إسرائيل تتراجع عن التصعيد.. تهديدات أمريكية لنتنياهو بعدم الرد على إيران
تهديدات أمريكية لنتنياهو بعدم الرد على إيران
أدت موجة الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل خلال الساعات الأولى من صباح أمس الأحد إلى جولة جديدة من التوتر وعدم اليقين والمواجهة في الشرق الأوسط، في ظل المحاولات الأمريكية الكبرى لمنع إسرائيل من تنفيذ أي ضربات ضد إيران، حتى وصل الأمر لتهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن لصديقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة لن تدعم إسرائيل في أي قرار لمهاجمة إيران.
خطوات غير واضحة
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد شنت إيران الهجوم غير المسبوق ردًا على غارة إسرائيلية مشتبه بها على القنصلية الإيرانية في دمشق، سوريا، في وقت سابق من هذا الشهر، ويمثل ذلك فصلًا جديدًا في الخلاف بين الدولتين الذي تفاقم لسنوات وتصاعد منذ أعلنت إسرائيل الحرب على حماس في أكتوبر الماضي.
ولا تزال الخطوات التالية غير واضحة، لكن إسرائيل تواجه مناشدات من حلفائها للتراجع عن حافة الحرب المفتوحة واختيار طريق وقف التصعيد.
تم إطلاق أكثر من 300 قذيفة – بما في ذلك حوالي 170 طائرة بدون طيار وأكثر من 120 صاروخًا باليستيًا – باتجاه إسرائيل في الهجوم الجوي الهائل خلال الليل. تم إطلاق ما يقرب من 350 صاروخًا من إيران والعراق واليمن وحزب الله اللبناني، وفقًا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري.
ومع ذلك، تم اعتراض 99% من الصواريخ من قبل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وحلفائها، وفقًا للجيش الإسرائيلي، مع وصول عدد صغير فقط إلى الأراضي الإسرائيلية.
قال مسؤول في الجيش الإيراني يوم الأحد: إن هجوم طهران استهدف قاعدة نيفاتيم الجوية، زاعمًا أن هذا هو المكان الذي انطلقت منه الغارة الإسرائيلية في أوائل أبريل على القنصلية الإيرانية.
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير للصحافيين يوم الأحد: إن الولايات المتحدة قدرت أنه “لا يوجد ضرر كبير داخل إسرائيل نفسها”.
ودمرت السفن الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط ما بين أربعة وستة صواريخ باليستية إيرانية خلال الهجوم، وأسقطت الطائرات في المنطقة أكثر من 70 طائرة إيرانية بدون طيار في اتجاه واحد متجهة نحو إسرائيل.
وقال المسؤول: إن بطارية صواريخ باتريوت التابعة للجيش الأمريكي أسقطت صاروخا باليستيا في محيط مدينة أربيل بالعراق.
مخاوف متصاعدة
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن المخاوف من تصاعد الحرب الإقليمية تفاقمت أكثر في أوائل أبريل، عندما اتهمت إيران إسرائيل بقصف مجمعها الدبلوماسي في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية - في ذلك الوقت-: إن تلك الغارة الجوية دمرت مبنى القنصلية في العاصمة دمشق؛ مما أسفر عن مقتل سبعة مسؤولين على الأقل، من بينهم محمد رضا زاهدي، القائد الأعلى في الحرس الثوري الإيراني، والقائد الكبير محمد هادي حاجي رحيمي.
وكان زاهدي، القائد السابق للقوات البرية والجوية في الحرس الثوري الإيراني ونائب قائد عملياتها، أبرز هدف إيراني قُتل منذ أمر الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب باغتيال الجنرال في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد عام 2020.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: إن الهجوم تم إحباطه بطريقة لا مثيل لها لكنه أضاف علينا أن نكون مستعدين لكل سيناريو، وفي تصريحاته الأولى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لقد اعترضنا واحتوينا، معًا سنفوز".
وأضافت الشبكة الأمريكية، أن حلفاء إسرائيل في الغرب حثوا البلاد على العمل على تهدئة الأزمة، بدلا من الرد بطريقة يمكن أن تحول الوضع إلى حرب مفتوحة.
تحذيرات أمريكية
وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد شهدت المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو تحذيرات واضحة ودعم جديد، بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران، وقال بايدن لنتنياهو: إنه يجب أن يعتبر أحداث ليلة السبت انتصارًا لأن الهجمات الإيرانية كانت غير ناجحة إلى حد كبير، وبدلا من ذلك أظهر قدرة إسرائيل الرائعة على الدفاع ضد وهزيمة حتى الهجمات غير المسبوقة.
وبعد اجتماع افتراضي مساء أمس الأحد، أدان زعماء مجموعة السبع في بيان مشترك الهجوم الإيراني، الذي قالوا إنه “يخاطر بإثارة تصعيد إقليمي لا يمكن السيطرة عليه”.
وأضافوا: "نحن مستعدون لاتخاذ مزيد من الإجراءات الآن ردًا على المزيد من المبادرات المزعزعة للاستقرار".
وأكدت الصحيفة، أن اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي الذي استمر ساعات انتهى دون اتخاذ قرار بشأن الخطوات المقبلة، وقال مسؤول إسرائيلي: إن حكومة الحرب عازمة على الرد لكنها لم تقرر بعد التوقيت والنطاق، ولكن الحكومة أبلغت الإدارة الأمريكية بأن إسرائيل لا تتطلع إلى تصعيد التوترات مع إيران.