محلل سياسي لبناني: انتخاب الرئيس جوزيف عون خطوة مهمة نحو الاستقرار السياسي وتهدئة الجنوب
محلل سياسي لبناني: انتخاب الرئيس جوزيف عون خطوة مهمة نحو الاستقرار السياسي وتهدئة الجنوب

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يشهد لبنان أجواءً هادئة نسبيًا بعد فترة من التوترات السياسية والأمنية التي عصفت بالبلاد خلال الأشهر الماضية. فقد تمكن اللبنانيون من استعادة نوع من الاستقرار، وسط ترقب وتأمل في استمرار هذه الهدنة المؤقتة.
وكان أبرز أسباب هذا الاستقرار هو انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، جوزيف عون، الذي جاء لتخفيف حدة الأزمة السياسية التي عانى منها لبنان لفترة طويلة، مما أعطى دفعًا إيجابيًا للمشهد العام وأعاد بعض الثقة في المؤسسات الدستورية.
وفي الجنوب اللبناني، شهدت الأيام الأخيرة تهدئة ملحوظة في التوترات الأمنية على الحدود مع إسرائيل، بعد سلسلة من الاتصالات والمبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى منع تصعيد جديد في المنطقة. وجرى تأكيد وقف إطلاق النار بشكل شبه كامل، ما سمح لسكان الجنوب بالتحضير للعيد في أجواء يسودها الأمل والطمأنينة.
وقال عدد من سكان بيروت والجنوب إنهم استقبلوا عيد الأضحى هذا العام بشعور مختلف، حيث غابت الأصوات المسلحة وعمّ الهدوء الأسواق والمنازل، رغم استمرار التحديات الاقتصادية التي ما زالت تُؤثر على القدرة الشرائية للعائلات.
كما جرت في العديد من المناطق اللبنانية صلاة العيد بمشاركة واسعة، مع حرص على الالتزام بالإجراءات الصحية، وسط أجواء روحانية تعبّر عن رغبة اللبنانيين في تجاوز الأزمات والعودة إلى الحياة الطبيعية.
ومع أن لبنان لا يزال يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، يرى كثيرون أن الاستقرار السياسي النسبي خلال هذه الفترة يمثل فرصة سانحة لبدء مرحلة جديدة تضع حدًا للفوضى وتعيد الأمل للبنانيين، خصوصًا في ظل الدعوات المتكررة لإجراء إصلاحات عميقة تدعم الاقتصاد وتحسن مستوى المعيشة.
في هذا السياق، يؤكد مراقبون أن نجاح الاستقرار الحالي مرتبط بمدى قدرة الأطراف السياسية على الحفاظ على الهدوء، والحرص على تعزيز الحوار الوطني، وهو ما سيُختبر خلال الأشهر القادمة.
وقال المحلل السياسي اللبناني د. سامر الخوري: إن انتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون مثّل نقطة تحوّل مهمة في المشهد السياسي اللبناني، مضيفًا أن هذه الخطوة ساهمت بشكل كبير في تهدئة الأوضاع الأمنية والسياسية، لا سيما في الجنوب اللبناني، مع اقتراب عيد الأضحى.
وفي تصريح خاص لـ"العرب مباشر"، أشار الخوري إلى أن "لبنان عاش فترة من الفوضى والتوترات السياسية التي أثرت على استقراره الداخلي، لكن انتخاب عون جاء ليعيد بعض التوازن إلى المؤسسات، ويفتح باب الحوار بين الأطراف المختلفة".
وأوضح أن "التهدئة التي شهدها الجنوب مؤخرًا ليست فقط نتيجة للضغوط الدولية والإقليمية، بل تعكس أيضًا رغبة لبنانية حقيقية في تجنب المزيد من التصعيد، خصوصًا في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد".
وأكد الخوري أن "الهدوء النسبي خلال عيد الأضحى فرصة لإعادة بناء الثقة بين اللبنانيين والحكومة، ولبداية مسار إصلاحي يهدف إلى معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة".
وختم بالقول: "يبقى التحدي الأكبر هو استمرار هذا الاستقرار، والحفاظ على الوحدة الوطنية، فالظروف لا تزال هشة، والنجاح يتطلب تعاونًا جادًا من جميع الأطراف، بما يضمن لبنان آمنًا ومستقرًا".