خبير.. الإخوان تعيش حالة من التفكك الداخلي والانقسامات تضرب الجماعة الإرهابية
تضرب الانقسامات والتفكك جماعة الإخوان في الخارج
يعاني تنظيم الإخوان الإرهابي ضعفا هيكليا راكمته عقود من التخبط والأزمات، لكنه يبحث عن فرصة للمصالحة مع القاهرة من بوابة الانقسام، وتعصف الانقسامات بجماعة الإخوان، وتعيش الجماعة الإرهابية في حالة من الترقب والارتباك الداخلي ، على الرغم من أن بياناً لـ"علماء الإخوان" صدر مطلع الشهر الجاري، مؤكداً أن القيادة لإبراهيم منير.
فشل الإخوان
وفشلت محاولة جديدة للصلح بين قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، كانت هذه المرة بقيادة مفتي الجماعة يوسف القرضاوي، وعدد من القيادات التاريخية، لتتحول محاولة الصلح إلى صراع على مدار الأيام الماضية، خلف موجة جديدة من الانشقاقات في القواعد التنظيمية.
ولجـأت الجماعة الإرهابية إلى تشكيل ما سمي "لجنة حكماء"، شملت عددا من قيادات التنظيم الدولي، لحل الصراع الحالي ووضع حد للتراشق الإعلامي المتصاعد بين الطرفين، وشملت اللجنة قيادات من إخوان مصر والأردن والكويت، وجميعهم قيادات بارزة في التنظيم الدولي، فضلا عن رجل الأعمال الإخواني يوسف ندا ومفتي التنظيم يوسف القرضاوي.
وعملت اللجنة خلال الأسابيع الماضية على محاولات تجفيف الخلاف، وإعادته للسرية، وعدم الحديث عنه لوسائل الإعلام أو من خلال البيانات، لكن الجهود فشلت بسبب التزام كل طرف بموقفه الرافض للتنازل عن منصبه والانصياع لقرارات الطرف الآخر، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.
وشهدت الأيام الماضية تصعيد التراشق الإعلامي والاتهامات بين جبهتي حسين ومنير، من خلال البيانات الصحفية، التي كانت أقرب لمعركة جديدة لتأجيج الصراع بهدف تصفية الكتل.
وخلال أسبوع واحد أصدرت جبهة إبراهيم منير 3 بيانات، الأول، رسالة مما أطلقوا عليها جبهة علماء الإخوان، تعلن تأييدها لمنير، والثاني كلمة للمرشد العام على غرار الكلمة الأسبوعية التي كانت تصدر من المرشد محمد بديع بشكل دوري، والثالث، دعوة للقواعد لتوحيد الصفوف، وفي المقابل خرج محمود حسين خلال فيديو أعلن خلاله عزل إبراهيم منير، داعيا إلى انتخاب مرشد جديد.
الجماعة تتآكل
وحسب ما أفاد تقرير لمجلة الإيكونوميست، أنه بعد عقود من تميز الجماعة بتماسكها تنظيمياً، منذ السنوات الأولى لتأسيسها، يبدو أنها باتت الآن تتآكل تحت وقع الخلافات المستشرية بين جناحي إسطنبول ولندن.
وأوضح التقرير أنه يبدو أن الإخوان الإرهابية يعيشون اليوم أصعب الفترات بسبب الصراعات المستعرة على القيادة، بما يتعارض مع المبادئ التي أرساها ونظّر له مؤسسها حسن البنا، إذ بات قادتها يتبادلون الاتهامات والشتائم بين تركيا وبريطانيا، كاشفين عن صفقات ترتبط بالفساد والعمالة لوكالات المخابرات الأجنبية.
وكشف العديد من التقارير عن سلسلة الصراعات التي شهدتها جبهتا الجماعة مؤخرا والتي قد تنتهي بإنشاء فصيلين رسميا، على غرار ما حدث في نهاية الثلاثينيات، حيث أعلنت مجموعة من شباب الإخوان حين انفصالهم عن التنظيم، مطلقين على أنفسهم "شباب محمد"، بقيادة المحامي محمد عطية خميس.
انشقاقات تاريخية
وشهدت الجماعة في الخمسينيات انشقاقا آخر، عندما انفصل قائد التنظيم السري عبدالرحمن السندي، وعدد من كبار مساعديه، ثم تلاه خلاف آخر في التسعينيات، أدى لانشقاق 100 بقيادة محمد رشدي، وإلى ذلك، عمد التنظيم خلال السنوات الأخيرة إلى فصل عدد كبير من قياداته، مثل عبدالمنعم أبوالفتوح لترشحه للرئاسة ضد مرشح الجماعة محمد مرسي، وأبو العلا ماضي لتأسيسه حزب الوسط، ومحمد حبيب نائب المرشد، وإبراهيم الزعفراني وغيرهم.
تفكك داخلي
ويقول الدكتور صبرة القاسمي -الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية: إن القرارات الأخيرة لمرشد التنظيم إبراهيم منير ضد جبهة محمود حسين، تكشف عن حالة التفكك الداخلي في الجماعة الإرهابية، وخاصة أن هذه المجموعة تمثل حجر عثرة أمام سيطرة منير الكاملة على كافة مفاصل التنظيم.
وكشف الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية عن استغلال منير ملف المخالفات المالية والإدارية التي تورط فيها محمود حسين ومجموعته على مدار السنوات الماضية، لتصفية الخصومة معهم، موضحا أن جماعة الإخوان تعيش في حالة من الارتباك والقلق الشديد، وخاصة في ظل هذا التفكك الداخلي الشديد بين جبهاتها.