تصعيد في البحر الأحمر: القوات الأمريكية تسقط طائرات مسيرة حوثية.. وخبراء: خطوة حاسمة

تصعيد في البحر الأحمر: القوات الأمريكية تسقط طائرات مسيرة حوثية.. وخبراء: خطوة حاسمة

تصعيد في البحر الأحمر: القوات الأمريكية تسقط طائرات مسيرة حوثية.. وخبراء: خطوة حاسمة
صورة أرشيفية

في تصعيد جديد للتوترات في منطقة البحر الأحمر، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن إسقاط طائرات مسيرة تابعة لميليشيا الحوثي. هذه العملية جاءت في ظل تصاعد الهجمات الحوثية ومحاولاتهم المتكررة لتعطيل الملاحة الدولية في هذه المنطقة الحيوية، فما هي تفاصيل هذه العملية؟ وما تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي؟

*تفاصيل العملية*

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن نجاحها في إسقاط ثلاث طائرات مسيرة تابعة لميليشيا الحوثي كانت تحلق فوق المياه الدولية في البحر الأحمر .

ووفقًا لبيان القيادة، تم تنفيذ العملية بواسطة طائرات مقاتلة أمريكية كانت تقوم بدوريات روتينية في المنطقة، وكانت الطائرات الحوثية المسيرة تحمل مواد متفجرة ويبدو أنها كانت تستهدف سفناً تجارية تمر عبر الممر المائي الحيوي.

*تزايد التهديدات الحوثية*

تشكل الهجمات الحوثية باستخدام الطائرات المسيرة تهديدًا متزايدًا للملاحة الدولية في البحر الأحمر. هذه الهجمات تعكس استراتيجية الحوثيين لتعطيل التجارة العالمية وفرض سيطرتهم على المنطقة. تصاعدت هذه الهجمات خلال الأشهر الأخيرة، حيث سجلت تقارير استخباراتية زيادة في عدد الطائرات المسيرة التي تطلقها الميليشيا من قواعدها في اليمن باتجاه البحر الأحمر.

*الأبعاد الاستراتيجية*

تأتي هذه العملية في سياق أوسع من التنافس الإقليمي والدولي على النفوذ في منطقة البحر الأحمر، يعد البحر الأحمر ممرًا حيويًا للتجارة العالمية، حيث يمر عبره جزء كبير من النفط والغاز العالميين، بالإضافة إلى البضائع التجارية. لذلك، فإن أي تهديد للملاحة في هذه المنطقة يمكن أن يكون له تداعيات اقتصادية وأمنية كبيرة على المستوى الدولي.

لم تكن هذه العملية الأولى من نوعها، حيث سبق للولايات المتحدة أن أسقطت طائرات مسيرة حوثية في المنطقة. 

ومع ذلك، يبدو أن التصعيد الأخير يعكس رغبة الحوثيين في زيادة الضغط على المجتمع الدولي لتحسين موقفهم التفاوضي في محادثات السلام اليمنية. من جهتها، تعتزم الولايات المتحدة مواصلة جهودها لتأمين المنطقة بالتعاون مع حلفائها، مؤكدةً أنها لن تتهاون في حماية الملاحة الدولية.

*خطوة حاسمة*

من جانبه، يرى اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الاستراتيجي، أن إسقاط الطائرات المسيرة الحوثية من قبل القوات الأمريكية يمثل خطوة حاسمة في تأمين الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر، مضيفًا، أن هذه المنطقة تعتبر شريانًا أساسيًا للتجارة العالمية، وأي تهديد للملاحة فيها يمكن أن يسبب اضطرابات كبيرة في الاقتصاد العالمي.

وأضاف عبد الواحد - في حديثه لـ"العرب مباشر"-، الحوثيون يعتمدون بشكل متزايد على الطائرات المسيرة لتوجيه ضربات دقيقة واستهداف السفن التجارية، مما يعزز من قدرتهم على تعطيل الحركة التجارية في المنطقة، موضحًا أن تحرك القوات الأمريكية يعكس التزامها بحماية حرية الملاحة الدولية وردع أي محاولات لتعطيلها.

وتابع الخبير الاستراتيجي، هذه العملية تعكس أيضًا تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تُعتبر الأخيرة الداعم الرئيسي للحوثيين في اليمن، من المرجح أن تستمر هذه العمليات في المستقبل القريب، خصوصاً مع زيادة التركيز الدولي على تأمين هذه المنطقة الحيوية.

*الحوثي يزيد من معاناة اليمنيين*

في السياق ذاته، يقول المحلل السياسي اليمني، موسى المقطري، إن العملية الأمريكية الأخيرة ضد الطائرات المسيرة الحوثية تعتبر جزءًا من استراتيجية أوسع للولايات المتحدة لتعزيز أمن المنطقة والحد من النفوذ الإيراني.

وأضاف المقطري - في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، الحوثيون الذين يتلقون دعمًا كبيرًا من إيران، يستخدمون الطائرات المسيرة كجزء من تكتيكاتهم غير التقليدية لمواجهة القوى الإقليمية والدولية.

وتابع المحلل السياسي اليمني، إسقاط هذه الطائرات يرسل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراءات صارمة لحماية مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.
 
من ناحية أخرى، يرى المقطري، أن تصرفات الحوثيين تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية لليمنيين، وأوضح أن عسكرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب تزيد من تكاليف المعيشة وترفع أسعار السلع بسبب تعطل سلاسل التوريد؛ مما يؤدي إلى زيادة تكاليف النقل والتأمين نتيجة المخاطر التي تواجه النقل البحري.