من اليمن السعيد إلى أرض الخوف.. إرث ميليشيا الحوثي في اليمن

حولت ميلشيا الحوثي الإرهابية اليمن إلي فوضي وخراب

من اليمن السعيد إلى أرض الخوف.. إرث ميليشيا الحوثي في اليمن
صورة أرشيفية

«أرض الخوف» هكذا خلفت ميليشيا الحوثي الإرهابية بقايا اليمن بعد أن كان سعيدًا، فجعلتها عبارة عن أشلاء من حياة، وأعادت البلاد إلى عصور من التخلف والفوضى والتخلف.

مواطنون يمنيون كشفوا عن معاناتهم تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، محملين المجتمع الدولي مسؤولية عدم التدخل على مدار سبعة أعوام لإنقاذهم من براثن الإرهاب الغاشم.

اليمن بلا مستشفيات

تعرضت عدة مستشفيات يمنية في المناطق الواقعة لسيطرة الحوثي إلى الإغلاق والهدم والقصف جراء غارات ميليشيا الحوثي الإرهابية عليها، من بينها مستشفى العطير الخيري لغسيل الكلى.

القائمون على المستشفى زاد أملهم في معاودة عملهم مجددا بعد تحرير ألوية العمالقة لمدينة حريب الواقعة بها، ولكن عاد الإحباط يتسلل إلى داخلهم بعدما اكتشفوا وجود عشرات الألغام التي تعيق وصولهم إلى «العطير الخيري».

الدكتور صالح الشمري، قال إن قائمة المرضى الذين يحتاجون إلى غسيل كلوي تزداد يوما بعد الآخر، في الوقت نفسه تزداد عدم قدرتهم على الوصول إلى المستشفى خوفا من انفجار الألغام بهم.

الطبيب اليمني أكد أيضا في حواره لـ«العرب مباشر»، أن الألغام ليست وحدها من تهدد حياة المرضى اليمنيين؛ إذ إن نقص الدواء ونهبه من قبل الميليشيات الحوثية، أمر يتكرر على مدار الأعوام الماضية.

أضاف: «منذ بداية أزمة كورونا في 2020 كان يصل اليمن مساعدات طبية كبيرة، ولكن لم تصل إلى المواطنين بأي شكل من الأشكال؛ إذ كانت تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، وتنهبها لصالح عناصرها، إما تعيد طرحها في السوق السوداء بأسعار باهظة لا يقدر عليها المواطنون».

نهب المنازل ومنافذ السلع الغذائية 

ليس الدواء والعلاج فقط ما يعانيه اليمنيون، فالميليشيا التابعة إلى إيران، تشن غارات شبه يومية على الأسواق اليمنية، وتقوم بنهب وتفريغ منافذ السلع الغذائية من المنتجات، بالتزامن مع نهب المنازل وتشريد آلاف الأسر خارج بيوتهم.

وتقول عنيزة البيضاوي، شابة يمنية، إن الميليشيا تجند عناصرها من أجل اقتحام المنازل، وتهديد العائلات ونهب ممتلكاتهم؛ ما أدى إلى تشريد الكثير من العائلات.

أضافت لـ"العرب مباشر": «النازحون من مناطق سيطرة الحوثي أعدادهم أضعاف الباقين في مساكنهم، ما أدى إلى تشتت الكثير من الأسر وعدم معرفتهم أين ذهب أفرادها».

كما لفتت إلى أن القاطنين في منازلهم لا يجدون قوت يومهم، كاشفة أن المساعدات الإنسانية التي يتم إرسالها من قبل المنظمات الإنسانية لا تصل إلى مستحقيها، بل ينهبها عناصر الميليشيا الإرهابية.

السوق السوداء آفة حياة اليمنيين

يقول محمد المقدادي: إن المساعدات التي يتم إرسالها لليمن، يتم إعادة ضخها في الأسواق المسيطر عليها من قبل ميليشيا الحوثي، لتباع بأسعار مضاعفة، في الوقت الذي يعاني فيه 90 % من اليمنيين من الفقر والبطالة.

كما أكد لـ«العرب مباشر»، أن السلع الغذائية والنفط والأدوية جميعها لا يحصل عليها اليمنيون إلا من خلال شرائها من السوق السوداء، متسائلاً «أين دور المنظمات الدولية من الإشراف على وصول المساعدات إلى مستحقيها».

كما أبدى استياءه من تأخر المجتمع الدولي في التدخل الفوري لإنقاذ اليمنيين من الصراع الذي دام في اليمن لمدة 7 أعوام، مخلفاً وراءه آلافا من الجوعى والقتلى والمرضى.

إحصائيات الموت

في السياق نفسه، تكشف الإحصائيات الأممية واليمنية عن مدى الآثار السلبية التي نتجت عن الحرب الغاشمة التي شنتها الحوثي بإيعاز من النظام الإيراني.

حذر برنامج الأغذية العالمي من تفاقم أزمة الجوع في اليمن بين شرائح واسعة من المجتمع، في ظل الغلاء الناجم عن تدهور أسعار صرف العملة.

وذكر مكتب البرنامج في اليمن في بيان على "تويتر"، أن "أزمة اليمن التي طال أمدها مدمرة لملايين العائلات.. أسعار المواد الغذائية تستمر في الارتفاع، هذا يؤدي إلى ازدياد الجوع".

وكان المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، قد قال في 8 نوفمبر: إن أكثر من نصف سكان اليمن (16.2 مليونا) يواجهون خطر الجوع الحاد مع استمرار الصراع الدامي المستمر في هذا البلد منذ نحو سبعة أعوام.

وأضاف بيزلي في بيان: أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى 802 مليون دولار للحفاظ على مستوى المساعدات التي يقدمها خلال الستة أشهر القادمة.

كما أشار بيزلي إلى أن النصف الأول من عام 2022 سيكون "قاسيا" على اليمن الذي يقف على شفا مجاعة بسبب الحرب الدائرة بين تحالف تقوده السعودية والحكومة الشرعية وجماعة الحوثي.

وتشير أحدث تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 20 مليون شخص، أي ما يعادل ثلثي سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليونا، يحتاجون إلى المساعدات.

وتخطى سعر الدولار 1530 ريالا هذا الشهر في أسوأ انهيار لقيمة العملة المحلية في تاريخها ومنذ بدء الحرب في البلاد.

وتسبب تدهور العملة في زيادات حادة في الأسعار وسط عجز الكثير من اليمنيين عن شراء غالبية السلع الأساسية.

تحذيرات البنك الدولي من المجاعة

وحذر البنك الدولي من اتساع رقعة المجاعة في اليمن، مع استمرار القتال في هذا البلد.

وذكر البنك الدولي في تقرير أصدره في الآونة الأخيرة عن الأمن الغذائي في اليمن أن ارتفاع الأسعار عالميا إلى جانب الزيادة في معدلات التضخم والانخفاض الكبير في سعر العملة المحلية وزيادة تكلفة نقل السلع كان السبب الرئيس في ارتفاع أسعار الغذاء في اليمن.

التأخر في إعلان الحوثي تنظيما إرهابيا

نشرت صحيفة واشنطن بوست، تقريرا يؤكد أن إدارة جو بايدن كان بإمكانها إنهاء الحرب الوحشية في اليمن ولكنها أصبحت الآن أكثر سوءا.

ووعدت إدارة بايدن بوقف الدعم للحرب والدفع نحو اتفاقية سلام، إلا أن سياساتها زادت من تأجيج القتال الذي امتد وبشكل خطير أبعد من اليمن، ما زاد من حالة عدم الاستقرار في كل المنطقة.