سيناريوهات متوقعة.. هل تنجح مهمة حارس الازدهار في وقف هجمات الحوثي؟
يسعي حارس الازدهار إلي وقف هجمات الحوثي
أكثر من 100 هجوم قامت بها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في البحر الأحمر تحت ذريعة نصرة فلسطين وتحرير قطاع غزة، حيث يعاني القطاع من استمرار الحرب والحصار منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وبعد تصاعد حدة هجمات ميليشيا الحوثي قامت قوى دولية تحت مسمى عملية "حارس الازدهار" بالتواجد في منطقة البحر الأحمر لإيقاف تصعيد ميليشيا الحوثي، وكذلك لحماية طريق التجارة العالمي الذي يمر عبر باب المندب وصولاً للبحر المتوسط وأوروبا.
تكوين التحالف للتصدي لهجمات الحوثي
تساؤلات عديدة حول قدرة التحالف على ردع الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن العابرة، حيث تتواصل هجمات الحوثيين على سفن الشحن التجارية في جنوب البحر الأحمر، والتي دفعت كثيرا من السفن لتغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح، بدلا من قناة السويس.
ومهمة إسقاط صواريخ ومسيّرات الحوثي في البحر الأحمر تمثل تحديا لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، بسبب التكلفة المادية الباهظة لذلك، ولذلك تم تكوين تحالف "حارس الازدهار" المتكون من عدة دول لمواجهة الميليشيا الإرهابية.
الحوثيون يمتلكون مخزونات ضخمة من الصواريخ والطائرات من دون طيار القادمة من ايران، وهذا يعني أن التكلفة المادية للتصدي لأدوات الحوثيين ستكون مرهقة للغاية.
وبحسب وزارة الدفاع الأميركية، تضم عملية "حارس الازدهار" عدة دول تشمل المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا، للتصدي بشكل مشترك للتحديات الأمنية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، بهدف ضمان حرية الملاحة وتعزيز الأمن الإقليمي.
سيناريوهات التواجد بالبحر الأحمر
وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية البحر الأحمر ممرا مائيا بالغ الأهمية وضروريا لحرية الملاحة وممرا تجاريا رئيسيا يسهل التجارة الدولية، ويجب على البلدان التي تسعى إلى دعم المبدأ الأساسي لحرية الملاحة أن تجتمع معا لمواجهة التحدي الذي يشكله هذا الفاعل غير الحكومي الذي يطلق الصواريخ الباليستية والمسيّرات على السفن التجارية من العديد من الدول التي تعبر المياه الدولية بشكل قانوني.
وستقوم الدول المشاركة في العملية بتسيير دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، لكن هناك تخوف من أن عملية حارس الازدهار لن تكون كافية لحث ملاك الشحنات التجارية على العودة من جديد لمسار البحر الأحمر وقناة السويس، لأنها لن تقضي على تهديد الحوثيين جذريا لكن ستقلل منها.
كما أن الرد الأميركي على تهديدات الحوثيين ربما كان ضعيفا منذ بدء الهجمات على السفن التجارية؛ إذ كانوا يحاولون إسقاط بعض الصواريخ، بيد أن الأمور باتت أكثر تعقيدا مع استمرار هذه العمليات لأسابيع والهجوم على سفن أجنبية وتابعة لشركات كبرى؛ ما تسبب في ارتفاع تكاليف التأمين، وبالتالي أصبحت هناك مشكلة كبيرة.
ويرى الباحث السياسي مختار غباشي، أن عملية "حارس الازدهار" تختص بالاستجابة لنداءات الاستغاثة من قِبَل الناقلات المستهدفة، ويمكن أن تلعب دورا في إسقاط الطائرات بدون طيار والمقذوفات الأخرى حتى الآن، والغرض منها هو دفاعي فقط وليس لمهاجمة ميليشيا الحوثي الإرهابية، ولكن مستقبلاً قد يحدث ذلك.
وأضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الحوثيين يقومون بشن هجمات متتالية وهو ما تريده إيران في حربها الصامتة مع الولايات المتحدة الأميركية، ولن يكون لدى الحوثيين أيّ سبب للخوف من الانتقام، وعلى الرغم من أن معدل نجاحهم في الهجمات على السفن التجارية قد ينخفض، إلا أنه لن يوقف عملياتهم المتصاعدة في البحر الأحمر.