مصر والإمارات كلمة السر.. درنة تبدأ النضال للعودة للحياة مرة أخرى
تعد مصر والإمارات كلمة السر في عودة اللحياة مرة أخرى لدرنة
في ليبيا بدأت مرحلة النضال والتعافي من الفيضانات القاتلة، ليتجاهل سكان ردنة حزنهم وألمهم على خسائرهم ومنازلهم وممتلكاتهم وأحبائهم التي كانت موجودة قبل 3 أسابيع، حيث تظهر المشاهد المروعة للدمار عند أبواب درنة المنكوبة.
رحلة العودة
وأفادت شبكة "إن بي آر" الدولية، أن قلب المدينة اختفى بشكل كامل، لم تعد هناك أي معالم ولا منازل يوجد فقط حطام وسيارات مدمرة وكأن قذيفة ضخمة ألقيت على المدينة نسفتها في غضون ثوانٍ معدودة، لقد جرفتها الفيضانات بالكامل، ولكن مع نضال ما تبقى من سكان لن تموت درنة وستعود.
وتابعت أنه عند رؤية المدينة من الصعب تصديق أنها كانت ثمة حياة فيها، فلا يزال الآلاف في عداد المفقودين، والفوضى في كل مكان، ونزوح أكثر من 40 ألف شخص، حيث تحولت بعض المناطق في المدينة المنكوبة لمناطق مهجورة، يخشى الكثيرون التوجه إليها حتى في الصباح.
وأوضحت أن روسيا ومصر والإمارات كانوا الأكثر والأسرع في تقديم المساعدات، ولا تزال مصر والإمارات متواجدتين تقدمان كافة أشكال الدعم للمتضررين، فهما موجودتان لتحقيق الاستقرار في شرقي ليبيا، وقد تكون الدولتان كلمة السر في إعادة إحياء درنة مرة أخرى، حيث تستمر كِلا الدولتين في تقديم مساعدات ضخمة سواء عينية أو لوجيستية، من خلال الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية والجيش المصري.
وأشارت الوكالة، أن ما شهدته ليبيا كارثة إنسانية قياسية ومثالية، فالعاصفة كانت قوية للغاية وناجمة عن تغيرات المناخ، وتفاقمت أحداثها مع انهيار السدود.
وصف مسؤول كبير في الأمم المتحدة في ليبيا كيف أن آلاف الأشخاص في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا "فقدوا كل شيء" بعد أن اجتاحت الفيضانات مدينة درنة.
وهطلت أمطار غزيرة ناجمة عن العاصفة دانيال عبر البحر الأبيض المتوسط في وقت سابق من هذا الشهر، وضربت اليونان وتركيا وبلغاريا، وبعد ذلك كانت كارثة درنة، المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في ليبيا.
موت ودمار
وأكدت صحيفة "مترو" البريطانية، أن المياه تسببت في الموت والدمار والخراب في ليبيا، حيث جرفت جدران المياه الشاهقة الآلاف إلى البحر الأبيض المتوسط، حسبما صرحت رنا قصيفي، مساعدة رئيس بعثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا.
وتقول: "ما رأيته في درنة لم يكن مثل أي شيء رأيته خلال 19 عامًا من العمل في المجال الإنساني، وقد عملت في العديد من البلدان التي مزقتها الصراعات والدمار".
وأضافت: "رأيت طرقًا انقسمت إلى نصفين، وصخورًا ضخمة تتساقط من الجبال المجاورة، ومنازل مدمرة بالكامل، وغرقت، ومغمورة تحت الماء".
وتقول الأمم المتحدة إنه مع تدمير أحياء بأكملها، ارتفع عدد القتلى إلى ما يقرب من 4000 شخص، لكن من المرجح أن يكون الرقم أعلى بكثير. ولا يزال أكثر من 9000 شخص في عداد المفقودين.
بالنسبة لكسايفي، كان المزاج السائد على الأرض هو "التدمير والخراب"، مضيفة: "لقد فقد الأشخاص الذين نلتقي بهم ونساعدهم كل شيء: منازلهم، وسبل عيشهم، ومجتمعاتهم، وليس أقلها أحباءهم، إنهم يتعاملون مع الكثير من الخسارة والألم".
وتابعت: "لا تزال الصدمة واضحة على وجوههم لأن المحنة التي لا يمكن تصورها والتي مروا بها أثرت بشدة على صحتهم العقلية."
وبينما حث الجيش الناس على إخلاء درنة، اختار البعض البقاء والبحث عن أفراد أسرهم المفقودين.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة، وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، إن ما لا يقل عن 43 ألف شخص نزحوا بسبب العاصفة.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة: "يقال إن نقص إمدادات المياه يدفع العديد من النازحين إلى الخروج من درنة إلى البلديات الشرقية والغربية".
ويضيف قصيفي أن أولئك الذين تركوا منازلهم يضطرون إلى "البقاء على قيد الحياة في بيئات جديدة وغير مألوفة مع القليل جدًا".
وتابع: "في الوقت الحالي، يبدو الأمر وكأن الناس يحاولون فهم العواقب والتركيز على لم شملهم مع عائلاتهم، أو العثور على أعضائهم المفقودين أو دفن موتاهم، سوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يعود الشعور بالحياة الطبيعية إلى حياتهم اليومية."
ويقول قصيفي: إن حوالي 10 آلاف مريض في مستشفى درنة الميداني تلقوا الأدوية الأساسية في نهاية الأسبوع الماضي. تم نصب قاعات فرك فوق مولدين للمساعدة في توفير العلاج.
خطر انتشار الأوبئة
ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن "الأزمة المدمرة الثانية" تتجه نحو ليبيا إذا لم يتم بذل ما يكفي لمساعدة المتضررين من الفيضانات والمرض.
قال مركز مكافحة الأمراض في ليبيا: إن أطقمه تقوم بتمشيط المسطحات المائية بحثًا عن "الحشرات الحاملة للأمراض" مع تزايد المخاوف بشأن المياه الملوثة.
وينصح المسؤولون الناس بشرب المياه المعبأة في زجاجات بدلا من مياه الشرب العادية، لكن الحصول على الإغاثة مثل المياه النظيفة أسهل مما يبدو، ففي أعقاب ثورة الربيع العربي التي أطاحت بمعمر القذافي، انقسمت ليبيا بين حاكمين متنافسين.
خطر جديد
وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه وفقًا لشهادات الليبيين، فإن العديد من سكان المناطق الساحلية أصبحوا يخشون مخاطر الفيضانات مع ارتفاع منسوب مياه البحر، وغالباً ما يتم بناء البلدات على طول مجاري الأنهار الجافة التي تغمرها المياه.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنه لو تمكنت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية في البلاد من إصدار تحذير، لكان بإمكان مسؤولي الطوارئ تنفيذ عملية إخلاء جماعي وإنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح.
يقول قصيفي: "إن مزيجاً من النزاع والافتقار إلى البنية التحتية للحماية الاجتماعية يضع البلد في حالة ضعف شديد في مواجهة الأحداث المناخية القاسية".
وتقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: إنه على الرغم من أن تغير المناخ قد يعني عددًا أقل من العواصف في منطقة البحر الأبيض المتوسط في المستقبل، إلا أنها ستصبح أكثر قوة.