30 يونيو.. نهاية عصر الإخوان في مصر وبداية الشتات
30 يونيو.. نهاية عصر الإخوان في مصر وبداية الشتات
تاريخ طويل من الخيانات والأزمات بالدول، ولكن في مصر انتهت حقبة الإخوان الإرهابية سريعاً، حيث لم يستكمل الإخوان سوى أقل من عام حتى اكتشف المصريين حقيقتهم وثاروا عليهم سريعاً في ثورة مصرية كانت بشكل عام الضربة القاضية للجماعة التى بدأت بالشتات والزحف نحو دول أخرى.
وفي الذكرى الحادية عشر من ثورة 30 يونيو، نجحت إرادة المصريين في إحداث تغيير جذري بمجرى التاريخ المصري الحديث والمعاصر، وكيف تمكن المصريون بقوتهم وصوتهم من إنقاذ وطنهم واستعادة هويتهم من يد جماعة إرهابية اعتادت على العنف والدمار.
يسقط حكم المرشد
ولم تكتب ثورة 30 يونيو 2013 نهاية جماعة الإخوان في مصر فقط، لكن قضت على مصيرها في العالم بأكمله، وكانت الشرارة بخروج جموع الشعب المصري والمطالبة بسقوط حكم المرشد نهائيًا وعزل محمد مرسي من سدة الحكم، وكانت الثورة بداية التحول والمنحنى الشديد في مصير جماعة الإخوان في الدول العربية ومن ثم الشتات في أوروبا وأمريكا بعدما كشفت العنف المستتير لتلك الجماعات وأهدافها في السيطرة على الحكم في أغلب تلك الدول.
كان بيان 3 يوليو الذي خرج من القوات المسلحة المصرية حاسمًا في وقوفه بجانب الشعب المصري، والذي انتهت فيه المهلة التي حددها الجيش المصري للقيادة السياسية إذ عقد لقاء مع قوى سياسية ودينية وشبابية، وخرج الفريق أول السيسي آنذاك وألقى بيان يعلن فيه إنهاء حكم محمد مرسي رضوخًا لرغبة الشعب المصري، على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
انشقاقات مستمرة
وتعيش جماعة الإخوان الإرهابية في الوقت الحالي، انشقاقات وانقسامات تنظيمية بين أجنحتها في الداخل والخارج، وكذلك حالة غضب واسعة من شبابها، المعترض بشكل تام على وجود قيادات الجماعة القدامي في مكتب الارشاد بالخارج.
وبات تنظيم الإخوان لعبة في يد الدول الكبرى والإقليمية، ومصر لن تقبل عودة أو ظهور فكر الإخوان مرة أخرى، وأصبح أغلب أعضاء الجماعة في شتات ما بين دولاً عدة وقارات من أفريقيا لآسيا إلى أوروبا.
ويقول الباحث السياسي في شؤون الجماعات الإرهابية سامح عيد: إن ثورة 30 يونيو تعتبر نقطة تحول في حياة مصر والمصريين، فهي ملحمة وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلقد كانت درسًا وثيقًا في تاريخ الحضارة المصرية، وخير موعظة لكل من تسول له نفسه مجرد التفكير في استعداء مصر أو النيل منها أو التنكيل به، ودرساً للجماعة التي خسرت كل شيء بعد خسارتها في نصر.
وأضاف عيد - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، قائلاً: بدون ثورة يونيو كانت مصر ستعيش في غياهب ظلام حُكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت ستشهد أكبر انقسام داخلي بين مواطنيها، علاوة على الحروب الأهلية التي كانت ستطيح بالدولة وتتسبب في حالة الشقاق النفسي والمادي، ولكن أتت الثورة لتجعل كل المواطنين يتحركون على قلب رجل واحد، ويحتجون على الحُكم الإرهابي الفاسد بصوت واحد، وبكلمة واحدة، ويد واحدة.