زيارة أردوغان لقطر.. لا صفقات مالية تنقذ الرئيس التركي وخيبة أمل مع السعودية
تتزايد الخيبات التي يتلقاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
طجاءت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة القطرية الدوحة، مؤخرًا، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية التركية، وتكشف شبكة "هاوار نيوز" الكردية فى تقرير بنسختها الإنجليزية عن نهاية زيارة أردوغان وأهدافه منها.
وتقول الشبكة الكردية: إن هذه الزيارة أعقبها وصول الأمير السعودي محمد بن سلمان، الذي لم يكن مكترثًا بلقاء أردوغان.
دون صفقات حقيقية
وتشير "هاوار" إلى أن زيارة أردوغان الأخيرة إلى قطر لم تشهد الإعلان عن صفقات كبيرة أو أي مؤشر على أن الدوحة ستزيد مساعدتها المالية، في وقت تواجه فيه تركيا أكبر أزمة اقتصادية في تاريخها وتكاد تنهار.
وبحسب البيان الصادر عن وكالة الأنباء القطرية، وقع أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد عدة اتفاقيات في مجالات تتراوح من الإعلام إلى إدارة الكوارث، وتعهدا بـ"استكشاف المزيد من السبل" لدعم العلاقات الاقتصادية والتنسيق المالي.
وقال بيان مشترك: إن قطر وافقت على تمديد اتفاقية مبادلة العملات مع تركيا، والتي ضاعفتها الدوحة ثلاث مرات إلى 15 مليار دولار العام الماضي. ويهدف الاتفاق إلى تعزيز احتياطيات تركيا الأجنبية واستقرار الليرة، إلا أن البيان لم يشر إلى زيادة مقدار المساعدة المالية المباشرة، وهو ما أكدته وكالة رويترز.
وقبل مغادرته الدوحة، زار أردوغان الجنود الأتراك في القاعدة العسكرية، وقال في كلمة: "لا نفصل بين أمن واستقرار قطر وأمننا واستقرارنا".
زيارة اقتصادية بحتة
وحول أهداف هذه الزيارة، قال الباحث في العلاقات الدولية طارق وهبي: "إن الهدف المبدئي من الزيارة اقتصادي بحت، وأساسها رفع نسبة الاستثمارات القطرية في تركيا، خاصة في المشاريع العقارية والمتوسطة والصناعات الكبيرة التي تشتهر فيها تركيا بكونها خزانًا لقطع الغيار في قطاع السيارات لأوروبا"، حسبما نقلت "هاوار".
وأضاف: أن "هذه الزيارة المبرمجة تأتي أيضا بعد زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد إلى تركيا وعودة قطر بعد عزلها عن دول مجلس التعاون الخليجي".
أزمة تركيا وتراجع الليرة
وحول الارتباط بين هذا والأزمة الاقتصادية التركية قال وهبي: "إن تراجع الليرة التركية أمام العملات الدولية يمثل مشكلة كبيرة للاقتصاد التركي الذي يعتمد على إدخال الدولار من خلال تجارته"، مضيفا أن الزيارة ربما تأتي لتعويم جزء من الاقتصاد التركي.
وأوضح أن "قطر تسعى لامتلاك عدد كبير من المنشآت السياحية كالفنادق أو الشقق المفروشة. كما أن لديها طموحات لبعض الصناعات الغذائية التي تعتبر ناجحة ومربحة وقابلة للتطوير".
قطر ترفض الإقراض
ويبدو أن قطر بدأت التخلي عن تركيا المطحونة بالأزمات، خصوصا وأنها رفضت إقراض تركيا من جديد، وشدد وهبي، في هذا السياق، على أن "تركيا كانت تطلب أموالا كقروض ميسرة لقطاعها التنموي، وتحديدا النقل، لكن قطر فضلت الانتظار حتى يكون لديها مؤشرات أفضل من حيث إعادة هذه القروض في المستقبل، لكنها شددت على أنها ليست كذلك".
جوانب معقدة وأزمة أردوغان الشخصية
كما أشار التقرير إلى أن هذه الزيارة تأتي بعد تحولات سياسية في المنطقة، حيث تسعى تركيا لكسر العزلة العربية لكنها فشلت مع مصر، ولم تنجح المحادثات الاستكشافية بين الجانبين في تحقيق تقدم حتى الآن، ولم يتحول التفاؤل التركي بشأن التقدم في المحادثات مع الإمارات إلى شكل فعلي.
وفي هذا السياق قال وهبي: "الجانب السياسي من الزيارة مهم، خاصة بعد لقاء العلا في المملكة، والذي أدى إلى مصالحة بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي التي كانت على خلاف مع قطر في قضيتين رئيسيتين: العلاقة مع إيران وحماية الإخوان المسلمين، ولأن علاقة تركيا بقطر لم تنقطع، بل عميقة من خلال إنشاء قاعدة تركية في قطر لتدريب القوات العسكرية في جميع القطاعات، حتى البحرية، وقد سعت تركيا إلى المغازلة السياسية عبر قطر، واستعراض تجربتها الناجحة من أجل البناء على قبول التقارب مع الإمارات أولاً ثم مصر ثم السعودية.
وأضاف وهبي: "لكن الحسابات ليست دائما سهلة. الأمور معقدة أولا بسبب شخصية الرئيس أردوغان الذي لا يزال يسعى لترسيخ نفسه كسلطان للمسلمين".
لامبالاة السعودية تجاه تركيا
تزامنًا مع زيارة أردوغان للدوحة، وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى العاصمة القطرية، في إطار جولته الخليجية.
وبحسب التقارير، سعى أردوغان لعقد لقاء مع الأمير السعودي في الدوحة.
وتشير هذه التقارير، بحسب صحيفة العرب، إلى أن الأمير لم يكن متحمسًا لهذا الاجتماع، ما يعني أن الرياض تعتقد أن وقت التقارب مع أنقرة لم يحن بعد.
وقالت مصادر لـ "رويترز": إن الرئيس التركي سعى للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قطر، لكن عدم التوافق في برامجهما حال دون ذلك.
وقال مسؤول تركي وخليجي آخر مطلع على خطط الزيارة: إن هناك مناقشات لعقد اجتماع بينهما في قطر، لكن "لم يكن هناك اتفاق في البرامج".