خبراء: داعش والجماعات الإرهابية تعيد تمركزها في إفريقيا وسط انشغال عالمي

خبراء: داعش والجماعات الإرهابية تعيد تمركزها في إفريقيا وسط انشغال عالمي

خبراء: داعش والجماعات الإرهابية تعيد تمركزها في إفريقيا وسط انشغال عالمي
تنظيم داعش الإرهابي

تشهد القارة الإفريقية تصاعدًا في التحذيرات الأمنية والاستخباراتية بشأن عودة نشاط تنظيم داعش والجماعات الإرهابية، في ظل تصاعد الهجمات المسلحة في مناطق متفرقة من الساحل الإفريقي والقرن الإفريقي ووسط القارة.

ووفق تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات دولية، فإن التنظيمات المتطرفة تستغل هشاشة الأوضاع الأمنية، والصراعات العرقية، وضعف سيطرة الحكومات المركزية على بعض المناطق، لتعزيز وجودها وتوسيع نفوذها.

وأشارت تقارير أممية حديثة، أن تنظيم داعش يعمل على إعادة بناء شبكاته داخل إفريقيا، مستفيدًا من انهيار بعض الأنظمة الأمنية، وانشغال المجتمع الدولي بصراعات إقليمية أخرى، في حين يواصل تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" توسيع عملياته في منطقة الساحل، مما يزيد من خطر انتشار التطرف العنيف.

كما حذرت مراكز أبحاث أمنية من أن بعض الدول الإفريقية أصبحت ملاذًا للجماعات الإرهابية بسبب ضعف الرقابة على الحدود وغياب التنمية؛ مما يوفر بيئة خصبة لتجنيد عناصر جديدة. 

وتشير بيانات صادرة عن معهد الدراسات الأمنية في إفريقيا إلى أن عام 2024 شهد ارتفاعًا بنسبة 35% في عدد الهجمات الإرهابية مقارنة بالعام السابق، وهو مؤشر خطير على عودة النشاط الإرهابي بوتيرة متسارعة.

من جانبها، دعت دول الاتحاد الإفريقي المجتمع الدولي لتكثيف الدعم الأمني والاستخباراتي، وتنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب، مع التركيز على مواجهة الفكر المتطرف عبر التعليم والتنمية. 

كما شددت تقارير أمنية على ضرورة تطوير خطط شاملة تعالج الأسباب الجذرية لانتشار الإرهاب، مثو٩ل الفقر والبطالة والانقسامات السياسية.

ويأتي هذا التصاعد في نشاط الجماعات الإرهابية في وقت تتخوف فيه عدة عواصم أوروبية من امتداد نفوذ هذه التنظيمات إلى مناطق خارج إفريقيا، ما يزيد من التحديات الأمنية عالميًا.

وحذر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية ماهر فرغلي من تصاعد خطر تنظيم داعش والجماعات المتطرفة في القارة الإفريقية، مشيرًا أن هذه التنظيمات تعمل حاليًا على إعادة تمركزها واستغلال حالة الاضطراب السياسي والصراعات المسلحة في عددٍ من دول القارة. 

وأوضح فرغلي -في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"-، أن إفريقيا أصبحت ساحة بديلة للتنظيمات الإرهابية بعد الضربات التي تلقتها في الشرق الأوسط، وهو ما يظهر بوضوح في تزايد العمليات المسلحة في منطقة الساحل والصومال ونيجيريا والكونغو.

وأضاف فرغلي: أن ضعف سيطرة الحكومات على بعض المناطق، وانشغال المجتمع الدولي بأزمات أخرى، وفّر بيئة خصبة للجماعات المتطرفة لإعادة الانتشار والتجنيد.

 وأكد، أن هناك تقارير استخباراتية تشير إلى تنسيق متزايد بين فروع داعش والقاعدة في إفريقيا، وهو ما يشير إلى تحولات خطيرة في طبيعة التهديدات الإرهابية.

وأشار الخبير، أن هذه التنظيمات لا تعتمد فقط على العمل العسكري، بل تسعى لبسط نفوذها من خلال السيطرة على الموارد الطبيعية، وفرض إتاوات على السكان المحليين، واستقطاب الشباب عبر الدعاية الرقمية. 

وحذّر فرغلي من أن استمرار غياب التنمية وضعف البنية الأمنية في القارة سيؤدي إلى تمدد هذه الجماعات بشكل أكبر، ما قد ينعكس على الأمن الإقليمي والدولي.

وأكد أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب استراتيجيات شاملة، لا تقتصر على المواجهة العسكرية فقط، بل تشمل دعم التنمية، وتحصين المجتمعات المحلية ضد الفكر المتطرف، وزيادة التعاون الدولي لتبادل المعلومات الاستخباراتية وملاحقة مصادر تمويل الإرهاب.

حذر الخبير في الشؤون الإفريقية د. عبد السلام التازي من تصاعد نشاط تنظيم داعش والجماعات الإرهابية في القارة الإفريقية، مشيرًا أن التوسع الملحوظ لهذه التنظيمات بات يمثل تهديدًا خطيرًا لاستقرار المنطقة. 

وقال التازي - في تصريحات للعرب مباشر-: إن تزايد العمليات المسلحة في دول الساحل الإفريقي والقرن الإفريقي يعكس قدرة هذه التنظيمات على استغلال الأوضاع السياسية والاقتصادية الهشة، بالإضافة إلى ضعف قدرات بعض الحكومات على بسط نفوذها في المناطق النائية.

وأضاف: أن الجماعات الإرهابية باتت تستخدم إفريقيا كقاعدة استراتيجية لإعادة تنظيم صفوفها بعد الضربات التي تلقتها في مناطق أخرى، لافتًا إلى أن هشاشة الحدود بين الدول وتنامي شبكات التهريب ساعدا في تسهيل تحركاتها. 

وأكد أن هناك دلائل واضحة على وجود تنسيق بين جماعات داعش والقاعدة وفصائل متشددة محلية، ما يشير إلى خطورة المرحلة المقبلة.