دعوات عالمية لإنقاذ السودان.. الجوع قاتل
دعوات عالمية لإنقاذ السودان.. الجوع قاتل؟
أكثر من عام ونصف العام وتعيش السودان في ظل مجاعة وحرباً مدمرة بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان، مما أدخل البلاد في حالة كبرى من الجوع، وأدخلت البلاد في أكبر أزمة جوع في العالم في بلد يشهد أساسًا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.
وتسعى مجموعات عالمية لإنقاذ الشعب السوداني في ظل ارتفاع وتصاعد الحرب التي أدى إلى تواجد حالات "الموت جوعاً" في البلاد التي كانت "سلة غذاء العالم"، حيث تسعى المجموعات لمحاولات إنقاذ السودان، وكذلك محاولات إنهاء الحرب المتصاعدة بشكل مخيف.
أزمة إنسانية ودعوات كبرى
وتتواصل الضغوط الدولية والأممية من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في السودان، نتيجة الحرب الراهنة، وواصلت مجموعة العمل من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان"ALPS"، السبت، جلساتها الافتراضية الأسبوعية، حيث ركزت على توسيع نطاق الوصول الإنساني في حالات الطوارئ، واحترام القانون الدولي الإنساني.
يأتي ذلك في ظل وصول ما يقدر بنحو 3114 طنًا مترياً من الإمدادات إلى ما يقرب من 300 ألف شخص في دارفور بدعم من مجموعة ALPS، ومن خلال العمل الشجاع والدؤوب للجهات الفاعلة في العمل الإنساني على الأرض.
حيث يواصل أعضاء الوفد إشراك القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع لأجل تحقيق المساعي الملحة المتمثلة في توسيع نطاق الوصول البري من بورتسودان عبر شندي إلى الخرطوم، وكذلك الطرق من الخرطوم إلى الأبيض وكوستي، بما في ذلك عبر سنار. وتدعو وفود مجموعة ALPS إلى فتح معابر حدودية إضافية، بما في ذلك معبر أويل مع جنوب السودان.
بعثة تقصي حقائق ودعم
وشهد السودان في أكتوبر2023 اعتماد مجلس حقوق الإنسان بجنيف قرارا بإنشاء بعثة دولية مستقلة لتقصي الحقائق حول الانتهاكات والجرائم التي رافقت القتال العنيف بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في السودان، وأصدرت البعثة الدولية، تقريرها الأول المؤلف من 19 صفحة بعد تحقيقات ومقابلات أجراها الفريق في الفترة ما بين يناير وأغسطس 2024، بعد زيارات لدول تشاد وكينيا وأوغندا وشمل ذلك شهادات مباشرة مع نحو 182 من الناجين وأفراد أسرهم وشهود عيان، مشاورات مستفيضة مع الخبراء وأعضاء المجتمع المدني.
كما أوصى التقرير بفرض حظر توريد الأسلحة لطرفي الصراع بالسودان، ونشر قوة حفظ سلام لحماية المدنيين، ويواصل أعضاء"ALPS" الضغط على القوات المسلحة السودانية، للإعلان عن نظام إخطار مبسط، وتنفيذه بشكل هادف، وحث قوات الدعم السريع على تنفيذه بالكامل، من أجل تبسيط الحواجز البيروقراطية المرهقة التي يتم بسببها خسارة أرواح السودانيين كل يوم.
ويواجه أكثر من 25 مليون شخص للمجاعة والجوع الحاد، يجب أن يكون الإخطار كافياً للسماح بحركة الشحنات الإنسانية في السودان. فكل تأخير ستكون تكلفته خسارة في الأرواح.
وقد أقر وفد "ALPS" بإصدار قوات الدعم السريع توجيهًا جديدًا لجميع القوات بشأن حماية المدنيين، وتدعم تعهدها بالمساءلة، وستقوم بمراقبة التنفيذ عن كثب، وحددت العديد من المناطق الحرجة حيث يجب على قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية تهدئة الأعمال العدائية فيها على الفور، بما في ذلك الفاشر. وسيضمن هذا حماية المدنيين والوصول إلى الإغاثة العاجلة بما يتماشى مع الالتزامات التي قطعها الطرفان في إعلان جدة.
ويقول الباحث السياسي السوداني، محمد إلياس: إن الأوضاع في السودان منذ منتصف إبريل في العام الماضي وتشهد تابعيات مرعبة للحرب التي بدورها خلقت أكثر من 2 مليون مواطن سوداني "لاجئ" في دول الجوار وهناك الالاف من الجوعي والذين ماتوا جوعى نتيجة للحرب الحالية التي أكلت الأخضر واليابس مما تسبب خلق أزمات أكبر مما هو عليه في ظل عناد طرفي النزاع.
وأضاف الياس - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن المعارك التي أوقعت آلاف القتلى وأدت إلى نزوح ثمانية ملايين شخص، وتهدد حياة الملايين كما تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بكاملها وما لم يتوقف العنف قد تخلف الحرب في السودان أكبر أزمة جوع في العالم، وبالتالي من يستجيب للدعوات الحالية.
بينما يرى الباحث السياسي مجدي عبد العزيز، إن هناك الكثير من الدعوات الأممية دون جدوى او حتى نظراً للسودان في الأساس، العالم حالياً يشتعل والسودان جزءاً منه ولكن في نفس الوقت الحالي السودان لا يتم الاهتم به مثل الأحداث الأخرى، وبالتالي الدعوات هي مجرد دعوات "فقط" دون تنفيذ على الأرض.
وأضاف عبد العزيز - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن هناك 18 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وصار خمسة ملايين منهم على شفا المجاعة، في حين كابد العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يساعدونهم، من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل، وأقل من "5% من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة في الوقت الراهن وبالتالي لابد من وقف نزيف الحرب عبر طاولة المفاوضات.