تُعد الحمى من الأعراض الشائعة التي تُصيب الأطفال الرضع، وقد تكون ناتجة عن أسباب بسيطة مثل التغيرات المناخية أو التطعيم، وأحيانًا تكون مؤشرًا على مشكلة صحية خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا، خاصة إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر.

 في هذا التقرير، نستعرض أبرز أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الرضع، وكيفية التعامل معها بشكل آمن وفعّال في المنزل، ومتى يجب استشارة الطبيب.

ما هي درجة حرارة الجسم الطبيعية للرضيع؟

درجة الحرارة الطبيعية لجسم الرضيع تبلغ حوالي 37 درجة مئوية، لكنها قد تختلف قليلًا خلال اليوم، حيث تكون أقل في الصباح وأعلى قليلًا في المساء. تختلف طرق قياس الحرارة بحسب الموضع:

عن طريق المستقيم: 38° مئوية أو أكثر = حمى

عن طريق الفم أو تحت الإبط: 37.5° مئوية أو أكثر = حمى

متى تُعتبر الحمى خطيرة عند الرضع؟

يجب التعامل مع الحمى بجدية خاصة في الحالات التالية:

الرضع أقل من 3 أشهر: أي ارتفاع في درجة الحرارة يستدعي زيارة الطبيب فورًا.

من 3 إلى 6 أشهر: إذا بلغت حرارة المستقيم 38.9° مئوية أو أكثر.

من 6 إلى 24 شهرًا: إذا استمرت الحمى أكثر من يومين دون أعراض واضحة.

أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الرضع

1. العدوى الفيروسية: مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا.

2. العدوى البكتيرية: مثل التهابات الأذن أو الجهاز التنفسي.

3. بعد التطعيم: ارتفاع طفيف طبيعي ولا يدعو للقلق.

4. أسباب أخرى: مثل ضعف المناعة أو الإصابة بعدوى داخلية.

5. التسنين: لا يُعد سببًا مباشرًا للحمى، لكن قد يتزامن مع أمراض أخرى.

كيفية خفض حرارة الرضيع في المنزل

إذا كانت الحمى خفيفة ولا توجد أعراض مقلقة، يمكن اتباع بعض الإجراءات المنزلية:

1. استخدام الباراسيتامول

يمكن إعطاء الطفل جرعة مناسبة من الباراسيتامول إذا كان عمره أكبر من 3 أشهر.

يجب تحديد الجرعة حسب وزن الطفل، ولا يُعطى إلا بعد استشارة الطبيب.

2. تخفيف الملابس

ارتداء ملابس خفيفة ومريحة.

تجنب تغطية الطفل بطبقات كثيرة حتى لا تحتبس الحرارة.

3. ضبط حرارة الغرفة

التأكد من تهوية الغرفة بشكل جيد.

تجنب الرطوبة العالية والحرارة الزائدة.

4. حمام فاتر

حمام دافئ (وليس باردًا جدًا) يمكن أن يساعد في تقليل الحرارة.

تجفيف الطفل فورًا بعد الحمام وتجنب تعرّضه لتيار هواء.

5. الاهتمام بالسوائل

التأكد من حصول الرضيع على كمية كافية من الحليب (رضاعة طبيعية أو صناعية).

متابعة علامات الجفاف مثل قلة التبول أو جفاف الفم.

متى يجب استشارة الطبيب فورًا؟

إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر وظهرت عليه أي أعراض حمى.

إذا لم تنخفض الحرارة بعد ساعة من إعطاء الدواء.

إذا ظهر على الطفل الخمول الشديد أو النعاس غير المعتاد.

إذا ظهرت أعراض مصاحبة مثل طفح جلدي، قيء، أو ضعف في الشهية.

إذا استمرت الحمى لأكثر من 24 ساعة بدون تحسن.

أخطاء يجب تجنبها عند التعامل مع حرارة الرضع

عدم إعطاء أي دواء دون قياس الحرارة أو استشارة الطبيب.

تجنب استخدام أدوية البالغين للرضع.

الامتناع عن استخدام الثلج أو الكحول لتبريد الجسم.

عدم تأخير التوجه للطبيب عند ظهور علامات خطيرة.

كيفية قياس حرارة الطفل بشكل صحيح

أفضل طريقة للحصول على قراءة دقيقة هي استخدام ترمومتر رقمي عن طريق المستقيم، مع اتباع الخطوات التالية:

تعقيم الترمومتر قبل وبعد الاستخدام.

تغطية الطرف بالفازلين أو مادة مزلقة.

وضع الطفل على بطنه وتثبيته بلطف.

إدخال الترمومتر برفق وانتظار القراءة، ثم إخراجه وقراءة النتيجة.

رغم أن الحمى قد تكون أمرًا شائعًا عند الرضع، إلا أنها أحيانًا تشير إلى مشكلة صحية أكبر، خاصة لدى الأطفال حديثي الولادة. من الضروري معرفة متى يمكن التعامل معها في المنزل ومتى يجب التوجه للطبيب. والحرص على عدم ارتكاب أخطاء قد تضر بصحة الطفل بدلًا من مساعدته.