خبراء: زيارة ولي العهد السعودي إلى دول شرق المتوسط تعكس دور المملكة الإقليمي

كشف خبراء أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى دول شرق المتوسط تعكس دور المملكة الاقليمي

خبراء: زيارة ولي العهد السعودي إلى دول شرق المتوسط تعكس دور المملكة الإقليمي
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

لا زالت أصداء الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، وبعض دول البحر الأبيض المتوسط تتردد، حيث تأتي الزيارة في وقت يواجه فيه العالم تحديات اقتصادية صعبة بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وما ترتب عليها من نقص في سلاسل توريد الغذاء العالمية.

وأكد الخبراء أن زيارة ولي العهد السعودي لدول شرق البحر الأبيض المتوسط، تعكس دور المملكة الإقليمي وعدم اقتصاره على منطقة الخليج، ودعم شركائها في المنطقة وعلى رأسهم مصر والأردن.

دور إقليمي للمملكة

وقال الدكتور منيف نايف المحلل الإستراتيجي السعودي: إن الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي لكل من تركيا ومصر واليونان والأردن، تأتي في ظل ظروف دولية متداخلة ومعقدة، أفرزتها الحرب الروسية الأوكرانية وألقت بظلالها على منطقة الشرق الأوسط ودول العالم على المستويين الاقتصادي والسياسي، مضيفاً: "حيث نرى بداية ظهور ملامح النظام الدولي الجديد متعدد الأقطاب بعد أن كان حكرا على الولايات المتحدة الأمريكية".

وتابع في تصريحات لـ "العرب مباشر": "ولي العهد يحمل في زيارته الكثير من الملفات الإقليمية سواء على مستوى العلاقات الثنائية بين المملكة، وتلك الدول على حدة أو على مستوى العلاقات البينية بين تلك الدول مع بعضها، فدول المنطقة تمر بكثير من التحديات والتهديدات لأمنها القومي ولاستقرارها السياسي ونموها الاقتصادي وتحتاج إلى تسوية خلافاتها وتنمية شعوبها وتوحيد مواقفها".

وأضاف، أن العالم قد يرى أن المملكة بثقلها الإسلامي والاقتصادي والسياسي مؤهلة لأن تلعب دور الوسيط الفاعل والمؤثر في حلحلة نقاط الخلاف القائم بين تلك الدول، مردفاً: "فهناك نزاع بين تركيا واليونان بسبب المياه الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط والحدود البحرية لتركيا ومصر واليونان خاصة مع وجود الثروات الطبيعية في المناطق المتنازع عليها بين تلك الدول".

وأشار إلى  أن المفاوضات بين مصر وتركيا، وإن كانت قد قطعت شوطا كبيرا وأحرزت تقدما ملموسا في هذا الاتجاه إلا أن هناك بعض الأمور التي يمكن حلها في المنظور القريب . 

كما أن التدخل التركي في كل من سوريا والعراق وليبيا يعد أمرا غير مقبول من قبل الدول العربية عامة والسعودية خاصة، بالإضافة إلى ملفات تتعلق بالتنمية ودعم اقتصاديات المنطقة نعتقد أنها ستكون على جدول أعمال زيارة الأمير محمد بن سلمان لتلك الدول.

زيارة مفاجئة

وأكد مصدر دبلوماسي عربي لـ "العرب مباشر"، أن  الزيارة لم يحدد تاريخ بدئها بعدُ وإن كان من المرجح أنها ستكون في خلال شهر يونيو الجاري وسيبدؤها الأمير محمد بن سلمان بزيارة تركيا بناء على دعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي زار السعودية قبل شهرين تقريبا والتقى خلالها الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. 

في محاولة لتطوير العلاقات السياسية والتجارية التي شهدت توترا بين البلدين منذ 2018، إلا أنها بدأت تتحسن تدريجيا.


وقال نايف: "قد نرى أن الجانب الاقتصادي وإنقاذ الاقتصاد التركي من الانهيار سيكون على قائمة المباحثات بين البلدين فتركيا تعاني من تدني سعر صرف الليرة والتضخم وارتفاع الأسعار ومشاكل كثيرة يواجهها الاقتصاد التركي ستعجز عن حلها دون الدعم السعودي".

وتابع "في مقابل ذلك نعتقد أن ملف التدخل التركي في العراق وسوريا وليبيا والتدخلات التركية في شؤون المنطقة العربية سيكون حاضرا على طاولة المحادثات السعودية التركية كأحد الملفات المهمة في الزيارة".