إيران.. غضب شعبي بسبب التجنيد الإجباري والأمن يردّ بعنف

يتظاهر الإيرانيون ضد التجنيد الإجباري والأمن يرد بعنف

إيران.. غضب شعبي بسبب التجنيد الإجباري والأمن يردّ بعنف
صورة أرشيفية

حملات اعتقال أمنية مكثفة تشنها قوات الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين الرافضين للخدمة العسكرية الإجبارية هربًا من التعامل اللاآدمي الذي يحدث في معسكرات الجيش الإيراني، حيث نظمت مجموعة من طلاب الجامعات مظاهرة أمام منظمة التجنيد العامة الإيرانية وسط طهران، وتم فض التظاهرة بالقوة والقبض على الشخص الذي قادها، ووفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية المعارضة، فإن الغضب الشعبي كبير من التجنيد الإجباري.
 
سجن قسري

شبكة "إيران إنترناشيونال" الناطقة بالإنجليزية، أكدت أن المتظاهرين كانوا يحملون لافتات تحمل شعارات ضد الخدمة الإلزامية مثل "العبودية الحديثة" و"المجندون ليس لهم صوت" و"الخدمة العسكرية: مصنع لتصنيع الإحباط" و"عامين من السجن القسري"، وتم اعتقال محمد إسكندري، سكرتير ما يسمى بحركة العدالة الطلابية - المنظمة غير الحكومية التي نظمت التجمع – خلال التظاهرات، وتابعت أن هذه التظاهرات ما هي إلا انعكاس للغضب الشعبي العارم من الطبيعة الوحشية للخدمة العسكرية الإجبارية في إيران وضغوطها الجسدية والنفسية على المجندين ، والتي تؤدي في بعض الحالات إلى الانتحار أو أعمال العنف، ففي شهر مارس الماضي، شرع مجند شاب في عملية قتل في إحدى الثكنات في محافظة بوشهر الجنوبية، مما أسفر عن مقتل أربعة من زملائه العسكريين بعد أن رُفض طلبه بالإجازة.

عبودية حديثة

وفقًا للشبكة الإيرانية، ففي وقت سابق من العام، ألغت إيران خطة الشراء الكامل للخدمة العسكرية الإجبارية، بعد يوم واحد فقط من الإبلاغ عنها في أعقاب انتقادات واسعة النطاق من قِبل المواطنين والمسؤولين، حيث يمكن للعائلات الثرية فقط شراء الخدمة العسكرية لأبنائها.

حيث ينص الدستور الإيراني على أن جميع الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا يتوجب عليهم الخدمة في الجيش لمدة عامين تقريبًا، وإلا فلن يتمكنوا من التقدم بطلب للحصول على جواز سفر لمغادرة البلاد أو العمل، حيث تم تجنيد معظمهم في الجيش التقليدي، لكن البعض ممن لديهم صلات كبرى يخدمون مع الحرس الثوري حيث تكون الظروف أفضل بكثير، وتابعت الشبكة، أن الخدمة العسكرية الإجبارية في إيران تعد شكلاً من أشكال العبودية الحديثة لما بها من انتهاكات كبرى لحقوق المجندين، وإجبارهم على ممارسة أدوار بعيدة عن الخدمة والتنكيل بهم والعقوبات الوحشية التي تطبق عليهم، ما جعل الخدمة ذات سمعة سيئة للغاية في الشارع الإيراني على عكس الخدمة في الحرس الثوري الإيراني والتي تعتمد على التدريب العسكري للأفراد ومراعاة بعض حقوقهم الإنسانية.