في خصم الأحداث الحالية والحرب الدائرة في السودان ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وعقب أكثر من عام على بدء الحرب تتصاعد الضربات بين الطرفين، حيث يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية، تتزايد المخاوف من وصول الأزمة السودانية إلى طريق مسدود.

وقد شهدت السودان في الآونة الأخيرة أزمة كبرى إثر رفض البرهان بدء محادثات مع قادة الدعم السريع في سويسرا بناءً علي مفاوضات تقودها الولايات المتحدة الامريكية والمملكة السعودية، حيث شهدت كذلك السودان محاولة اغتيال للبرهان بمسيرة.

نجاة البرهان من محاولة اغتيال

وقد أعلنت وسائل الإعلام سودانية، صباح اليوم، خبراً يفيد بنجاة البرهان من محاولة اغتيال بمسيرة شرقي السودان خلال احتفال تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية.

وتأتي محاولة اغتيال البرهان في ظل الصراع المستمر منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأضافت المصادر - في تصريحات إعلامية - أن مسيرة "انتحارية" استهدفت البرهان أثناء مشاركته في مهرجان تخريج طلاب الكلية الحربية بمعهد "جبيت" العسكري بولاية البحر الأحمر، وتابعت المصادر أن رئيس مجلس السيادة السوداني لم يصب بأذى وتم نقله إلى مدينة بورتسودان.

وكان البرهان يشهد تخريج دفعات من الكليات الحربية والتأهيلية والجوية والأكاديمية البحرية في ملعب معهد المشاة حين وقع الهجوم الأول من نوعه.

الجيش السوداني يستهدف مسيرات

وقد أصدر الجيش السوداني بيانا قال فيه، إن الدفاعات الجوية تصدت اليوم لمسيرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال. وأضاف البيان، أن الهجوم تسبب في مقتل 5 وإصابة آخرين.

بحسب بيان مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية عبر حسابه على موقع فيسبوك، فإن الحادث تسبب في مقتل خمسة أشخاص ووقوع إصابات طفيفة جاري حصرها.

وتقول الأمم المتحدة، إن الصراع أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 ألف شخص وتسبّب في نزوح نحو 10 ملايين.

ونشر المواطنون فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعملية استهداف البرهان، والتي شهدت حالة من الهلع بين المواطنين في محاولة منهم للحفاظ على ارواحهم في ظل اشتداد المعارك بين الطرفان.

وكان البرهان يشهد في استاد معهد المشاة بجبيت بولاية البحر الأحمر، تخريج الدفعات 68 كلية حربية والدفعات 20 و23 من التأهيلية والكلية جوية والأكاديمية البحرية.

ويقول الباحث السياسي السوداني، مجدي عبد العزيز، إن تداعيات محاولة اغتيال البرهان ستكون لها آلية خطيرة علي الشعب السوداني في ظل ضربات قوية وتصاعد في الحرب بين الجبهتين، حيث ان الضربة ستوقف محاولات التفاوض التي تقودها السعودية والولايات المتحدة بالرغم من اقترابها من التنفيذ.

وأضاف عبد العزيز - في تصريحات خاصة للعرب مباشر، إن السودان سيعاني من تصعيد حاد وخلافات سياسية مستمرة وعناد بين طرفي النزاع، البرهان سيكون بخير والشعب السوداني هو من يعاني من تداعيات الموقف، فلا يوجد مهرب للتفاوض حالياً، وفي حال قتل البرهان لن تتوقف الحرب بل تزيد من تباعيتها.