مصادر: الدوحة استضافت طائرة خاصة لنتنياهو لمدة أسبوع في سرية تامة
استقبلت قطر طائرة خاصة لنتانياهو
رغم ما تدعيه قطر بنيتها عدم التطبيع مع إسرائيل، إلا أنها دشنت علاقات ضخمة على مدار أعوام معها، في مختلف المجالات، حتى فرضت على بعضها السرية التامة.
طائرة إسرائيلية بقطر
ومن بين ما فرضت عليه قطر السرية التامة، هو استضافتها لطائرة إسرائيلية مملوكة لرئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو، وفقا لما كشفته مصادر مطلعة.
وأضافت المصادر: أن الطائرة الإسرائيلية غادرت الدوحة صباح اليوم، بعد وجودها لمدة أسبوع، حيث كانت تستضيف وفدا رفيع المستوى، لإجراء مباحثات فرضت عليها قطر السرية التامة، لعدم تسريب الأمر إلى الإعلام بعد تصريحاتها الأخيرة والحديث بشأن عودة الأموال إلى حماس.
أموال قطر لحماس
وقبل يومين، نقلت تقارير إعلامية فلسطينية عن مصادر أن حركة "حماس" أمهلت الجانب الإسرائيلي حتى الثلاثاء المقبل لإدخال أموال المنحة القطرية إلى قطاع غزة.
وأضافت: أن الحركة أكدت أن المنحة المتوقفة منذ خمسة شهور، تبلغ قرابة 8 ملايين دولار، وهي مخصصة للموظفين في القطاع، وتتعلق الخطوات بإدخال أموال المنحة القطرية، وزيادة أعداد المسافرين من القطاع إلى الأردن شهرياً من 10 حالات إلى 400 حالة، والسماح لطلبة القطاع بالإقامة في الضفة الغربية والدراسة في جامعاتها، إضافة إلى الموافقة على منح الهوية الفلسطينية ولم الشمل لـ19 ألف أسرة بالقطاع.
قطر وإسرائيل
ورغم تلك العلاقات الضخمة بين قطر وإسرائيل، إلا أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، زعم، الأربعاء الماضي، تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل، على غرار "اتفاقات أبراهام".
في يونيو من العام 1995، كان الشيخ خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، يستعد لمغادرة الدوحة متجهًا لقضاء عطلة في سويسرا. بدا وداعه في مطار الدوحة عاديًا وقد جُمع زمرة العائلة الحاكمة لوداعه فردًا فردًا. وعلى نفس الاعتياد ظهر توديع ابنه وولي عهده الشيخ "حمد بن خليفة"، ملوحًا بيده.
وفور مغادرة الأب "خليفة آل ثاني"، شرع الابن الشيخ "حمد" في تنفيذ مخططه فورًا. أمر القوات بالسيطرة على القصر والمطار، اتصل بوالده ليخبره بأن الأمور انتهت، فأغلق الأب الخط في وجهه. وفي خطاب متلفز، في الـ 25 من يونيو 1995 أعلن الشيخ “حمد بن خليفة آل ثاني” نفسه حاكمًا جديدًا للبلاد. بعدها بث التلفزيون القطري لقطات تظهر أفرادًا من أسرة آل ثاني يبايعون الأمير الجديد.
بدأ التطبيع الخفي بين قطر وإسرائيل، منذ التسعينيات، حيث سبق أن أعربت قطر عن رغبتها في إعادة النظر في سياسة المقاطعة العربية إذا جمدت إسرائيل البناء الاستيطاني، ثم بعد أوسلو 1993 خفّت حدة النغمة العدائية في الإعلام القطري، وظهرت خيارات التعاون الاقتصادي البيني عبر سلسلة من الاجتماعات المشتركة، وفي نهاية 1994، التقى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، يوسي بيلين، السفير القطري لدى واشنطن، عبدالرحمن بن سعود.
ونمت العلاقات بين البلدين بصورة كبيرة، خاصة العام الماضي، حيث زار وفد طبي إسرائيلي العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في المؤتمر الدولي لجراحة الأطفال، حيث نشرت في تغريدة على صفحتها "إسرائيل بالعربية"، أن الوفد ضم 9 أطباء إسرائيليين وترأسه الدكتور ران شتاينبرغ، رئيس قسم جراحة الأطفال في مستشفى "رمبام" في حيفا.
كما زارت وفود سياسية واقتصادية ورياضية قطر بصورة مستمرة منذ بداية المقاطعة العربية، فضلا عن عزف النشيد الوطني لدولة الاحتلال لأول مرة في بلد عربي، حيث إنه في شهر سبتمبر 2019، شارك وفد رياضي إسرائيلي في بطولة العالم لألعاب القوى، وسط تنديد عربي وشعبي ضخم، بينما وجهت قطر دعوة إلى الجماهير الإسرائيلية للحضور إلى الدوحة، رغم عدم منافسة منتخب إسرائيل لكرة القدم، لمشاهدة البطولة، من أجل إخفاء غياب الجماهير المحتمل مجددا.
وفي ظل العلاقات العلنية القوية بين قطر وإسرائيل، وقبول الدولة العربية لسياسة التطبيع، التي تعد محط تنديد ورفض عربي شديد، وبعد الفضائح المتكررة من احتضان الوفود الرياضية والاقتصادية والدبلوماسية ورجال الأعمال، واستضافة الشخصيات البارزة كالمتحدث العسكري الإسرائيلي واحتضان جماهير إسرائيلية، اتجه تنظيم الحمدين لمعاقبة مواطنيه من أجل عيون تل أبيب أيضا.
وسبق أن استضافت قطر وفدا إسرائيليا جديدا للمشاركة في مؤتمر "إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط" بدورته الثالثة عشرة على أراضيها، حيث تنظمه وزارة الخارجية القطرية، وهو ما جدد الجدل مرة أخرى ولكن على نطاق واسع بالدوحة، بمشاركة عدد من المسؤولين الإسرائليين الذين يتولون مناصب مهمة.
وفي ظل العلاقات المتنامية بين قطر وإسرائيل وسياسة التطبيع بينهما، كشفت مجلة "إسرائيل ديفنس"، التابعة لجيش الاحتلال، أن الدوحة تعاقدت مؤخرا مع شركة "إلبيت"، وهي إحدى شركات تصنيع السلاح والمعدات الإسرائيلية لشراء خوذ الطيارين في سلاح الجو القطري، لإنتاج معدات من أجل مدها بمئات الخوذ المتطورة والتي سيستخدمها الطيارون في قطر، وخاصة طياري مقاتلات الرافال التي تعاقدت عليها قطر مع فرنسا، مشيرة إلى أنها استوردت من الجيش الإسرائيلي قطع غيار دبابات وعربات مصفحة وناقلات جند وغيرها من المعدات بقيمة تخطت 300 مليار دولار خلال 5 سنوات.