العراق.. كيف أظهرت تقارير أميركية مدى اختراق إيران لحكومة السوداني؟
أظهرت تقارير أميركية مدى اختراق إيران لحكومة السوداني
أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني بأنها لن تتعامل مع الوزراء وكبار المسؤولين المنتمين لفصائل صنفتها واشنطن على قائمة الإرهاب، وكشفت مصادر مطلعة، أن بين هؤلاء الوزراء الذين قررت إدارة بايدن بالفعل عدم التعامل معهم، وزير التعليم العالي الجديد الذي قالت إنه ينتمي لعصائب أهل الحق، كما أكدت المصادر أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من تعيين السوداني رئيساً لمكتبه الإعلامي عمل سابقاً مع وسائل إعلام تابعة لعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي.
توغل إيراني
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء العراقية عن مصدر حكومي قوله: إنه لا صحة لما يشاع عن إيصال الأميركيين رسائل لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني بعدم التعامل مع بعض الوزراء، وقال المصدر: إن من يشيع مثل هذه الأخبار "له مآرب أصبحت واضحة ومكشوفة للجميع"، وكان رئيس الوزراء العراقي قد عيّن صحافياً مقرباً من عصائب أهل الحق، بزعامة قيس الخزعلي، مديراً لمكتبه الإعلامي، وشغل الصحافي ربيع نادر منصب مدير برامج في قناة العهد، التابعة لعصائب أهل الحق، كما عمل في محطات ووسائل إعلام عراقية قريبة جداً مما يعرف اليوم بـ"الإطار التنسيقي" الموالي لإيران، لكن اللافت في سيرته المهنية أنه انتقل من قناة العهد، التابعة لعصائب أهل الحق، إلى مكتب رئيس الوزراء الأسبق عادل عبدالمهدي للعمل في مكتبه الإعلامي، أيام اندلاع الحراك الاحتجاجي عام 2019.
إطار متضامن
في السياق ذاته، أكدت مصادر أن حكومة السوداني في العراق قد تم وضعها في إطار يظهرها على أنها حكومة تضامن بين الشيعة، السنة، والأكراد، إلا أنها تمنح إيران مجالاً مهماً لممارسة نفوذها في العراق، ورغم تأخر الإفصاح عن كافة الاتفاقات التي أثمرت عن هذا التحالف الجديد بين الأكراد والسنّة و"الإطار التنسيقي"، لكن جرى الكشف عن بعض التفاصيل الخاصة بأولويات التحالف، فبشكل عام، حدد التحالف عدة أهداف على غرار مكافحة الفساد وإجراء إصلاحات وإعادة التوازن إلى علاقات العراق مع دول المنطقة وتعديل أو تغيير النظام الانتخابي والتركيز على التوافق بين الفصائل العراقية، وسلّط السوداني الضوء من جديد على هذه النقاط خلال عرضه برنامجه الوزاري على البرلمان.