عيد الأضحى.. دول عربية غابت عنها بهجة العيد وتصاعدت نيران الخلافات والأزمات

يحل عيد الأضحي علي بعض الدول العربية وهي تعاني ويلات الحروب

عيد الأضحى.. دول عربية غابت عنها بهجة العيد وتصاعدت نيران الخلافات والأزمات
صورة أرشيفية

رغم نفحات عيد الأضحى المبارك الذي تحتفل به عدة دول بالعالم، تغيب تلك الاستعدادات المبهجة عن بعض شعوب بلدان أخرى عربية بسبب الأزمات الطاحنة والنزاعات المسلحة.

لبنان

ومن بين البلدان المشتعلة بالأزمات، هي لبنان، حيث تشهد حالة من الفراغ السياسي بعد اعتذار زعيم تيار المستقبل اللبناني،  سعد الحريري، عن تشكيل الحكومة، منذ أيام، بعد أن رفض الرئيس ميشال عون التشكيلة الوزارية التي قدمها، وطالبه بإدخال "تعديلات جوهرية"، مؤكدا أنه كان من الممكن وضع حد "للانهيار المريع" في لبنان، "لولا تعنت البعض وأنانيته". 

وفي الوقت نفسه، تعاني لبنان من استغلال حزب الله المدعوم من إيران، والذي تسبب في كوارث عديدة بالبلاد، آخرها تمسك الحزب باستيراد الوقود من طهران، في ظل معاناة البلاد التي تناضل أسوأ أزمة اقتصادية وسياسية منذ عقود، وذلك على الرغم من تأكيد وزير الطاقة اللبناني أن بيروت لن تتفاوض مع إيران لاستيراد الوقود.

ويشهد الشعب اللبناني معاناة مستمرة منذ أشهر عديدة، بسبب انهيار الأوضاع الاقتصادية والصحية والاجتماعية، وتدهور الليرة أمام الدولار، ليشهد احتجاجات عديدة باستمرار، جراء تفشي كورونا وقطع الكهرباء وغلاء الأسعار.

العراق

لم يختلف حال العراق كثيرا عن لبنان، بسبب التدخل الإيراني المستميت في شؤونه، لتنشر به العديد من الميليشيات والأطراف الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار فيه، رغم محاولات رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي المستمرة لدعم بلاده وحمايتها.

وفي الآونة الأخيرة، توالت حوادث اندلاع الحرائق في مناطق عراقية مختلفة، خاصة بعد فاجعة حريق مستشفى الناصرية الخاص بمرضى فيروس كورونا المستجد، والذي سقط ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، ليشهد مطار المثنى إحباط محاولة حريق آخر، فضلا عن اشتعال أحد مستشفيات مدينة النجف، واحتراق فندق في كربلاء، ليظهر كونها حوادث ممنهجة ومنظمة تورطت فيها أطراف خارجية.

وفي الوقت نفسه، تشهد البلاد موجة من اختطاف وقتل النشطاء، حيث أثارت قضية مقتل الناشط هشام الهاشمي مجددا جدلا كبيرا بالبلاد بعد ثبوت تورط ضابط بالقوات المسلحة العراقية فيها كان على علاقة بحزب الله.

اليمن

ومن العراق إلى اليمن، تشتعل الأوضاع أيضا، ليشهد جنوب البلاد كوارث عديدة في ظل مساعي الحوثي للسيطرة وتحالفه مع الإخوان، وسط تصد من قوات دعم الشرعية والقوات الوطنية لذلك، حيث استعاد الجيش اليمني مناطق ومواقع استراتيجية جديدة جنوب غرب محافظة مأرب، وتحرير معظم المواقع غرب مديرية رحبة ومناطق أخرى في جبهة المشيريف الفاصلة بين محافظتي مارب والبيضاء، حيث يهاجم الحوثيون مأرب، منذ فبراير الماضي، إلا أنهم لم يحرزوا أي نجاح ولكن تكبدوا خسائر فادحة، حيث قتل أكثر من 120 مدنيا، من بينهم 15 طفلا، وأصيب أكثر من 220 في مأرب، بحسب بيانات الحكومة.

ونشر المركز الإعلامي للجيش اليمني، مشاهد مصورة لما وصفها بـ "أعنف المعارك" التي يخوضها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهات جنوب البلاد.

فيما تواصل ألوية العمالقة الجنوبية والقوات المشتركة في محافظة البيضاء، وسط اليمن، تقدمها ضد ميليشيات الحوثي، وتمكنت من تحرير وتأمين "مثلث وجبل الجماجم" الاستراتيجي، و"جبلي العلي والسَلَم" في مديرية الزاهر، واستعادت أسلحة وكميات من الذخائر المتنوعة خلفتها ميليشيا الحوثي بعد فرارها.

ليبيا

وفي الوقت نفسه، تشهد ليبيا صراعا ضخما بين عدة أطراف داخلية، في ظل مساعيها لإتمام الانتخابات في موعدها المحدد لاختيار سلطة جديدة، وسط مساعي تركيا لاستغلال الأوضاع وتعنتها من أجل ضمان البقاء بالبلاد لاستغلال مواردها والتدخل في شؤونها الخاصة، لذلك تضغط على وكلائها لإقرار الميزانية دون التعديلات التي طلبها مجلس النواب، لضمان عدم صرف الأموال في غير صالح الليبيين، ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للحصول على تعويضات ضخمة من الشركات الليبية لدعم اقتصاد بلاده المنهار، بسبب تراجع العملة التركية بشدة وارتفعت نسب البطالة عبر استغلال اتفاقيات تعاون اقتصادي مع رئيس المجلس الرئاسي السابق فايز السراج.

وظهرت تلك المحاولات التركية في إعلان رئيس مجلس الأعمال التركي الليبي مرتضى قرنفيل، أن الحكومة الليبية ستسرع إجراءات صرف 1.1 مليار دولار للشركات التركية كأول إجراءاتها بعد إقرار الميزانية العامة، مضيفا أن قيمة خطابات الضمان الخاصة بتلك المشاريع تصل إلى 1.7 مليار دولار، بينما تصل قيمة الأضرار الخاصة بالآلات والمعدات 1.3 مليار دولار.

سوريا

على مدى حوالي 10 أعوام، مازالت تستمر الأزمة السورية دون حل، رغم إعادة انتخاب بشار الأسد قبل أسابيع، حيث تشهد حالة من التناحر بين القوات العسكرية الوطنية وأخرى للمقاومة، بينما استغلت عدة أطراف تلك الأوضاع لمصالحها الخاصة وتفتيت البلاد، على رأسهم تركيا التي نقلت أغلب السوريين كمرتزقة إلى ليبيا، فضلا عن ملاحقة معارضيها فيها من أعضاء حزب العمل الكردستاني.

ورغم محاولات عدة دول عربية وأجنبية لحل الأزمة السورية إلا أنه لم تتمكن أي مبادرة من التوافق بين أطراف النزاع في البلاد، ليستمر مشتعلا مع نزوح ملايين المواطنين من البلاد.