محلل سياسي : تونس تُطهّر نفسها من سرطان التنظيمات المتطرفة

محلل سياسي : معركة تونس مع الإخوان حاسمة

محلل سياسي : تونس تُطهّر نفسها من سرطان التنظيمات المتطرفة
تونس

تكثف السلطات التونسية من جهودها في ملاحقة عناصر جماعة الإخوان والتنظيمات المرتبطة بها، ضمن حملة أمنية متواصلة تستهدف تفكيك شبكات التطرف والتآمر على أمن الدولة، في إطار معركة واسعة تخوضها البلاد ضد الإرهاب ومحاولات زعزعة الاستقرار.

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية، خلال الأيام الماضية، تنفيذ سلسلة من المداهمات الأمنية في عدد من المدن، أسفرت عن توقيف عناصر مصنفة خطيرة على صلة بجماعة الإخوان، وبحوزتهم وثائق تثبت تورطهم في مخططات تستهدف مؤسسات الدولة ومواقع حساسة. 

وأكدت الأجهزة الأمنية، أن بعض الموقوفين على صلة مباشرة بقيادات خارج البلاد تتبع تنظيمات مشبوهة، وأن التحقيقات ما زالت جارية للكشف عن مزيد من الشبكات المتورطة.

وتأتي هذه التحركات بعد تصريحات للرئيس قيس سعيّد شدد فيها على أن "الدولة لن تتسامح مع من تآمروا وخططوا لإسقاطها من الداخل"، مؤكدًا أن "الشعب التونسي لفظهم، والمؤسسات ستجتثهم من جذورهم"، في إشارة مباشرة إلى جماعة الإخوان والتنظيمات المتفرعة عنها.

وتواجه جماعة الإخوان في تونس عزلة متزايدة، بعد حظر نشاط ذراعها السياسي "حركة النهضة" وتوقيف عدد كبير من قياداتها في ملفات تتعلق بالإرهاب، وغسيل الأموال، والتخابر مع جهات أجنبية.

ويؤكد مراقبون، أن الدولة التونسية تمضي بخطى ثابتة في استعادة سيادتها وهيبتها، عبر تفكيك ما تبقى من بُنى التنظيمات المتطرفة، وقطع الطريق على محاولات التسلل من جديد إلى مفاصل المجتمع والدولة.

 أكد المحلل السياسي التونسي الدكتور وليد بن عبد السلام، أن ما تشهده تونس حاليًا من ملاحقات أمنية لعناصر جماعة الإخوان والتنظيمات المرتبطة بها، ليس مجرد تحرك أمني عابر، بل هو "مرحلة مفصلية في معركة استعادة الدولة الوطنية من براثن مشروع ظلامي استهدفها لعقود".

وقال بن عبد السلام -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: إن "تونس اليوم تسير في اتجاه تطهير مؤسساتها من خلايا نائمة وخطرة عملت في السابق على اختراق أجهزة الدولة والتلاعب بمقدرات الشعب، مستغلة غطاء العمل السياسي والديمقراطية الزائفة"، في إشارة إلى فترة حكم حركة النهضة الذراع السياسية لجماعة الإخوان.

وأشار، أن "الأجهزة الأمنية والقضائية باتت أكثر قدرة وجرأة على التعامل مع ملفات الإرهاب والتمويلات المشبوهة"، مضيفًا أن الإرادة السياسية الراهنة بقيادة الرئيس قيس سعيّد "تمثل عاملًا حاسمًا في مواجهة هذا المشروع، بعد سنوات من التواطؤ أو التغاضي".

وأكد المحلل السياسي، أن ما تم الكشف عنه من وثائق وشبكات خلال المداهمات الأخيرة "يثبت حجم الخطر الذي كانت تشكله جماعة الإخوان، ليس فقط على تونس، بل على المنطقة بأكملها"، مضيفًا أن سقوط هذا المشروع في تونس سيكون له أثر سياسي كبير في محيطها المغاربي والعربي.

وختم بن عبد السلام تصريحاته بالقول: "المعركة لم تنتهِ بعد، لكنها تسير في الاتجاه الصحيح.. وتونس اليوم تُطهّر نفسها من سرطان التنظيمات المتطرفة وتعيد الاعتبار للدولة ومؤسساتها الوطنية".