أجهزة بيجر مفخخة وخدعة عالمية.. أسرار عملية الموساد التي أرعبت حزب الله

أجهزة بيجر مفخخة وخدعة عالمية.. أسرار عملية الموساد التي أرعبت حزب الله

أجهزة بيجر مفخخة وخدعة عالمية.. أسرار عملية الموساد التي أرعبت حزب الله
تفجير البيجر

في تطور مثير للجدل كشفه تقرير بثته شبكة "CBS News" الأمريكية، أسرار عملية جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، التي فجر فيها أجهزة "البيجر" المملوكة لأعضاء حزب الله، والتي أسقطت أكبر جماعة مسلحة في الشرق الأوسط. 

تحدث عميلان سابقان في الموساد الإسرائيلي عن تفاصيل عملية سرية معقدة استمرت على مدى سنوات واستهدفت ميليشيا "حزب الله" في لبنان وسوريا باستخدام أجهزة بيجر ولاسلكي مفخخة.  

أسرار العملية  


في 17 سبتمبر 2024، انفجرت الآلاف من أجهزة البيجر التي كان يستخدمها عناصر حزب الله في مختلف أنحاء لبنان؛ مما أدى إلى مقتل أكثر من عشرين عنصرًا وإصابة العديد. 

وفي اليوم التالي، انفجرت أجهزة لاسلكي مفخخة أخرى، ما تسبب في مقتل وإصابة عشرات إضافيين.

 ووفقاً للمصادر، كانت العملية جزءًا من حملة أوسع ضد الحزب المدعوم من إيران، الذي صعّد هجماته على إسرائيل عقب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.  

وذكر أحد العملاء، الذي عُرف باسم "غابرييل"، أن العملية أثرت نفسياً بشكل كبير على زعيم حزب الله حسن نصر الله. 

وأشار، أن نصر الله شاهد بنفسه انفجار البيجرات بالقرب من مساعديه، واصفًا ذلك بـ"نقطة التحول" في الحرب.

 وأضاف: "إذا نظرتم إلى عينيه في خطابه بعد الهجوم، ستدركون أنه كان مهزومًا".  

خدعة عالمية


وأوضح العملاء، أن العملية بدأت قبل عشر سنوات عبر بيع أجهزة لاسلكي مفخخة لحزب الله دون علمه بأنها من إسرائيل.

وفي عام 2022، أُطلقت المرحلة الثانية باستخدام أجهزة بيجر مفخخة، تم تصميمها بطريقة دقيقة لضمان إصابة الهدف فقط.

 استخدمت الموساد شركات وهمية للإيقاع بالحزب، بما في ذلك شركة تايوانية زودتهم بالأجهزة دون معرفة الجهة الحقيقية وراء الصفقة.  

وأكد غابرييل، أن الهدف لم يكن فقط قتل المقاتلين، بل إيصال رسالة تحذيرية. 

وأضاف: "إذا كان العنصر ميتًا فقط، فهذا ينتهي هنا. لكن عندما يُصاب، يحتاجون إلى رعايته، وهذا يكلفهم المال والجهد، هؤلاء المصابون أصبحوا دليلًا حيًا على قوة إسرائيل في المنطقة".  

وبعد الهجمات، شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على مواقع لحزب الله في لبنان؛ مما أسفر عن مقتل الآلاف، بما في ذلك اغتيال حسن نصر الله. 

وبحلول نوفمبر 2024، انتهت الحرب بين الطرفين بوقف إطلاق نار، وسط مخاوف من تكرار عمليات مشابهة في المستقبل.  

تأثير واسع  


وكشف التقرير عن حالة من الذعر اجتاحت لبنان بعد العملية، حيث امتنع الناس عن استخدام الأجهزة الإلكترونية خشية أن تكون مفخخة. 

وقال أحد العملاء: "نريدهم أن يشعروا بأنهم ضعفاء، لأنهم كذلك. ولا يمكنهم التنبؤ بما سنفعله لاحقًا".  

وتابع التقرير، أن هذه العملية تعتبر واحدة من أعقد العمليات الاستخباراتية في تاريخ الموساد، حيث مزجت بين التكنولوجيا والخداع النفسي لتوجيه ضربة موجعة لحزب الله ولزعزعة استقراره الداخلي.