تقارُب مصري-تركي.. مصير غامض يواجه جماعة الإخوان الإرهابية

يواجه جماعة الإخوان الإرهابية مصير غامض

تقارُب مصري-تركي.. مصير غامض يواجه جماعة الإخوان الإرهابية
صورة أرشيفية

لا تزال العلاقات بين مصر وتركيا في تطور متسارع، فبعد عودة التمثيل الدبلوماسي بين الدولتين وترشيح السفير المصري عمرو الحمامي لتمثيل بلاده لدى أنقرة، وفي المقابل رشحت تركيا صالح موتلو شن سفيراً لها لدى القاهرة، أعلن البلدان مؤخراً رفع مستوى التبادل التجاري بينهما وزيادة التنسيق والتعاون السياسي والاقتصادي، فضلاً عن أنباء ترددت قبل يومين عن اقتراح لعقد قمة مشتركة بين مصر وتركيا واليونان وقبرص بهدف التنسيق حول منطقة شرق المتوسط. 

علاقات متبادلة 

الخطوات المصرية والتركية تعكس رغبة متبادلة لتجاوز خلافات الماضي وطي صفحة الأزمة التي امتدت لنحو عقد من الزمن، يبقى العديد من التساؤلات مطروحاً للنقاش فيما يتعلق بالمصير المحتمل لجماعة الإخوان، التي تتلقى دعماً كبيراً من أنقرة منذ أعوام، وتحتضن العشرات من قيادات التنظيم معظمهم مطلوب لدى جهات التحقيق في مصر. 
 
تخلٍّ عن الجماعة الإرهابية  

وتعكس الإشارات من جانب تركيا تخليها عن الدعم المعلن لجماعة الإخوان، لصالح التفاهمات مع القاهرة، لكن حتى الآن لم تصدر أيّ تصريحات رسمية من جانب الحكومة التركية لتوضيح موقفها من الجماعة، في حين تشير أغلب التقديرات إلى استمرار سياسات أنقرة بخصوص إيواء قيادات التنظيم والاكتفاء بإجراءات وقف البث الإعلامي للجماعة والتحذير من مهاجمة القاهرة. 


 
ما مصير الإخوان؟ 

إنّ أنقرة قد اكتفت بوقف النشاط الإعلامي للإخوان، وطالبت بعض المطلوبين قضائياً على أراضيها بمغادرة البلاد، كحد أدنى لمطالب القاهرة في هذا الملف، وهو إجراء قد يترتب عليه إجراءات أكثر حسماً ضد التنظيم في المستقبل، ويبقى هذا السيناريو بعيداً في ضوء استمرار أنشطة التنظيم كاملة على الأراضي التركية. 
 
وكانت مصادر قريبة من التنظيم قد تحدثت لـ (حفريات) في وقت سابق عن تكثيف أنشطة الإخوان داخل إسطنبول في الوقت الحالي، وتنوع البرامج التي تقدمها المؤسسات والمنظمات التابعة للجماعة بين تدريبات بدنية وأخرى معلوماتية، فضلاً عن عقد اجتماعات دورية لعناصر التنظيم على مرأى ومسمع من السلطات التركية. 
 
صدمات مستمرة 

يقول طارق البشبيشي، القيادي الإخواني السابق: إن الجماعة الإرهابية تعيش على صدامات الدول وصراعاتها وحروبها، فإذا تحولت علاقات الدول من الصدام إلى التقارب والتعاون، تكون جماعة الإخوان هي الخاسر الأكبر منه. 
 
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر" أن الهشاشة التي وصل إليها تنظيم الإخوان، كبيرة فمع الضربات المتلاحقة للتنظيم داخل مصر، تأتي ضربة الدولة الحاضنة، وزيادة المخاوف والتوترات بعد تقارب الدولتين، وهو ما كان له أثر على مستقبل الجماعة، ظهر مع أنباء محاولة الجماعة ترتيب أمورها، والهروب إلى حواضن غير تركيا فمع عودة المياه إلى مجاريها بين القاهرة وأنقرة، يتوقع أن تفرض تركيا قيوداً جديدة على أنشطة الجماعة وعناصرها، فأخذت الجماعة تستعد  لـ "هروب كبير" من تركيا بحثاً عن ملاذات جديدة. 
 
ولفت أنّ الجماعة، على مستوى كوادرها في إسطنبول، قد واجهت ظروفاً في منتهى القسوة، بسبب الخلافات الشخصية، والحروب الإعلامية، وحروب المصالح الشخصية، ومات الإخواني محمد الجبة من إهمال الجماعة لظروفه الصحية، وتعرّض الإخواني محمد شومان لأزمات صحية كادت تودي بحياته وغيرها من الأزمات التي عصفت بالجماعة في تركيا.