محمود عباس في تركيا.. صفقة مشبوهة مع أردوغان على حساب فلسطين
يزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن تركيا ومصادر تكشف الأسباب الخبيثة وراء الزيارة
زيارة مثيرة للجدل يجريها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تركيا، في الوقت الذي واجه فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات واسعة بسبب استغلاله القضية الفلسطينية من ناحية، وتجاهله ما مرت به غزة من أزمة كبيرة خلال الشهر الماضي من ناحية أخرى.
تفاصيل الزيارة
يقضي عباس في تركيا ثلاثة أيام، استجابة لدعوة أردوغان، التي زعم فيها أن الهدف منها بحث العلاقات الثنائية بين الجانبين من كافة النواحي.
وقال بيان الرئاسة التركية إن الزيارة ستشهد مباحثات بشأن الخطوات التي يمكن اتخاذها لتطوير علاقات التعاون بين تركيا ودولة فلسطين، فضلا عن أن أردوغان وعباس سيتبادلان الآراء حول الأوضاع الإنسانية في فلسطين، والتطورات في الصراع "الفلسطيني – الإسرائيلي"، والمصالحة الفلسطينية، والانتخابات المخطط تنظيمها في فلسطين.
أهداف خبيثة
يسعى أردوغان لاستغلال حالة الهجوم والغضب الفلسطيني ضد محمود عباس، بعدما أثبت ضعفه خلال الحرب الأخيرة المندلعة في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل.
واعتبر مراقبون، أن أردوغان يسعى من هذا التوغل لوضع قدمه في غزة، بهدف السيطرة على عدة ملفات، منها إعادة الإعمار من ناحية، واستمرار مخطط التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط من ناحية أخرى.
وقالت مصادر للعرب مباشر، إن أبو مازن بصدد طلب من أردوغان أن يجمع وجهات النظر بشكل مؤقت بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس الإخوانية، بعدما رفضت كلا من مصر والأمم المتحدة وأميركا، تسليم ملف إعادة الإعمار للسلطة منفردة، وأن يكون هناك إشراف أممي ومصري على تصرف السلطة.
وأكدت المصادر، أن السلطة الفلسطينية كانت تظن أن حرمان حماس من المشاركة في ملف إعادة الإعمار، سيتيح لبقية الفصائل السيطرة على الأموال المقدمة من أجل إعادة الإعمار، ولكنها أحبطت بسبب عدم ثقة المجتمع الدولي بها أيضا.
المصادر أشارت، أن محمود عباس يسعى لوساطة أردوغان بين فتح وحماس، مقابل تمكينه من السماح لاستغلال السواحل الفلسطينية للتنقيب عن الغاز، بالإضافة إلى إعادة تركيا إلى الواجهة من جديد في استغلال القضية الفلسطينية، لمساندة أردوغان في أزماته الداخلية والخارجية، في وقت يشتد الهجوم عليه من الخصوم والحلفاء، ولاسيما بعد أزمته الأخيرة مع تنظيم الإخوان.
عزلة محمود عباس
وقالت مصادر فلسطينية إن زيارة عباس لتركيا تأتي بسبب رغبته في كسر شبه العزلة التي يعاني منها، خاصة مع تدهور علاقاته الإقليمية والدولية ومع الضغوط الداخلية، في ظل اضطرابات لديه في ممارسة دوره كقائد حركة فتح، وفشله في التنسيق مع حركة حماس خاصة فيما يتعلق بالحرب الأخيرة، ما يعتبر مصالح مشتركة ظرفية فرضتها الأحداث الجيوسياسية الأخيرة.
تابعت المصادر أن عباس اتجه إلى اللجوء إلى تركيا، بعد أن استقطبه أردوغان في مناورة منه للعب دور جديد بفلسطين لتحسين صورته قبل الانتخابات التركية، فضلا عن كشف علاقات أنقرة وتل أبيب، وتلميع واجهة نظام بسبب الانتقادات التي يتعرض لها جراء تدخلاته في المنطقة.
وأكدت أن الرئيس التركي يحاول استغلال هذه التطورات من أجل توسيع نفوذ أنقرة بفلسطين والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع حركة حماس، مشيرة إلى أن ذلك أغضب الجانب الإسرائيلي عدة مرات.
استغلال تركيا للقضية الفلسطينية
وتسعى تركيا تحت حكم أردوغان لاستغلال القضية الفلسطينية للمتاجرة الشعبية، وكسب تعاطف المسلمين، في حين أن العلاقات التركية-الإسرائيلية تعتمد على علاقات راسخة منذ قديم الأزل.
على الصعيد العسكري، تركيا تعد ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي.. الاتفاقيات بدأت بتحديث (F-4) فانتوم تركيا وطائرات (F-5) بتكلفة 900 مليون دولار، مرورا بترقية إسرائيل 170 من دبابات M60A1 لتركيا، مقابل 500 مليون دولار، وصولا للاتفاق الذي يقضي بتبادل الطيارين العسكريين بين البلدين 8 مرات في السنة.
تجاريا، تعتبر إسرائيل واحدة من أهم 5 أسواق تسوق فيها تركيا بضائعها، بحجم تبادل تجاري وصل إلى 6 مليارات دولار في 2019
ويقول المسؤولون الإسرائيليون والأتراك: إنهم يطمحون لرفعه إلى 10 مليارات دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة.