثر ملاءمة منذ بدء محادثات الأسرى، غير أن نتنياهو يواجه اتهامات بعرقلتها خوفًا من الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وقال محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني: إن العالم أجمع يسعى لهدنة معلنة وصفقة لتبادل الأسرى إلا نتنياهو حتى أن الداخل في إسرائيل يرى أن الوضع حالياً لا يسمح باستمرار الحرب، ولكن نتنياهو لا يهتم سوى بمصالحه الشخصية في ظل تصعيد خطيراً من القوات الإسرائيلية يومياً.
وأضاف الهباش - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن هناك فرصة حالية في الـ 24 ساعة القادمة بشأن إعلان الصفقة، حيث إن اجتماع القاهرة الرباعي كان ناجحاً بشكل كبير للتوافق والوضع الآن في الداخل الإسرائيلي والعالم في انتظارهم، خاصة وأن حماس وضعت إسرائيل أمام العالم حالياً بالموافقة على الهدنة.