ميليشيا إيران تواصل جرائمها.. تقارير ومصادر تكشف عن انتهاكات حزب الله في المدن السورية
تواصل ميلشيات إيران الانتهاكات في المدن السورية
لا تزال إيران وميليشياتها تفرض هيمنتها على معظم مناطق نفوذ النظام السوري وتتغلغل في عمق البلاد، وواصلت ميليشيا إيران استيطانها ومخططها الممنهج في سوريا، فهي لم تكتف بحشد عشرات الآلاف من مقاتليها، وتجنيس الآلاف منهم بالجنسية السورية ، وبناء الجامعات والحوزات العلمية الشيعية، وإنما تواصل كذلك استقطاب الآلاف من أبناء الشعب السوري مستغلة تدهور الوضع الاقتصادي وقلة ذات اليد.
مخططات الحرس الثوري
وذكر تقرير لمؤسسة "رؤية" أنه تستمر مخططات الحرس الثوري الإيراني في سوريا حيث تعمل على استقطاب الشباب، بهدف بناء ميليشيات مسلحة مقابل رواتب مغرية، وتارة يستحوذ على ممتلكات العرب السنة خصوصا في شرق سوريا، كما زادت قواتها على خطوط المواجهة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة، وتمتلك إيران 131 موقعًا عسكريًا بين قاعدة ونقطة وجود في عشر محافظات سورية.
ولفت التقرير أن روسيا أيضا التي تحركت في الجنوب السوري بضمانات كبح نفوذ إيران فشلت، فالمشروع الإيراني التوسعي لن يتوقف، وهو اختراق قوات النظام نفسها وعلى رأسها قوات ماهر الأسد، وباتت ميليشيات إيران تتموضع في القنيطرة وفي مناطق محاذية للجولان السوري المحتل، والغريب أن تلك الميليشيات تتلقى الضربات من طائرات الاحتلال الإسرائيلي دون أن تتجرأ على الرد.
وتعتبر مدينة البوكمال في دير الزور أهم نقطة إستراتيجية بالنسبة لنظام الملالي في "قم" وطهران، لأنها عقدة وصل بالطريق البري الواصل بين طهران وبيروت اللبنانية عبر العراق وسوريا، كذلك تشهد البادية السورية تنافسا بين الحلفاء إيران وروسيا، فكل منهما يحاول تعزيز نفوذه في المنطقة على حساب الآخر، كما أنشئ “الحرس الثوري” الإيراني ميليشيا جديدة تدعى “هاشميون” شرق سوريا بهدف حماية ما أسماه “المقدسات الشيعية” في محافظة دير الزور، وقال الناشط والمحلل السوري عهد الصليبي: “المجموعة نشطت خلال الفترة القصيرة الماضية في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي”، وأضاف أنّ “المجموعة مؤلفة من 15 عنصراً جميعهم من عشيرة المشاهدة، ويدّعون أثناء التعريف عن أنفسهم بأنهم من آل البيت، شكلوا مجموعة مسلّحة برعاية ميليشيا (الفوج 47) الإيرانية، واتخذوا من أحد مقراتها في الشارع العام بمدينة البوكمال مركزاً لهم”.
ميليشيات حزب الله
وزار قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني سوريا، مؤكدا أن التقارير الإعلامية التي تتحدث عن خروج إيران من سوريا تقارير وهمية، حيث التقى بالميليشيات الأجنبية الشيعية التي تعربد في سوريا منذ 2012، وذكرت مجموعة “فاطميون” أن إسماعيل قاآني زار سوريا برفقة نائبه سردار فلاح زاده، والتقى الوفد بعدد من قادة لواء “فاطميون” الأفغاني في سوريا، وظهر قاآني داخل غرفة كبيرة مخصصة لإلقاء الدروس الدينية الخاصة بعناصر الميليشيات الإيرانية، وألقى كلمة وهو يجلس على كرسي وطاولة وسط حضور طفيف.
التشييع في سوريا
الميليشيات الموالية لإيران عامة وفاطميون خاصة تعمل في عموم المناطق السورية، مستخدمة سلاحي “المال والتشييع”، وقالت مصادر محلية، إن ميليشيا “فاطميون” التابعة لإيران تجند المئات من أبناء ريف حلب الشرقي، وأصبحت القوة الضاربة الثانية لإيران في سوريا بعد حزب الله اللبناني.
وأضافت أن لواء "فاطميون" قام بإنشاء مكاتب وتقديم أموال للشبان والرجال مقابل التشيع والتجنيد تحت الجناح الإيراني. وتمكنت الميليشيا من تجنيد أكثر من 360 من أهالي مناطق شرقي حلب منذ بداية فبراير الماضي.
وقامت ميليشيا فاطميون بحل اتحاد الفلاحين التابع لحكومة الأسد في مناطق تواجدها بريف الميادين، وبدأت تستثمر الأراضي الزراعية من خلال قيامها بإنشاء ورشات لحراثة الأراضي الزراعية بأسعار أقل من المتعارف عليها، وقدمت عروضاً للفلاحين في المنطقة لدعم محاصيلهم مقابل الاستثمار بحصاد الأراضي الزراعية وعدم بيعها لغيرهم.
كما بدأت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، مؤخراً، باستقطاب النساء في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي وإخضاعهن لدورات ثقافية وتدريبية تحت مسميات إنسانية.
فيما ذكرت مصادر محلية سورية، أن كتائب حزب الله العراقي انتشرت بعمق عشرين كيلومترا في بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي، كما تواصل القوات الإيرانية سعيها لترسيخ نفوذها أكثر فأكثر داخل المناطق التي تخضع لسيطرتها على الأراضي السورية، وذلك عبر طرق وأساليب عدة كعمليات التجنيد واستقطاب الشباب، بالإضافة لكسب ود الأهالي بفعاليات ومساعدات.
جرائم متتالية
وكشف تقرير عن المرصد السوري عن مصادر موثوقة قولها إن الميليشيات الموالية لإيران، من الجنسية السورية والعراقية واللبنانية، بدأت منذُ مطلع فبراير الماضي ، بإنشاء معسكرات تدريبية جديدة في مزارع السيدة زينب وعقربا جنوب دمشق.
وأنشأت حركة النجباء العراقية الممولة من إيران، مقرات عسكرية لها ومراكز تدريب في المزارع الواقعة قرب طريق المطار في بلدة حتيتة التركمان التابعة لغوطة دمشق الشرقية، وصولاً إلى مزارع شبعا.
كما أنشأت الميليشيات قواعد عسكرية جديدة لها في منطقة “وديان الربيع” الواقعة شرق الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وجلبت السوريين المتطوعين في صفوفها إلى المعسكرات الواقعة في قرية وديان الربيع، وذلك لتدريبهم على استخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ولم تكتف بذلك، بل قامت الميليشيات أيضا بجرف عدد كبير من منازل المدنيين في القرية، وحولتها إلى حقول رماية.
وتوسعت عمليات شراء العقارات في مدينة "معظمية الشام" التي هُجر أهلها قبل سنوات وبلدات ومناطق أخرى في الغوطة الغربية، وذلك من قِبل تجار وأشخاص من محافظة دير الزور بأوامر مباشرة من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية.