حرب مستمرة منذ السابع من أكتوبر كانت كفيلة بخطف أنظار العالم أجمع، حيث في ثلاثة أشهر وصل عدد القتلى بين الطرفين إلى ما يقرب من 25000 قتيل وأضعافهم من الجرحى، ويتزايد القتلى بشكل يومي بالمئات وهناك أزمات كبرى داخل قطاع غزة تنذر بكارثة كبرى، ومع ذلك فهناك جوانب أخرى للحرب، مع سعي إيران لأن تصبح قوى كبرى في الصراع دون أن تتدخل بشكل رسمي.

ومع بداية الحرب بات على الجانب الإيراني التصريحات بأنها لن تشارك وتوسع رقعة الحرب ولكنها قامت بتحريك أذرعها العسكرية بالمنطقة بمناوشات كبيرة، بداية من ميليشيا الحوثي في اليمن وحزب الله في جنوب لبنان والفصائل المسلحة في العراق، لتشغل الرأي العالمي عما تفعله بالداخل.

تخصيب اليورانيوم

واستغلالًا لحالة الحرب التي تشهدها المنطقة قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إن إيران عادت خلال الأسابيع الأخيرة لتسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، القريبة من نسبة 90 في المائة المطلوبة لتطوير سلاح نووي، في تراجع عن تباطؤ بدأت به قبل نحو 6 أشهر.

حيث أفادت الوكالة التابعة للأمم المتحدة بأن مفتشي الوكالة لاحظوا لأول مرة تغيراً بالإنتاج في منشأة فوردو في 25 نوفمبر، وبعد ذلك قالت إيران إن التغيير بدأ في 22 نوفمبر، وإن معدل الإنتاج عاد لمستوى ما قبل الإبطاء.

ويأتي هذا التطور في وقت تعهد كبار المسؤولين الإيرانيين بالانتقام لمقتل مسؤول إمدادات قوات الحرس الثوري في سوريا، العميد رضا موسوي. وقال وزير خارجية إيران، حسين أمير عبداللهيان، إن على تل أبيب أن تنتظر العد التنازلي القاسي.

المشاركة بعملية طوفان الأقصى

وقد أكد الحرس الثوري الإيراني، الأربعاء، أن عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها حركة "حماس" ضد إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، كانت ضمن عمليات الانتقام لمقتل قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، وفي تصريحات متلفزة، اليوم، قال متحدث الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، إن "عملية طوفان الأقصى كانت إحدى عمليات الانتقام لاغتيال سليماني، وهذه الانتقامات ستبقى مستمرة".

ولكن سريعا أكدت حركة حماس أن إسرائيل لم تشارك في العملية العسكرية التي قامت بها في السابع من أكتوبر، وقالت حماس، في بيان: "أكدنا مرارا دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى وفي مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى" في القدس.

وتقول الباحثة السياسية في الشأن الإيراني سمية عسل: إن إيران تستغل تصاعد وتيرة الحرب دون أن تشارك بها، فهي تحرك قوات كثيرة لها مصالح معها، وكذلك فأغلب الأسلحة التي تهاجم إسرائيل مصنوعة في إيران، حتى ما تقوم به ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر يأتي عبر مسيّرات وصواريخ إيرانية.

وأضافت عسل في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن إيران تستغل الحرب لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يأتي بشكل سريعاً في ظل أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب تضاعف بمقدار 22 مرة عن الحد الأقصى الذي يجيزه الاتفاق النووي لعام 2015، ويعتقد كثير من الدبلوماسيين، أن التباطؤ، الذي بدأ بحلول يونيو،  كان مرتبطاً بمحادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران أدت إلى إطلاق سراح أميركيين كانوا محتجزين في إيران سبتمبر، ولكن زادت الوتيرة من جديد عقب 7 أكتوبر.